كثيرا ما نلاحظ جمال بعد الانفصال بالنسبة للفتيات وقدرتهن على أن يصبحن أكثر تألقا ولمعانا، فما السر وراء هذه الحالة الغريبة وما الذي يجعل جمال بعد الانفصال يبرز فقط بعد إنهاء علاقة عاطفية ويماثله في ذلك أيضًا جمال بدايات العلاقة لذلك نجد أن الفتيات في أوج تألقهن إما بعد الانفصال أو عند الوقوع في الحب حديثًا، في هذا المقال نبحث حول السبب الذي يجعل الفتيات على هذه الوضعية في مثل هذه الأوقات:
جمال بعد الانفصال
كثيرا ما تلاحظ فتاة منفصلة حديثًا وهذه الفتاة تبدو بشكل أكثر تألقا ولمعانا بطريقة لم يسبق لها مثيل وتستغرب ما الذي يجعلها بكل هذا التألق وهي التي انفصلت حديثًا وأولى بها أن تكون شاحبة وذابلة ورغم ذلك فهي على العكس تماما؟ ولهذه الحالة أسباب متنوعة وأبرزها كالتالي:
بداية جديدة
تشكل فترة بعد الانفصال بداية جديدة للفتاة مرة أخرى فبعد أن يقوم الشخص بالانفصال يشعر أنه ولد من جديد وأنه أمام حياة عامرة ومليئة بالتجارب الجديدة والمسرات والإقبال، لذلك فإنه يبدو في أبهى صوره بطريقة لم تكن موجودة من قبل وهذا ما يجعل الأشخاص في فترات بعد الانفصال يبدون أكثر جمالا وبهاءً، وفي ذلك وسيلة مرة أخرى لاستعادة الاتزان النفسي والعصبي لذلك يتميزن الفتيات عادة بحالة جمال بعد الانفصال هذه التي تربك الآخرين وتتساءل عن السبب.
الارتياح النفسي
الارتياح النفسي الذي يلي الانفصال مباشرة خصوصًا في علاقة مؤذية ومؤلمة يجعل الإنسان دائما مقبلا على الحياة بشكل جديد ويجعله يتحرر من كل الأثقال التي كانت عليه مباشرة بالتالي الشحوب الذي كان في وجهه يزول والهالات السوداء التي كانت تحت العينين تزول، نوم أعمق وراحة نفسية أكثر، زوغان العينين ونحول الجسد يجعل الإنسان يبدو أكثر وهنا في حين أن في حالة الارتياح النفسي هذا يبدو جليا أكثر على الإنسان وذلك يفسر حالة جمال بعد الانفصال التي تحدثنا عنها.
جمال بعد الانفصال نتيجة التحرر من التحكمات
لا ريب أننا في الشرق الأوسط نعاني من قيود وتحفظات على الأنثى بعدم ارتداء شيء معين أو وضع مستحضرات تجميل مبالغ فيها أو أي من هذه الأشياء لذلك حينما تتحرر المرأة من سلطة الرجل الذي كان يضع لها القيود والحواجز فإنها تتجه نحو استخدام الأشياء التي تبرز جمالها الفتان وبالتالي تبدو أكثر بهاءً وجمالا للناظرين بعد أن كان هذا الجمال والبهاء مقتصرا على شخص واحد فقط يريد أن تظل فتاته غير جميلة في عيون الآخرين وهذا أحد أهم الأسباب التي تفسر حالة جمال بعد الانفصال التي تداهم الفتاة بعد الانفصال.
جعل الشريك السابق يندم
الأمر متعلق بكيد النساء نوعا ما، فالعديد من الفتيات يردن إشعار الشريك السابق يندم لأنه ترك فتاة مثلها وبالتالي جعله يندم لأنه لم يتمسك بها وبالتالي أضاع فتاة جميلة ومتألقة ولامعة مثلها، هذه المبالغة في التأنق والتجمل تجعل الرجال والذين ينبهرون بالطبع بالجمال المظهري قبل أي شيء يجعل الشريك السابق يندم لأنه ترك هذه الفتاة الجميلة وربما عاد للتودد إليها من جديد وأراد إعادة أواصر العلاقة من جديد وذلك لامتلاك هذه الفتاة الرائعة من جديد ويمكن وقتها الفتاة هي التي تتمنع عنه والتي تسوق الدلال حتى يعرف خطأه ويتعلم جيدا ويفكر ألف مرة قبل أن يمر بخاطره قرار الانفصال هذا لأنه وقتها سيدرك خسائره ويتفهم ما يمكن أن يفوته لو انفصل عنها، لذلك كان جمال بعد الانفصال خطوات تكتيكية لدى النساء.
جمال بداية العلاقة
على الجانب الآخر أيضًا من حالة جمال بعد الانفصال يبرز معنا من جديد جمال بدايات العلاقة، وهي حالة مماثلة وتدوم حسب دوام لذة البدايات فهناك علاقات تدوم بداياتها حتى النهاية، هي العلاقة التي لا ينفد منها الشغف والحب والعاطفة المتدفقة أبدا، وهناك علاقات لا تأخذ أكثر من أسبوعا، وتبدأ المشكلات ويحل الفتور ويعم الركود.
الحب يوّرد الملامح
من الأشياء الجميلة فعلا أن الحب يوّرد الملامح، ينير الوجه، ينشط الدورة الدموية فيجعل الوجه يبدو محمرا تجري فيه دماء الشباب، يُزال الشحوب للحظة، هذه هي حالة السعادة التي يقوم بها الحب فيجعل المحبين الجدد وجههم مضي من غير سوء، كان لدي صديق يتحدث إلينا عن فتاة عرفها عن طريق الإنترنت وسيذهب لمقابلتها الأسبوع القادم، غاب هذا الصديق أسبوع وعاد، لاحظت شيئًا غريبا، كان وجهه لامعا بطريقة غريبة، كأن أضواء الدنيا كلها منعكسة على وجهه، كان وجهه باسما وضاحكا على الدوام، فسألته إن كان التقى بهذه الفتاة قال نعم، فعرفت السر. سألته إن كان يحبها فقال لا، لقد التقى بها مرة واحدة فقط وليس هناك أي حب هي فقط مجرد صداقة ولكنني لم أصدق، هذا البريق هو بريق الحب، هذا الذي يجعلنا دائما متوردين كزهرة متفتحة، والحقيقة أنه كان يحبها فعلا، وهما الآن متزوجان وهانئان، وكذلك الفتيات، مثلما تبدأ بداية جديدة وتدخل في حالة جمال بعد الانفصال فإنها في الحب أيضًا تشعر بأنها في بداية جديدة والحب يضفي ببريقه على ملامحها.
الاهتمام بالنفس وحماس البدايات
تجد الفتاة كثيرا نفسها عند الارتباط في علاقة جديدة تهتم بنفسها وتقوم بشراء مستحضرات التجميل، تكوي قميصها وتميل لارتداء ملابس ذات ألوان زاهية وميالة للألوان الهادئة المريحة مثل الوردي والسماوي وتبتعد عن الألوان الرمادية والداكنة، فتبدو كأنها الربيع يزهر من جديد بعد سقوط الخريف وجفاف الشتاء، لذلك نفسر حالة جمال بعد الانفصال وحماس البدايات، في الأولى انزاحت كل القيود التي كانت تمنعها من الاهتمام بنفسها سواء كانت بوجود الشخص نفسه أو بسبب الضغط الذي كان يشكله عليها، وفي الثانية بسبب وجود الشخص الذي تتزين وتتجمل من أجله كي تشعره بالاكتفاء والامتلاء بوجودها وعدم حاجته لأي شخص أو شيء آخر في وجودها، والحقيقة أن المحب الحقيقي لا يرى في محبوبه سوى الجمال.
الابتسامة التي مبعثها سعادة الحب
السعادة التي يولدها الحب فتبعث على الابتسامة أكبر دافع على أن تجعل الشخص جميل، تلك الابتسامة مصدرها الراحة النفسية التي يسببها الأمان بوجود شخص بجانبك وكلما كان الشخص جميلا ولطيفا وداعما ومحبا كلما دامت هذه الابتسامة واستمرت أكثر وأكثر ولذلك فإن الابتسامة على الملامح تزيد الوجه جمالا وتزيد الإنسان جمالا أكثر وأكثر.
أحضر شخصا وقم بتصويره مرة وهو عابس أو بملامح خاملة أو عابسة ومرة وهو مبتسم ومرة أخرى وهو ضاحك، أيهما أجمل؟ لا ريب وهو مبتسم بالطبع، فما بالك إن كان هذا هو التعبير الدائم لملامح الإنسان؟ ألا تدرك أنه أجمل بكثير.
خاتمة
جمال بعد الانفصال وجمال البدايات حالتان ظاهرتان في كثير من حالات الانفصال حديثًا أو الارتباط حديثًا، يمكنك ملاحظتهما بقوة في مثل هذه الأوقات، نرجو أن نكون قد قدمنا التفسيرات المناسبة لها والتي تفسر هذه الحالة الغريبة.