عقار زولريسو هو العلاج الأول من نوعه الموجه خصيصًا لعلاج أعراض اكتئاب ما بعد الحمل، حيث وافقت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية على طرح العلاج وبداية استخدامه في مارس 2019، مما رفع الآمال عاليًا لعلاج هذا المرض الذي ينتشر بشدة فيأوساط الأمهات الجديدة، وتتميز الأعراض بأنها مطابقة لمرض الاكتئاب، مثل الشعور بالإحباط وتقلبات المزاج واضطرابات نفسية ورغبة في البكاء، ورغبة في الانفصال عن العالم الخارجي، وأرق وإرهاق وخمول، والعرض الأهم هو عدم القدرة على التعامل مع الرضيع بالاهتمام المناسب، تبدأ هذا الأعراض بالظهور بعد شهور قليلة من الولادة وقد تستمر لمدة عام أو أكثر مع نصف الحالات، وتختلف في حدتها من امرأة لأخرى وتزيد في حالة وجود تاريخ عائلي للمرض، وعلى الرغم من نجاح عقار زولريسو في تخفيف الأعراض خلال 24 ساعة فقط من تناوله، إلا إن له عيوب خطيرة وأسباب تقلل من استخدامه حول العالم، وهذا المقال يعرض أسباب عدم استخدام الدواء الجديد.
سعر عقار زولريسو
المشكلة الأصعب عند الرغبة في تناول عقار زولريسو ، هو سعر الدواء الجديد، لأن الجرعة الواحدة تُكلف ما بين 20 إلى 35 ألف دولار أمريكي، هذا بالإضافة إلى تكاليف المستشفى التي ستقوم بإعطاء الدواء للمريضة، ومصارف شحن الدواء إلى مكان المستشفى أو عيادة الطبيب المُعالج.
طريقة تناول العلاج
على الرغم من أن فاعلية الدواء تبدأ بعد 24 ساعة من تناوله، إلا إن طريقة تناول الدواء أو إعطاءه للمريضة يعد أمرًا صعبًا للغاية، خاصة لامرأة مصابة بالاكتئاب في الأساس ولن ترغب بالمرور بهذه التجربة، حيث يتم إعطاء الدواء مباشرة في الوريد بعد تعليقه في محلول، على مدار 60 ساعة متواصلة، أي يجب على المريضة الجلوس ساكنة في مستشفى ويتم تعليق المحلول لها في وريدها لمدة يومين ونصف متواصلين.
الأعراض الجانبية للعقار
تشترط هيئة الغذاء والدواء الأمريكية أن يتم توعية المريضة بكافة الأعراض الجانبية وإقرارها بالموافقة على تناول عقار زولريسو بعد تقديمه لها، وذلك خلال برنامج توعوي يُشرف عليه طبيب نفسي مختص بدقة، وهذا الشرط موضوع نتيجة الأعراض الجانبية الواردة عن الدواء، وأهمها: النعاس، والدوار، والشعور بالتخدير المفاجئ، أو حتى الإغماء، ولذلك يجب على الأطباء مراقبة الإشارات الحيوية للجسم، ومستويات الأكسجين في دم المريضة طوال مدة العلاج، وهذا الأمر يستلزم الوجود بالمستشفى ورفع تكلفة العلاج.
بُعد الطفل عن أمه
خلال فترة العلاج المكونة تقريبًا من يومين ونصف، لا يُسمح لأغلب الأمهات بالتفاعل مع الرضيع الجديد، حيث تخضع الأم لمراقبة طبيب نفسي حتى يُسمح لها بالتعامل بحرية مع الطفل، ولكن لكون العلاج فعالًا، ستتمكن الأم من التفاعل مع الطفل بسرعة، ولكن في حالات أخرى قد يضطر الطفل للبقاء بعيدًا عن أمه طوال هذه الفترة.
أثبت عقار زولريسو بأنه دواء فعال، ولا تستمر أعراضه الجانبية على المدى البعيد، بل تستمر في وقت العلاج فقط، ولكن الأسباب السابق ذكرها تقلل من إمكانية استخدامه على نطاق واسع، كما توجد علاجات أخرى لاكتئاب ما بعد الحمل، مثل التوعية والمتابعة مع طبيب نفسي، والعلاجات التقليدية للاكتئاب.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.