هشاشة العلاقات في زمن الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي الكثيرة أدى إلى شعورنا نحن بعدم الاحترام للعلاقات وعدم الرغبة في التضحية من أجلها أو الإخلاص والوفاء والعطاء غير المشروط وكل هذه الصفات التي تستدعيها العلاقات العاطفية الحقيقية، ونلاحظ على الدوام تفاهة الأسباب التي تؤدي إلى حدوث المشاكل وعلى الجانب الآخر ضخامة النتائج التي تفرزها هذه المشكلات ذات الأسباب التافهة، فما هي الأسباب التي أدت إلى هشاشة العلاقات بهذا الشكل وما الدور المباشر الذي تقوم به وسائل التواصل الحديثة في شيء مثل هذا؟ ما سنعرضه في السطور التالية.
حدوث العلاقات سريعا مع عدم نضج المشاعر
أدت وسائل التواصل الحديثة إلى هشاشة العلاقات بسبب عدم نضج المشاعر التي تدفعنا إلى خوض هذه العلاقات فبمجرد الإعجاب والانجذاب لشخص نجد أنفسنا غارقين معه في علاقة عاطفية كبيرة، لها أبعاد وتصورات مستقبلية وهناك الكثير من الالتزامات اليومية، وللأسف تحدث العلاقات سريعا جدا حتى قبل أن نختبر مشاعرنا وهل هي حقيقية أو وهمية، باختصار هشاشة العلاقات تحدث لأنها تبنى على أساس هش أصلا من الإعجاب السطحي المظهري.
سهولة التواصل اليومي
الحب بالأساس مبني على الحرمان، وأجمل الحب هو الذي يكون الإنسان فيه وحده، يتخيل فيه لقاء الحبيب ويشتعل في نار الأشواق ولو لاحظنا الأغاني القديمة كانت كلها تتمنى ساعة بقرب الحبيب والبكاء من الشوق والفرحة لأننا سنقابله في الغد وغيرها، أما التواجد الدائم معك، كل شيء يحدث في يومك بث مباشر له والعكس بالعكس ينقض فكرة الحب من أساسها ويؤدي إلى هشاشة العلاقات قسرا.
المقارنات المتكررة سبب هشاشة العلاقات
على مواقع التواصل هناك الكثير من العلاقات التي تذاع تفاصيلها على الهواء، كل مشاركات المرتبطين يراها الجميع وأحيانا يكون لها جمهور ومتابعين وشعبية، وبالتالي يوجد هناك مقارنات بين علاقة وأخرى، وإن كانوا هؤلاء قد التقوا عبر الإنترنت أو يشاركون تفاصيل علاقاتهم عبر الإنترنت والتي تبدو أسطورية جدا من بعيد فلماذا أظل أنا في علاقة عادية ومملة مع شخصية عادية ومملة؟ هشاشة العلاقات تبدأ حين تمد عينيك إلى ما ليس في يدك.
الاختيارات المتنوعة
أزمة هشاشة العلاقات في عصر التواصل الاجتماعي أنها تفرض عليك المقارنة التي تحدثنا عنها رغم ذلك ليس على سبيل شكل العلاقات فحسب بل على سبيل الأشخاص أيضًا حيث كل يوم تتصفح عشرات الحسابات الشخصية لأشخاص متنوعين وبالتالي أنت ليس لديك سوى خيار واحد فقط لكن هناك العشرات من الخيارات الأخرى تنتظرك على مقربة منك لكنك تورطت للأسف مع هذه الشخصية.
الشعور بالملل بعد فترة يساعد على هشاشة العلاقات
تجتذبك شهوة البدايات في أول العلاقة وتحب جدا التغيير الذي تحدثه العلاقة وأن تستيقظ من النوم على رسالة جميلة وتنام وأنت تتحدث إلى شريك هذه العلاقة الحديثة ولكن بعد فترة تعتاد هذا وتشعر أنك تحن لأيام زمان حين كنت حرا طليقا وبالطبع تستطيع فعل أي شيء وقتما تريد لكنك للأسف لا تفعل لأنك الآن مرتبط وليس الأمر بيدك، هذا الصراع هو ما يؤدي إلى هشاشة العلاقات التي لا تعطيك حتى فرصة للاشتياق.
هشاشة العلاقات من الآثار الجانبية للتواصل الاجتماعي وسهولة التواصل وعدم نضج المشاعر والمقارنات والاختيارات المتنوعة إرهاصات لهذه الحالة.