السهر في رمضان من العادات التي لا يمكن احتواؤها في أي إطار، بمعنى أنك لا تستطيع ضبط نومك بالشكل الذي تريد، وهذه إحدى أهم سلبيات رمضان إن لم تكن أهمها وهو السهر في رمضان وعدم قدرة الإنسان لا على أخذ كفايته من النوم ولا على التركيز والاستيقاظ بوعي ومزاج جيد، بحيث يغلب اضطراب النوم على اليقظة وتغلب اليقظة على النوم بحيث لا يكون هناك نوم مريح ولا يقظة واعية وهذا سببه السهر في رمَضان وعدم قدرة الإنسان على تنظيم نومه بسبب احتياجه للبقاء متيقظا في أوقات معينة ربما لا تناسبه، وسنتحدث عن هذه الأسباب التي تجعل السّهر في رمَضان أمرا من الصعب التخلص منه في السطور التالية.
الاضطرار إلى السهر في رمضان للاستيقاظ في السحور
يمر الوقت في ليل رمضان ببطء عكس النهار، وبالتالي تجد نفسك بمجرد أداء صلاة التراويح أو زيارة الأقارب قاربت الساعة منتصف الليل مما يعني أنك إن نمت في الحادية عشر مثلا فستستيقظ في غضون ساعتين أو ثلاث من أجل السحور، أي أن خططك من أجل نومٍ عميق ومتواصل ستفشل لا محالة، وبما أن لابد للمرء من تناول السحور قبل أذان الفجر بوقت بسيط فهذا يعني أن السهر في رمضان لا مفر منه.
محاولة النوم نهارا لأطول فترة ممكنة
من أسباب السهر في رمضان أيضًا هو البقاء في فترة السماح بالطعام والشراب لأطول فترة ممكنة، وفي نفس الوقت النوم في النهار لأطول فترة ممكنة من أجل تقليص فترة الصيام نهارا وبالتالي الاستفادة بأكبر منفعة وتقليل الخسائر لأقل حد، وبالتالي يكون السهر في رمضان من أجل إعطاء الجسم الفرصة للاحتياج للنوم نهارا وفي نفس الوقت الأكل والشراب والتدخين كما يشاء خلال ساعات الليل.
السهر في رمضان لأن الجميع يسهر
السهر في رمضان شيء مهم جدا ولو تساءلنا لماذا ذلك لأن الجميع يسهر، الجميع يلتقون في رمضان، يزورون بعضهم البعض في البيوت أو يخرجون للذهاب للخيام الرمضانية أو الجلوس على المقاهي، والبعض الآخر يجلس في المسجد من أجل قراءة القرآن بعد صلاة التراويح، ستجد نفسك وحدك الذي ينام، ويستيقظ بالنهار وحده، إن مسألة السهر في ر مضان هذه بمثابة عدوى، ستجد نفسك تفعلها رغما عنك لأن الجميع يفعل ذلك ولأنك ستجد نفسك غائبا عن كل الأنشطة التي يمكن أن تقوم بها في رمضان ليلا.
الخمول والإعياء نهارا
بسبب حالة الخمول والإعياء نهارا، وبسبب اضطرارنا للاستيقاظ للعمل في الصباح الباكر فإننا نجد أنفسنا ننام في فترة بعد الظهر هذه ربما إلى المغرب مما يجبرنا على السهر في رمضان، وبسبب اضطرابات النوم هذه نجد أنفسنا نميل إلى السهر في رمضان ليلا وإلى النوم نهارا بسبب الخمول والإعياء الذي نشعر به من انخفاض نسبة السكر في الدم وبالإضافة إلى الجفاف والجوع الذي يشعر به الإنسان من الصيام وبالتالي كانت اضطرابات النوم هذه بالإضافة للأسباب السابقة من تقليص وقت الصيام والبقاء في وقت السماح بالأكل والشرب هي أكبر دوافع السهر في رمَضان والنوم نهارا.
السهر في رمضان من العادات التي لا يمكن التخلص منها، ويظل السحور في رمضان هو العقبة الوحيدة أمام نوم منتظم ومتواصل وطويل، وبسبب وجوده سيظل السهر في رمضان يفرض نفسه طوال أيام الشهر دون خطة مثالية للتخلص منه.