يتوافد المسلمون من كل أنحاء العالم الإسلامي لأداء عمرة رمضان تحديدا في الشهر الفضيل ويشهد الحرم المكي والأراضي المقدسة إقبالا غير مشهود إلا في موسم الحج على أداء عمرة شهر رمضان رغم أن العمرة متاحة في كل أشهر السنة وفي كل الأوقات إلا أن عمرة رمضان لها مكانة خاصة في قلوب المسلمين، وبالتالي تجد أنها الخيار الأول لأي شخص ينوي أداء العمرة كما أن لها فرحة خاصة توازي فرحة الحج ويستقبل الناس القادمون من العمرة استقبال الحجاج وذلك لعدة أسباب أهمها شعبية عمرة رمضان وفضلها عن العمرة في باقي شهور السنة وسوف نستعرض باقي الأسباب التي جعلت عمرة رمضان ذات أفضلية لدى الناس في السطور التالية.
فضل عمرة رمضان عن باقي الشهور
إن اعتقاد الناس بأن عمرة رمضان أفضل عن باقي الشهور ليس من فراغ أو هو اعتقاد شعبي فحسب، بل له أصل ديني وذلك حسب الحديث الذي رواه مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “عمرة رمضان تعدل حجة” وهناك رواية أخرى تقول “تعدل حجة معي” ولا ريب أن أجر حجة مع النبي صلى الله عليه وسلم تجعل من عمرة شهر رمضان أمر بالغ التقديس والسمو، مما يجعل من عمرة رمضان الأكثر شعبية والأكثر إقبالا من سائر المسلمين عليها، ولا يكون هذا الإقبال من فراغ أبدا.
الأجواء الرمضانية في الحرم
الأجواء الرمضانية في الحرم والمصاحبة لقدوم شهر رمضان بغض النظر عن أداء العمرة من عدمه يجعل من رمضان مميزا جدا عن سائر الشهور في البقاع المقدسة بالتالي يستفيد المعتمرون في رمضان من هذه الأجواء عند الذهاب لأداء عمرة رمضان، ويستطيعون استحضار هذه الحالة الروحانية الغامرة التي تحيط بالحرم المكي وتجعله ساحة للأجواء الإيمانية التي تحفها الملائكة والتي يفتقر إليها كل مسلم في هذه الحياة سريعة الإيقاع المفتقرة لأي روحانية.
أداء عمرة رمضان مع عدد أكبر من المعتمرين
شدد الإسلام على الدوام على فضل الجماعة حتى في الصلاة فضل فيها صلاة الجماعة على صلاة الفرد ولذلك فإن أداء العمرة مع أكبر عدد من المعتمرين وفدوا من شتى بقاع العالم من أجل أداء العمرة يجعل له رونق خاص ويضيف على هذا الطقس المقدس ألق على ألقه وتزيد من نوره ولذلك كانت عمرة شهر رمضان الاختيار الأمثل لأي شخص يريد أداء العمرة مع ملايين المعتمرين عكس باقي الشهور التي لا تشهد نفس الإقبال المنشود.
مضاعفة أجر الأعمال في رمضان
من المعروف أن رمضان هو شهر العبادات وتكثيف أداء العبادات والفرائض والسنن والنوافل، وبالتالي كان أداء عمرة رمضان بمثابة استزادة من مضاعفة الأجر والثواب في رمضان وفضل هذا الشهر الكريم عن باقي الشهور، لذلك ظلت العمرة في رمضان تجد هذه الشعبية الجارفة بسبب أن رمضان بالأساس الشهر الذي نعوض فيه كل التقصير في العبادات الذي نقترفه طوال أيام السنة، مما يجعل الناس يقبلون عليها بهذا الشكل.
عمرة رمضان تشهد كل هذا الإقبال بسبب عدة أمور أهمها مضاعفة الأجر في رمضان وأن الرسول صلى الله عليه وسلم فضلها عن العمرة في باقي الشهور وساوى أجرها بأجر الحج، فلا عجب أن نجد هذا الإقبال من المسلمين عليها.