من الأشياء التي لا خلاف عليها أن قاعدة طاعة الأمر تُعتبر من القواعد الهامة للغاية بالنسبة لأولئك الذين يقبعون ضمن الحياة العسكرية ويتعاملون بالقوانين والنُظم الخاصة بها، فليس سهلًا أن تكون جنديًا أو فردًا في مؤسسة عسكرية دون أن تكون ممتلكًا للإيمان الكامل بهذه القاعدة وتُدرك جيدًا أنها تُمثل فكرة الحياة والموت والشريان الرئيسي لهذه المؤسسة، أما أولئك الذين يتواجدون خارج نطاق الحياة العسكرية ولا يعرفون بهذه القاعدة فبكل تأكيد دائمًا ما يكون لديهم سؤال في غاية الأهمية يتعلق بأسباب حصول تلك القاعدة على كل هذا القدر من الأهمية!
توقف الحيوات على قاعدة طاعة الأمر
هل هناك شيء أثمن من حياة الإنسان؟ الإجابة بكل تأكيد لا، بل إنه ليس ثمة منطق يقول بأنه من الممكن السعي بأي شكل من الأشكال لفعل شيء من شأنه تهديد تلك الحياة، وهذا بالضبط ما يحدث فيما يتعلق بهذه القاعدة الهامة، فعندما تقوم بمخالفة الشخص الذي يُلقي الأوامر لك، وخصوصًا إذا كان ذلك الشخص له مكانة هامة أو منصب كبير، ففي هذه الحالة يُمكن أن تؤدي فكرة مخالفة الأوامر إلى تهديد حياتك وحياة كل المتواجدين حولك، فالأمر في هذا الوضع قطعي ولا يقبل حتى النقاش، ولهذا جاء السبب الأول للتمسك بهذه القاعدة وحصولها على تلك الأهمية.
صدور الأوامر من خبرات وكفاءات
ربما البعض لا يدرك ذلك منذ الوهلة الأولى، لكن بكل تأكيد قاعدة طاعة الأمر جاءت في الأساس بسبب انقسام الكيان الموجود إلى فريقين، فريق من الخبرات والكفاءات، وهو الذي يُصدر الأمر، وفريق آخر من المُعدمين الذين لا يمتلكون أي خبرات، وهؤلاء هم من يصدر لهم الأمر ويكونون مخولين بتنفيذ الأمر، فمثل هؤلاء إذا شعروا أنهم يمتلكون أنفسهم وأن بمقدورهم مخالفة القواعد وفعل ما يحلو لهم فبالتأكيد لن تأتي نهايتهم على نحو جيد، والمشكلة الكبرى هنا أن هذا الأمر لن يأتي بتأثيره عليهم وحدهم، وإنما كذلك المُحيطين بهم والمتعاملين معهم، ببساطة، سيتسببون بالضرر للجميع.
أهمية تواجد القائد وأهمية قاعدة طاعة الأمر
هل تعرفون أيضًا لماذا يجب أن تكون تلك القاعدة موجودة؟ ببساطة لأنه لابد من تواجد قائد يتمكن من قيادة المجموعة بالشكل الأمثل، شخص يمتلك الكثير من الخبرات والقدرات والأمور التي من شأنها تسيير العملية على نحو جيد، وهو ما يُمكن أن يقوم به القائد الذي نتحدث الآن عن أهمية تواجده، وعلى الجانب الآخر نلمس أهمية اتباع ذلك القاعد بالصورة المُثلى، فمن خلال اتباعه، وبعد أن نتفق على أنه بالأساس شخص جدير بالقيادة، سوف نكون أمام شكل من أشكال الحياة المثالية، فلابد وأن تكون في الحياة تابع ومتبوعـ هكذا تنجح الأمور، ثم أنها فطرة بشرية بدأت منذ آلاف السنين، ولن نبالغ إذا قلنا بكون تلك الفطرة ليست فقط مُقتصرة على البشر، بل كل المخلوقات من شأنها أن تضع لنفسها قائد خاص بها ثم تبدأ في اتباعه، فهم يرون أنه من سنن الحياة وطُرق المُضي بها إلى الطريق الصحيح.
ختامًا عزيزي القارئ، قاعدة طاعة الأمر موجودة في الجيش لأسباب أكثر من الأسباب المذكورة بكل تأكيد، لكننا هنا نتحدث فقط عن أبرز هذه الأسباب وأكثرها إدراكًا بالنسبة لنا.