رغم اختلاف الروايات إلا إنه من الثابت أن فانوس رمضان بدأ في مصر في العصر الفاطمي، وتعددت الروايات التي تبحث في أصل فانوس رمضان وكيف بدأ ارتباطه برمضان إلا أن ما نلاحظه أن فانوس رمضان تعدى مصر إن لم يكن تعدى الدول العربية بأكملها وأصبح هو الرمز الأكثر شعبية للشهر الفضيل في كافة بقاع العالم الإسلامي، فلا عجب أن تجد جالية إسلامية تعلق أحد الفوانيس في شارع من شوارع الدول الغربية أو الأوربية ولا عجب أن تجد نفس الرمز هو ذاته في تركيا أو ماليزيا أو تنزانيا أو الأردن أو البحرين، فما السر وراء انتشار فانوس رمَضان بهذا الشكل ليصبح هو الرمز الرسمي للشهر الكريم؟ هذا ما سنتحدث عنه.
أشكال فانوس رمضان المبهجة وقابليته للتعديل عليه
من الأسباب التي جعلت فانوس رمضان الرمز الأكثر شعبية للشهر الفضيل في عدة مناطق هو شكله المبهج بألوانه المتعددة وقابليته للتعديل عليه بالتالي أصبح من المتاح أن يقوم كل شعب أو كل منطقة أو كل بلد إخراجه بالشكل المناسب لها ولثقافتها وللحس الجمالي الخاص بها، وبما أن الفانوس ليس اختراعا بل تطويرا لفكرة المصباح الليلي أصلا ولكنه تعدى هدفه وهو الإضاءة فحسب وأصبح رمزا لرمضان فتحويله إلى رمز كان مناسبا لأن الرمز يجب ألا يكون له وظيفة واحدة محددة، بل التعبير عن شيء ما ذهني.
فانوس رمضان كقيمة متوارثة أصيلة
أهمية فانوس رمضان والسبب في كونه رمز للشهر الكريم ويكاد يكون الرمز الرسمي، أنه قيمة متوارثة وأصيلة، حيث أن الهلال أي هلال رمضان الدال على حضوره مرتبطا بشهور أخرى فقد يرتبط برأس السنة الهجرية أو بعيد الأضحى أو غيرها، لكن فانوس رمضان قيمة متوارثة أصيلة تم ربطه برمضان وبشكل حصري عن طريق المصادفة وتوارثتها الأجيال حتى ترسخ في الأذهان بشكل غير واعي أنه هو الرمز الأهم والرسمي للشهر.
فانوس رمضان رمز الأنوار والزينة
من مميزات فانوس رمضان أنه كما قلنا في فقرة سابقة تعدى كونه وسيلة للإضاءة أو تبديد الظلمة فحسب بل رمزيته اتخذت من وظيفته أيضًا أنه تعبير عن رمضان كشهر للنور والمغفرة والإيمان، فالإيمان نور والفانوس يصدر النور، بالتالي يشبه رمضان كشهر تزداد فيه الجرعة الإيمانية أي أنه تكثيف لهذا النور وبالتالي يصبح رمضان الشهر الأكثر نورا وبهاءً وألقا، والأكثر بهجة وزينة بين الشهور، فكان الفانوس بأنواره وبألوانه وبشكله المبهج الجمالي أفضل تجسيد مادي لقيمة هذا الشهر وأهميته.
انتشاره في معظم بقاع العالم الإسلامي
ربما يكون هذا نتيجة وسبب في الوقت ذاته، حيث أن انتشار فَانوس رمضَان في معظم بقاع العالم الإسلامي قد يكون نتيجة لكونه الرمز المعبر عن شهر رمضان، وفي الوقت ذاته لما رأت البلدان الإسلامية انتشاره في البلدان الإسلامية الأخرى، كان هذا سببا في ترسيخه أكثر لكونه الرمز المعبر عن الشهر الفضيل في كافة بلدان العالم الإسلامي، بالتالي انتشار فانوس رمضَان كرمز للشهر الفضيل.
لا أحد يختلف عن قيمة فانوس رمضان كتجسيد ورمز لشهر رمضان بشكل عام، ولا شك أن هذا المصباح المنير لم يصبح المعبر عن شهر المغفرة والإيمان من فراغ، فجمال شكله وبهاء أنواره، هو انعكاس لشهر الإيمان وجمال الرحمة والغفران.