أحيانا نقف في انتظار المصعد وأكون قد وصلت وضغطت على زر المصعد بالفعل ولكن يأتي شخص آخر ويقوم بالضغط على زر المصعد من أجل الهبوط، من الطبيعي أنني واقف في انتظار المصعد وبالتالي فنحن جميعا في انتظاره ولكن رغم ذلك تجده يضغط على زر المصعد مرة والثانية، ولا يكتفي فيجده تأخر فيقوم بالضغط أكثر من مرة، هذا لن يجعل المصعد يستعجل نفسه ويهبط سريعا، وأنا وهو وأي شخص ركب المصعد مرة أو لم يركبه يعرف ذلك ومع ذلك يوجد إصرار غريب على نفس الفعل في كل مرة، فما هو السر وراء هذا الأمر؟ وما هي التفسيرات المنطقية للمسألة؟
حركة عصبية بسبب التأخر
الضغط على زر المصعد أكثر من مرة بسبب التأخر، حركة عصبية تأتي لأي شخص ليس في المصعد وحده ولكن في كل الأشياء التي تتأخر، حينما يتأخر عليك شخص تظل تهاتفه كثيرا، إن مهاتفتك له لن تأتيك به في الحال ولكنك تشعر أن هذا سيخفف من توتر ك بسبب انتظاره وتأخره عليك، الأمور عادة لا تسير بهذا الشكل، العصبية عادة هي ما تحركنا لفعل الأشياء لا المنطق ولا العقل، بالمنطق والعقل بالفعل ليس هناك داعي لضغط زر المصعد أصلا طالما تم ضغطه مرة واحدة ولكن التوتر العصبي هو ما يجعلنا نفعل ذلك.
عدم التأكد من أنك قمت بالضغط
مرة واحدة فقط كنت واقفا في انتظار المصعد وكانت هناك سيدة مسنة تقف قبلي في انتظار المصعد أيضًا وكنت أنتظر المصعد الذي لا يأتي فسألتها: لم تأخر المصعد فقالت إنها لا تعلم لأنها تقف هكذا منذ عشر دقائق، فقلت لها ألم تضغطي الزر؟ فتساءلت أي زر؟ فضغطته أمامها وقلت لها: “هذا” وبالفعل لحظات وأتانا المصعد، فأجابت أنها لم تكن تعرف يجب أن تضغط أي زر وظنت أن المصعد يصعد ويهبط من تلقاء نفسه. هذا الموقف البسيط يمكن أن نسحبه على اتساع كل الأشخاص الذين يقفون في انتظار المصعد، لا يتأكدون إن كنت قد ضغطت الزر أم لا وربما يودون التأكد بأنفسهم لأنهم قد يسألونك بالفعل وأنت تجيب بأنك قد ضغطته ولكن من أجل اطمئنان القلب، الإنسان يحب يفعل الشيء بنفسه حتى يتأكد ويقتنع أن هذه هي الطريقة المثلى لفعل الشيء.
ظنا بأن زر المصعد تالف
نحن نتعامل مع آلات وماكينات وهي ليست عالية الدقة بشكل كبير، يمكن أن يكون زر المصعد عالق أو المصعد نفسه عالق ويستلزم الضغط عليه أكثر من مرة لذلك كان الضغط المتواصل على الزر حتى يأتي المصعد، هناك اعتقاد سائد أنه يجب أن تضغط أكثر من مرة، لو أمسكت بهاتف يعمل باللمس ولكنه بطيء قليلا فإنك تظل تضغط على الأيقونات مرات عديدة، أنت تعرف أن الهاتف بطيء ويستلزم منك بعض الصبر وأن ضغطة واحدة تكفي ولكنك رغم ذلك تظن أن الكثير من الضغط سينشط الهاتف ويجعله يعمل أسرع، رغم أنه يكاد يكون العكس. وهكذا الأمر مع المصعد.
الضغط أكثر من مرة على زر المصعد له الكثير من التفسيرات المنطقية ولكن أهمها من وجهة نظري هي حركة عصبية بسبب تأخر صعود المصعد ولا ريب أنك تود الصعود في أسرع وقت ممكن.