طبعًا لا يخفى على أحد أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تُعتبر من قِبل الكثيرين المرأة الأقوى على الإطلاق في العالم، والحقيقة أننا عندما نذكر مصطلح مثل هذا فلا نعني أبدًا المعنى البديهي له، وهو كونها الأقوى جسديًا، بل هي الأقوى فيما يتعلق بالذكاء والقوة السياسية، هذا على الرغم من أن الكثير من النساء قد شغلن مناصب سيادية في بلادهن وحققن الكثير من الإنجازات، لكن أنجيلا تأتي وتطمس كل هؤلاء من خلال تواجد قوي في عالم السياسة الألمانية دفع البعض يُصدقون على اعتبار هذه المرأة الأقوى والأبرز عالميًا في الوقت الراهن، أما أولئك الذين لا يُتابعون الأحوال السياسية ولا يشغلون أنفسهم بالتعرف على مجريات الأمور في العالم حولهم فبالتأكيد سوف يكون لديهم فضول لمعرفة أسباب قوة هذه السيدة وتميزها عن غيرها، وهذا بالضبط ما سنقوم به في السطور القليلة المُقبلة، فهل أنتم مستعدون للاقتراب من المرأة الحديدية أنجيلا ميركل وكشف عالمها؟ حسنًا، لنبدأ في ذلك سريعًا.
شخصية أنجيلا ميركل القوية والقرارات الحاسمة
ما الذي يجعل المرء صلبًا وقويًا؟ أشياء كثيرة ومختلفة، لكن ما الذي يجعلنا نلاحظ أنه بالفعل صلبًا وقويًا؟ بالتأكيد شخصيته، وهذا امتلكته أنجيلا ميركل منذ اللحظة الأولى، إذ أنه ليس هناك أي خلاف على أن تلك السيدة تُظهر شخصيتها القوية طوال الوقت وبأكثر من شكل لدرجة أن أكبر المسئولين في ألمانيا وفي كامل العالم يرتعدون لمجرد رؤيتها أو سماع صوتها، وهذا بالطبع لا يأتي لأن ميركل متسلطة ومُخيفة، بل هي فقط تمتلك الشخصية القوية الصارمة التي تميل إلى الحنكة والذكاء، وهي أمور لا تجعلك تتوقع الشخص الذي أمامك، وبالتالي تُضمر الخوف له، أضف على ذلك أن أنجيلا تمتلك عدد كبير من القرارات الحاسمة طوال مسيرتها السياسية، قرارات ربما نحتاج إلى ما هو أكبر من ذلك المقال للتعرض لها.
التواجد الكبير في الساحة الدولية
على الرغم من كون أنجيلا ميركل تشغل منصف مستشار رئيس دولة ألمانيا فقط إلا أنها في نفس الوقت تمتلك نفوذًا كبيرًا وقويًا في كامل العالم، ببساطة، هي تمتلك حق التدخل في شئون الجميع بلا استثناء، والحقيقة أنها تفعل ذلك بسبب تلك الشخصية القوية التي تمتلكها وسبق وتحدثنا عنها قبل قليل، إذ أنه عادةً ما يلتزم كل مستشار، أو حتى رئيس، فقط بدولته، ثم تأتي بعد ذلك تدخلات محدودة في دولة ضعيفة نسبيًا، لكن أنجيلا تفعل ذلك في الوقت الذي تُريده وفي أي وقت تريده، ففي الشرق الأوسط ثمة وجود لتدخلات مستشارة ألمانيا، وفي غرب أوروبا، وفي أمريكا نفسها نجد ميركل تستفسر عن بعض الأمور التي ربما لا تتماشى معها، ببساطة، إنها تفعل ما تُريده في أي مكان تُريده كما ذكرنا.
الحفاظ على منصبها سنوات طويلة
من الصعب جدًا في أوروبا أن تقوم بالحفاظ على المنصف الذي تتواجد به، وخصوصًا إذا كان ذلك المنصب منصبًا سياديًا، لكن على النقيض تمامًا تمكنت أنجيلا ميركل من الحفاظ على منصب مستشارة الرئيس الألماني أربع دورات متتالية، هذا طبعًا بخلاف كونها قد تقلدت مناصب كبرى في الأحزاب السياسية، وقد منحها ذلك قوة فوق قوتها وجعلها أشبه بالمُحنكة في مثل هذه المناصب، وربما الدليل الأكبر على ذلك أن الصحف الألمانية والمُطلعين على مقاليد الأمور في ألمانيا يقولون بكل بساطة أن أنجيلا ميركل لن تترك منصبها إلا عندما ترغب صراحةً في القيام بذلك، الأمر يجري على هواها بالمعنى الأدق، والواقع أن ذلك الأمر قد يحدث في أماكن كثيرة لكن الاستبداد يكون سببًا رئيسيًا فيه، لكننا هنا نتحدث عن ذلك الأمر دون أن يكون الاستبداد حاضرًا، حيث أن ميركل تنجح في ذلك بشخصيتها القوية.
فتح الباب أمام اللاجئين والمهاجرين
من أهم نقاط القوة التي تُرجح كفة أنجيلا ميركل دائمًا وتضعها في هذه المكانة أنها تأخذ بعض القرارات التي لا تبدو منطقية من وجهة نظر البعض، وخصوصًا أصحاب العقد والحل في السياسة الألمانية، وربما الاستدلال الأكبر على ذلك ما فعلته مع اندلاع ثورة سوريا وخروج الكثير من أهلها كمهاجرين إلى دول أوروبية، والتي طبعًا كانت تعاملهم معاملة اللاجئين الذين يمتلكون حدود مُعينة، لكن ما نتحدث عنه هنا أن بعض الدول قد لا تفتح الباب أساسًا أمام سيل اللاجئين وتعتبره أمر قومي، وهذا ما لم تفعله أنجيلا ميركل بقرارها الشجع التي وقفت فيه أمام الجميع وفتحت الباب على مصرعيه أمام اللاجئين من كل مكان في العالم، وطبعًا لاجئي سوريا بشكل أكبر، وعلى الرغم من معارضة القرار إلا أنه تم وجعلها تأخذ مكانة إنسانية مرتفعة لدى مناصري الإنسانية، ومن هنا أصبحت ميركل أكثر إثارة للجدل.
الحفاظ على ألمانيا من الأزمة الاقتصادية
جميعنا يعرف طبعًا الأزمة الاقتصادية القوية التي عصفت بقارة أوروبا وكانت سببًا في انهيار اقتصاد الكثير من الدول بخلاف طبعًا تواجد الكثير من المشاكل والأزمات المنبثقة عن هذه الأزمة، وقد كان من الممكن جدًا أن تنهار ألمانيا مثلها مثل بقية الدول لكنها على العكس صمدت وحققت ما يُشبه المفاجأة للجميع، وقد كانت أنجيلا ميركل القائد أو الرهبان الذي قاد سفينة ألمانيا في ذلك التوقيت وعبر بها إلى بر الأمان، وبالطبع الشعب كله يعرف ذلك ويُقدره، والعالم كله يُدرك ذلك أيضًا، والغريب أنه قد حدث من امرأة، لكنها ليست امرأة عادية، بل حديدية وقوية وذكية، وقد ضمن هذا الأمر للمستشارة الألمانية فترة أخرى في منصبها وكتب الصمود للشعب الألماني بالكامل، بعد ذلك جاءت حادثة التجسس الشهيرة.
أنجيلا ميركل وفضح التجسس الأمريكي علنيًا
في واحدة من الوقائع الهامة التي تُثبت ما تحدثنا عنه بخصوص أنجيلا ميركل ، وتؤكد تمامًا أننا بصدد امرأة حديدية، نجد أن ميركل قد وقفت بكل شجاعة وقالت بلسان لا يتعثر أنها تتهم الولايات المتحدة الأمريكية بالتجسس عليها، هكذا وبكل سهولة تحدثت عن أقوى دولة في العالم بالوقت الحالي، والغريب أن الولايات المتحدة الأمريكية قد وقفت في موقف دفاع عن نفسها أمام هذه الاتهامات، تخيلوا، هناك امرأة وقفت بحزم أمام واحدة من أكبر دول العالم، وقد ثبت بالفعل أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تتجسس على ميركل، وربما هذا ما يجعلنا أمام وجهة نظر أخرى تدور في فلك ماهية أنجيلا وقوتها التي تجعل دولة بحجم أمريكا تتجسس عليها، بالتأكيد هي شخص مهم يستحق ذلك.
ختامًا عزيزي القارئ، ليس هناك أدنى شك في أن ما تم استعراضه الآن بخصوص أنجيلا ميركل لا يُعبر عن وجهة نظر مُحددة ومُعينة، وإنما هو رأي العالم بأكمله والشعب الألماني نفسه، إذ أنه من النادر أن تتعرض لها الصحف العالمية دون أن تُتبع ذلك بوصف المرأة الحديدية القوية، فلو كان هناك عشرة نماذج منها لأصبحنا نعيش في عالم النساء بلا شك.