يُعد صالح سليم بشهادة الكثيرين أهم وأنجح الرؤساء الذين مروا بتاريخ النادي الأهلي العريق، فأحد أقدم الأندية المصرية وأكثرها من حيث البطولات لابد وأنه قد تناوب على مقعد رئيس مجلس الإدارة الكثير والكثير من الأشخاص الناجحين، لكن رغم ذلك بقي صالح سليم رقم واحد، تمامًا مثلما هو الحال عندما كان يلعب كرة القدم وكان نجمًا في هذا اللعبة وأحد المشاهير كذلك، لكن هنا نحن لا نبحث عن الشخص وتاريخه وإنما نبحث عن أسباب تحقيقه لهذا التاريخ ونجاحه فيه، وهذا بالضبط ما سنفعله بالسطور القليلة المُقبلة عندما نُجيب على السؤال الهام الذي يشغل الجميع، لماذا يُعد صالح سليم الرئيس الأنجح للنادي الأهلي والأكثر شعبية في نفس الوقت؟
شخصية صالح سليم القوية وقراراته الحاسمة
أول وأهم شيء أدى إلى كون صالح سليم الرئيس الأنجح على الإطلاق في تاريخ النادي الأهلي أن ذلك الشخص كان يمتلك شخصية قوية في إدارة هذا الكيان الكبير، وتلك الشخصية ظهرت في العديد من المواقف التي كادت تُضيع هيبة النادي الأهلي لولا تدخل الرجل في اللحظات الأخيرة، وربما من أشهر تلك المواقف عندما أطاح بحسام وإبراهيم حسن من النادي الأهلي في الفترة التي كان فيها هذين اللاعبين الأهم على الإطلاق في مصر والوطن العربي بأكمله، لكن الرجل فعل ذلك بسبب موقف أخلاقي ويُحسب له أنه لم يتراجع ويرضخ لسطوة هذين النجمين، أيضًا صالح سليم ضحى بشقيقه من مجلس إدارة الأهلي عندما رأى أنه غير صالح لذلك، وهو ما يعكس شخصيته الغير مُتكررة.
تحقيق الكثير من البطولات في عهده
من أكثر الرؤساء اللذين تحققت البطولات والإنجازات في عهدهم وكانوا سبب من أسباب صناعة تاريخ وعراقة النادي الأهلي الرئيس صالح سليم ، فقد كان هذا الرجل يتحكم في كل شيء يتعلق بالرياضة ويُسهم في تطويره وجعله في المكانة الأفضل والتي يستحقها فعلًا، فقد وضع مثلًا ألعاب مثل كرة اليد وكرة السلة والكرة الطائرة على خريطة الرياضة في النادي الأهلي وحُققت في عهده الكثير من البطولات في هذه الألعاب، هذا طبعًا بخلاف إسهامه في مجالات كثيرة لكن الكرة كان المجال الأكثر إسهامًا، حيث طور المنظومة تمامًا خلال فترة رئاسة النادي وبات يتحكم في كل شيء حتى يومه الأخير في النادي الأهلي وفي حياته بشكل عام، وربما هذا ما ظهر أثره في جنازته وما أعقب وفاته من ردود أفعال.
وقوف صالح سليم بوجه الدولة
لا يُمكنك أن تحكم بأي حكم مخالف للشجاعة على ذلك الشخص الذي يتخذ القرارات الحاسمة، وفي حالتنا هذه فإن صالح سليم لم يتخذ أكثر من القرارات الحاسمة المُتسمة بالشجاعة الجديدة، وربما المواقف التي كان فيها ثابتًا في وجه الدولة من أجل مصلحة النادي الأهلي هي التي تُبين أكثر ماهية ما نتحدث عنه، فقد اتخذ الرجل العديد من القرارات منها مثلًا ما حدث في عام 2002 عندما كان رئيسًا للنادي وأصدر رئيس الجمهورية وقتها حسني مبارك قرارًا بلعب مباراة خيرية ودية بين النادي الأهلي ونادي الزمالك، وعلى الرغم من أن القرار كان جمهوريًا إلا أن صالح سليم لم يوافق عليه لأنه لم يؤخذ أذنه أولًا بصفته رئيس النادي، وبالفعل لم تُلعب المباراة.