مما لا شك فيه أن سينما الهند تُصنف حاليًا بأنها أكبر سينما في العالم من حيث كمية الإنتاج من الأفلام، أيضًا يأتي شكل من أشكال التميز والتفرد الساحق في المسلسلات كذلك لكن التركيز هنا على الأفلام فقط، فمن الممكن أن يتجاوز إنتاج سينما بوليود أو سينما الهند حوالي ألف فيلم، وفي أحيان كثيرة يتضاعف هذا العدد للدرجة التي تجعل الجمهور في حيرة من أمر كل يوم لأنها ببساطة كلما يذهب إلى السينما يجد أكثر من فيلم، والفيلم الذي يكون جديدًا اليوم يُصبح قديمًا في الغد لأنه ثمة فيلم آخر قد تم طرحه، على العموم لا يزال لدينا سؤال في غاية الأهمية، لماذا تُعتبر سينما الهند الأكبر عالميًا؟
إنتاج أكبر عدد قياسي من الأفلام في سينما الهند
دعونا نُعطي مثالًا بسيطًا سوف يجعل كل شيء يبدو واضحًا بالنسبة لكم، هل تعرفون كم فيلم يتم إنتاجه في مصر مثلًا بالعام الواحد؟ عشرين أو ثلاثين على الأكثر، لكن هل تعرفون كم فيلم تُخرجه هند في العام الواحد كذلك؟ ما لا يقل عن 1300 فيلم، أجل الرقم كما هو أمامكم بالضبط دون أي تغيير، فالأمر ببساطة أن جمهور الهند أضعاف جمهور مصر، من الناحية السينمائية طبعًا، فالسينما في مصر يُمكن أن تُعتبر مجرد رفاهية، لكنها في الهند تُعد شيء عادي، بل يكون من الغريب هناك ألا تذهب إلى السينما مرتين أو ثلاثة في الأسبوع الواحد.
تقسيم الجمهور السينمائي
ربما يعتقد البعض منذ الوهلة الأولى أن تقسيم الجمهور السينمائي في أي مكان يُمكن أن ينتج عنه خلل في صناعة السينما، لكن الأمر جاء على العكس تمامًا بصورة تبدو مدهشة بالنسبة للبعض، إذ أن تقسيم الجمهور في الهند إلى خمس فئات أو خمس شعوب في البلد الواحد أدى إلى تواجد خمس سينمات مختلفة، وكل سينما لها نوعية خاصة من الأفلام ونوعية خاصة من الجمهور ونوعية خاصة من النجوم، والأدهى من ذلك أنه ثمة لغة مختلفة، في النهاية نحن أمام قطاعات كبيرة مختلفة من الجمهور تريد مشاهدة الأفلام، ومن أجل إرضاء هذه القطاعات تُنتج كميات كبيرة بدرجة مجنونة.
وضع معايير ثابتة للنجومية في سينما الهند
أيضًا ضمن أسباب كِبر تواجد سينما الهند في العالم بأكمله أن تلك السينما تضع معايير ثابتة من أجل الوصول إلى حالة النجومية وبالتالي المشاركة في الأفلام والمسلسلات بصورة طبيعية، تلك المعايير هي التي في حال تحقيقها يكون هناك نجمًا، يكون هناك فيلمًا، وبالتالي تكون هناك صناعة، ببساطة، ما نرمي إليه أنه ليست هناك فئة معينها يُمكن القول إن عملية التمثيل مقصورة عليها بشكل رئيسي، ليست هناك نخبة، وبالتالي ليست هناك أي عوائق تمنع أي شخص يستحق أن يكون نجمًا من أن يكون كذلك، كل ما يلزمه الاجتهاد والاجتهاد، وهذه العملية برمتها تأتي نتيجتها في النهاية على شكل تواجد عدد كبير جدًا من النجوم وعدد كبير جدًا من الأفلام، وكلها طبعًا، أو أغلبها، يكون من النوعيات المتميزة التي تستحق فعلًا التواجد على الساحة، ولهذا السبب يُمكننا أن نجد نجم سينمائي شعبي هام أصله من أحياء فقيرة.