بعد تناول الطعام الصحي تستفيد أجسادنا من مكونات هذا الطعام لما لها من سعرات حرارية لازمة لتيسير حركة الجسم، وفيتامينات ومعادن هامة لصحة الإنسان، ولذا يقول الناس الطعام هو بنزين الإنسان، وهذا تشبيه بليغ يدل على أن تناول الطعام بالنسبة للإنسان هو أشبه ما يكون وضع البنزين في السيارات، ولكن عندما نضع بنزين خاطئ لا يتناسب مع السيارة فسوف تتعرض السيارة للكثير من المشاكل التي تعرضها للتعرض أو التلف في بعض الأحيان، وهذا أيضًا ما يحدث للإنسان عند تناوله طعام غير صحي أو به مادة غير محببه لدى معدة الإنسان، فلذا لا يعني أن نتناول الطعام أكل أي شيء نراه أمامنا بل يجب علينا اختيار الطعام الصحي والغير مضر لصحة الجسم، وتوجد العديد من الفوائد التي نكتسبها عند تناول الطعام الصحي فمثلًا تزويد الجسم بالطاقة اللازمة لأداء وظائفه على أكمل وجه، هذا بجانب توفير الكثير من الفيتامينات التي يحتاج الجسد إليها كل يوم، وغيرها من الفوائد التي سنتناولها في مقالنا هذا، فتابعوا معنا.
حاجة الجسم إلى الطاقة الموجودة بالطعام
عندما نقوم بعملية تناول الطعام يتم إمداد الجسم وقتها بالطاقة اللازمة التي توفرها لنا السعرات الحرارية بالطعام، حيث أن كل جسم يحتاج إلى مقدار معين من الطاقة لكي بقوم بأداء وظائفه التي يخضع لها على أكمل وجه وبدون هذه الطاقة لا يمكننا القيام بأي شيء، والطريقة الوحيدة التي نأخذ منها الطاقة هي تناول الطعام فهو مخزن للسعرات الحرارية التي تمد الجسم بالطاقة التي يحتاج إليها، وتعتبر السعرات الحرارية هي وحدة قياس أجزاء الطاقة الموجودة بالطعام، ويتكون الطعام من ثلاثة عناصر أساسية هم البروتينات والكربوهيدرات والدهون هذا بجانب بعض العناصر الفرعية مثل الفيتامينات والمعادن، ويختلف كل طعام عن الأخر في كمية السعرات من كل عنصر موجود به، فمثلًا اللحوم مليئة بالبروتين بنسبة ستة وعشرين غرام بجانب نسبة منعدمة من الكربوهيدرات، ونجد الخبز به خمسين غرام من الكربوهيدرات وتسعة من البروتين، ولذا فالطعام الصحي هو عبارة عن مزيج من الأطعمة المليئة بالبروتين والكربوهيدرات والدهون في وقت واحد.
تواجد عنصر الغلوكوز في الكربوهيدرات
من ضمن العناصر الأساسية الموجودة بالطعام هو الكربوهيدرات وهو المحفز الأول لإفراز الطاقة بالجسم وبدونه لا يمكن استكمال وظائف ومهام الحياة، حيث أنه عندما نتناول الطعام الغني بالكربوهيدرات يتم تحويل قسم منه إلى عنصر الغلوكوز، وهو المورد الرئيسي للطاقة ويتم امتصاصه بسهولة فور دخوله للجسم، ثم ينتقل إلى مجرى الدم حتى يصل إلى خلايا الجسم المختلفة، وأهم ما يحتاج من الجسم إلى عنصر الغلوكوز هي الدماغ لكي يقوم بالعمل بحالة سليمة، وبعد أخذ الجسم النسبة التي يحتاج إليها من الغلوكوز يبدأ بشحن الفائض منه إلى مخازن العضلات والكبد، فيقوم الجسم أولًا بتحويله إلى حزم صغيرة تدعى الجلايكوجين ثم تخزن في أماكنها لمدة يوم واحد فقط، ويظهر دور الغلوكوز المخزن بالعضلات والكبد وقت الجوع فيقوم هو بإمداد الجسم بالطاقة التي تنعدم في هذه الفترة.
حيث أنه عندما يشعر الجسم بالجوع تقوم خلايا ألفا بإفراز هرمون الجلوكاجون، ويعمل هذا الهرمون على تحفيز الكبد لكسر خلايا الجلايكوجين وتحويلها لعناصر غلوكوز صغيرة تسير في مجرى الدم لتعوض نقص الطعام في هذه الفترة، وبالتالي يعتبر هذا العنصر هو المحافظ على استقرار الجسم من الداخل والخارج، ومن الجدير بالذكر توضيح أن خلايا ألفا تلك موجودة بالبنكرياس القاطن خلف المعدة من الأعلى، ومن أشهر الأطعمة المليئة بالغلوكوز البطاطا الحلوة، المكسرات، عسل النحل، السبانخ، وغيرها من الخضروات والبقوليات الواجب علينا وضعها في الطبق الرئيسي عند تناول الطعام.
لوجود الفيتامينات اللازمة للجسم
حسب ما قالته منظمة الصحة العالمية أن الجسم بحاجة إلى أربعة عشر فيتامين باليوم لكي يستطيع إكمال الوظائف الحيوية التي تطلب منه داخل الجسم، وهذه الفيتامينات تدخل الجسم عندما نتناول الطعام وهي عادة توجد في الأطعمة الصحية، أما الأطعمة التي تشترى من المحلات الخارجية فهي عادة تكون قليلة الفيتامينات، ويحتاج الجسم للفيتامينات لكي يجري عملية الهضم، وينظم وظائف الأعصاب، وينمو بشكل سليم، ويعمل القلب والكبد بصورة جيدة، وتمنح البشرة والشعر جميع الفيتامينات التي تحتاج إليها، ولكي تتم هذه العمليات يتوجب علينا تناول الطعام الصحي المليء بالفيتامينات، ولكن بطبيعة الحال فلن يحتوي طعامنا اليومي على جميع الفيتامينات اللازمة له ولذا نحن سنحتاج إلى تعويض ذلك عن طريق المكملات الغذائية.
ويكون هذا بعد أخذ رأي الطبيب الخاص بنا لمعرفة إمكانية تناولنا لهذه الفيتامينات أم لا، ويحتاج الجسم يوميًا إلى فيتامينات أ ب ج د ك هـ ويوجد في فيتامين ب ثمانية أنواع لابد من الحصول عليها لكي تعمل جميع وظائف الجسم بصورة سليمة، وبالطبع هذا لن يتم إلا بعد تناول الطعام فلذا لن تستطيع أجسادنا العمل بدون هذه الخطوة الهامة.
تواجد الأحماض الأمينية في الطعام
تحتوي الأطعمة الغنية بالبروتين على الكثير من الأحماض الأمينية اللازمة لجسم الإنسان من الداخل، حيث أن هذه الأحماض تعمل على تيسير حركة الناقلات العصبية بين جميع الأعصاب الموجودة بالجسم، ومن ضمن الناقلات العصبية التي تحركها الأحماض الأمينية السيروتونين الذي يعمل على ضبط مزاج الإنسان، ومواعيد النوم، واستجابة العقل للتعليم والتعلم، وأيضًا مادة الدوبامين التي تؤثر على أحاسيس الجسم والشعور بالسعادة والحزن والحاجة للتركيز وغيرها من الأشياء التي تترجم لأفعال حقيقية، وأيضًا مادة الأستيل كوليين التي تحفظ أعصاب الجسم والمخ من أي تلف مفاجئ مثل ظهور الزهايمر أو الشيخوخة المبكرة، حيث أنه يعمل على حفظ ذاكرة الإنسان والمخ والعقل في آن واحد، ولذا فلابد من تناول الطعام الصحي الغني بتلك الأحماض الأمينية التي تسهل عمل الناقلات العصبية بشكل سليم، ومن أشهر هذه الأطعمة هي ألكبده واللحم والبيض والقنبيط والبقوليات.
تناول الطعام من أجل الحفاظ على صحة الجسم
يعمل الطعام بشكل أساسي على المحافظة على صحة الجسم وحمايته من أية أمراض قد تضربه، حيث أن الجسم يعتبر الطعام هو المحرك له والحامي له من أي هجمات بكتيرية أو جرثومية، فجهاز المناعة هو خط الدفاع الأول وهو في الأساس يستمد قوته من الأحماض والفيتامينات المتواجد بداخل الطعام، وهنا يظهر لنا الدور الهام الذي يقدمه الطعام للجسم بجانب أن قلة تناول الطعام قد تصيب الإنسان ببعض الأمراض مثل الصداع والغثيان وانخفاض ضغط الدم وآلام حادة في البطن وغيرها من الأمراض، فلذا ينصح الأطباء بتناول الأطعمة الغنية بالعناصر المتكاملة التي يحتاج إليها الجسم بحيث لا تكون تفتقر إلى عنصر معين من الفيتامينات أو المركبات الأساسية من بروتين وكربوهيدرات ودهون، حتى من يحاول تخسيس أجسامهم يكتب لهم الطبيب برنامج غذائي يتضمن جميع العناصر الغذائية ولكن بكميات مناسبة، حتى لا ينعدم عنصر هام للجسم فيصاب بانخفاض ضغط الدم أو الصداع أو غيرها من الأمراض.
الكاتب: أحمد علي