أصبح دور المرأة في المجتمع هو مقياس للتقدم والتأخر في وقتنا هذا، فالدولة التي تهتم بالمرأة وتجعلها تشارك في جميع الأمور والواجبات الموجودة في البلاد تكون متقدمة جدًا بلا شك، وهذا ما حدث في التاريخ الأوروبي فقد كانت الدول الأوروبية في العصور الوسطى تستحقر المرأة وتعاملها معاملة سيئة للغاية وكأنها عبدة لا لها حقوق، وقد تفننوا في ذلك فاخترعوا آلات لحبس المرأة في المنزل أو لتطويق عورتها ومفاتنها ولا تفتح إلا بمفتاح يكون مع الرجل، بجانب أدوات التعذيب التي كانت توجد في منزل كل رجل ليعاقب زوجته على ما اقترفته من أثم، أما الآن فقد أصبحت المرأة لديهم هي جزء لا يتجزأ من بنيان المجتمع ولا تقوم البلاد وتنهض إلا بمشاركتها في أغلب أمور الحياة، حتى الجيش والشرطة اللذان ظلا لقرون طويلة يقتصرون على الرجال فقط نظرًا للعنف والقسوة، الآن أصبحت الكثير من دول العالم تجند النساء لخدمة البلاد، ونحن هنا سنتعرف على دور المرأة الهام في بناء المجتمع، فتابعوا معنا.
دورها الأساسي في بناء الأسرة
تعتبر الأمومة والتربية وبناء الأسرة هما مزيج مشترك لعامل واحد، وهذا المزيج هو العامل الرئيسي الذي يجعلنا نسلط الضوء على دور المرأة الهام في بناء المجتمع، فالأم هي المربي الأول للطفل وتلازمه دائمًا منذ ولادته على عكس الرجل الذي يتفرغ لأمور العمل لكي تسير مركب الحياة بدون أي مشاكل أو أزمات مادية، ونظرًا لملازمتها للطفل الصغير فهي الذي تغدق عليه الحنان وتربيه وتنشئه نشأة سليمة لكي يصبح عالم أو كاتب أو طبيب وغيره من الأدوار التي تعلي من شأن الأمم وتجعلها في المرتبة الأولى بين دول العالم، فماذا إذا لو لم تهتم المرأة بالطفل الصغير وتتركه يسبح في عالم بلا حدود أو إرشادات سيصبح هادم للمجتمع ورمزًا للفساد والجهل وهذا بالطبع ما لا تريده أي أمة، ومع مرور الوقت وتعرض الأولاد للأزمات يأتي دور المرأة فتكون هي السند والعون لهم وتمنحهم الحنان والعطف وقت الأزمات حتى يستطيعوا الصمود أمامها ويكملوا مسيرتهم في البناء.
ولكن يجب على الدولة أن تمنح للمرأة اهتمام كبير وتدمجها في أساسيات الحياة حتى يصبح لديها خلفية حضارية وتعليمية تستطيع من خلالها توعية أطفالها وتعليهم مبادئ الحياة والقيم الصحيحة لكي يبتعدوا عن الانحراف الذي طال الكثير من شعوب العالم.
دور المرأة الكبير في المجال الطبي
تلعب المرأة دورًا كبيرًا جدًا في المجال الطبي منذ قديم الأزل، حيث أنها كانت حتى نهاية القرن التاسع عشر يقتصر دورها على التمريض فقط، وذلك لمنع الدول الأوربية لها من دخول كلية الطب أو الدراسة من الأساس، فكانت تبقى كمساعدة للأطباء فقط فتناولهم الأدوات والأدوية وتقف بجانبهم وقت الكشف أو إجراء العمليات الجراحية للمَرٌضى، ولكن الآن الوضع تغير وأصبح للمرأة مكانة كبيرة في المجال الطبي، فقد سمح لها بالتعلم ونالت الدرجات المستحقة لدخول كلية الطب وأثبتت جدارتها في التعليم وواجهت تحديات وصعوبات الحياة، حتى قاربت نسبة النساء الأطباء نسبة الرجال، وقد ذكرت بعد الإحصائيات انه بحلول عام 2020 سوف تتفوق نسبة النساء على الرجال في المجال الطبي.
وعادة ما تفضل النساء تخصصات النساء والتوليد، والطب العام، والباطنة والأطفال، والطب النفسي، وذلك نظرًا لطبيعة الأنثى الضعيفة والتي لا تفضل المشاهد القوية مثل طب الجراحة والقلب والعمليات الجراحية الخطيرة، وعلى الصعيد العربي يفضل الكثير من الرجال وخاصة في المجتمعات الريفية الكشف على نسائهم عند الأطباء النساء، وهكذا يظهر دور المرأة الهام في بناء المجتمع وتقدمه ولذا يجب على جميع الدول الاهتمام بالمرأة وزجهم في جميع شئون الحياة.
دور المرأة في المجال الزراعي
تشارك المرأة بشكل كبير في المجال الزراعي خاصة في الدول النامية أو القرى والمناطق الريفية في الدول العادية، حيث أنها تعمل على المشارك في الزراعة والاقتصاد الريفي مع زوجها أو أسرتها البسيطة، ودورها يختلف بدرجة كبيرة من منطقة لأخرى ومن أسرة إلى أخرى فإذا كانت الحالة ميسورة بعض الشيء فسيكون دورها هو رعاية منزلها فقط والزوج سوف يهتم بالشئون الزراعية، أما إن كانت الحالة بسيط فسيكون لزامًا عليها المشاركة في الزراعة أو الحصاد أو البيع في الأسواق الزراعية، وإن كانت لا تملك أي أراضي زراعية فسوف تتوجه إلى العمل في الأراضي التي يملكها أشخاص آخرون، أو المزارع الحيوانية فستقوم بإطعام الحيوانات والاهتمام بها حسبما يتطلب الأمر.
وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن النساء تشارك في العملية الزراعية بدور كبير للغاية وخاصة في الدول النامية، فقد وصل معدل مشاركتها في الدول النامية إلى أربعة وأربعين بالمائة وتزداد هذه النسبة في أفريقيا وأسيا بشكل أكبر من هذا، وهنا يظهر لنا الدور الكبير الذي تلعبه المرأة في المجال الزراعي فهي تعتبر تشارك في أغلب مجالات الحياة إن لم يكن جميعها.
دور المرأة في القوات المسلحة
تمكنت النساء من المشاركة في الجانب العسكري بشكل كبير حتى أصبحت أعداد النساء في الجيوش لا يستهن بها، ويشارك النساء عادة في المراقبة والهندسة والطب والإدارة والبحرية والإطفاء، وهناك بعض الدول تسمح للنساء بالمشاركة بالسلاح في الجيش ولكنها أعداد ضئيلة جدًا، وذلك لأن التركيب الجسمي والخصائص البيولوجية لن يمكنوا المرأة من القيام بنفس وظائف الرجل في هذه النقطة، ولكنهم في الغالب يشاركون في الأشياء التي لا تستلزم السلاح وهذا أمر جيد فدخولهم الجيش عزز من إمكانية بناء مجتمع حديث وقوي، وقد وصلت هذه النساء إلى مراتب عالية بالجيش وأصبح لهم دور فعال في الحروب والمعارك الحديثة.
دور المرأة في سوق العمل
تشارك المرأة بشكل كبير في سوق العمل حتى أن نسبتهم أصبحت تتعدى الثلاثين بالمائة من النسبة الكلية وهو أمر كبير وعلى عكس القرون الماضية، ومشاركة المرأة في سوق العمل يدل على اجتهادها وحاجتها الشديدة إلى محاربة الفقر ورفع المستوى المعيش للأسرة المنزلية، وقد ينظر بعض الرجال إلى مشاركة المرأة في سوق العمل أنه أمر غير صحيح ويجب عليها إفساح المجال للرجال الذين يسعون للعمل، ولكن نحن لا نعلم حال أسر هذه الفتاة هل هي تعول أسرة بمفردها أم ماذا، بجانب أن العمل عرض وطلب والأجدر هو من يستحق العمل.
دور المرأة في المجال السياسي
وتلعب المرأة دورًا هامًا في المجال السياسي فبالرغم من أعدادهم القليلة في العملية السياسية إلا أن المرأة الواحدة له تأثير يفوق العشرة رجال، وذلك بسبب عامل التمييز حيث أنها في الغالب تكون واحدة في وسط ثلاثين أو أربعين رجل وبالتالي صوتها وأرئها السياسية ستكون مميزة ومسموعة، خير مثال يحتذى به هي المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والتي ترأس الاتحاد الديموقراطي المسيحي في ألمانيا، وهي تشغل منصب المستشارة منذ العام الخامس من القرن الواحد والعشرين وهذه مدة كبيرة توضح لنا مدى نجاحها في إدارة البلاد الألمانية.
الكاتب: أحمد علي