من الممكن أن تؤدي مشكلة تسمم الحمل إلى عواقب وخيمة إذا لما نأخذها على محمل الخطورة، حيث أن الجنين يكون في حالة خطيرة جدًا قد تؤدي لوفاته، هذا بجانب نوبات الصرع التي قد تكسر العظام أو تجعل السيدات يضربون برؤوسهم في الحائط، وعادة ما يحدث تسمم الحمل في المرحلة الثالثة والأخيرة من مراحل الحمل أي ما بين الشهر السابع إلى التاسع، حيث أن أشهر الحمل التسعة مقسمة إلى ثلاثة مراحل الأولى من الشهر الأول حتى نهاية الشهر الثالث، والمرحلة الثانية من الرابع إلى السادس، والثالثة من السابع إلى التاسع، وتوجد العديد من الأسباب التي تجعل النساء المتزوجات عرضة للإصابة بهذا المرض أشهرها متلازمة ارتفاع ضغط الدم التي تصيب بعض النساء وتبقى معهم دائمًا بحيث لا يمر أسبوع إلا وقد تعرضوا ليوم أو اثنين على الأقل لهذا الارتفاع، وهناك أيضًا عدم قدرة المشيمة على اختراق بطانة الرحم بصورة كاملة، وغيرها من الأسباب التي سنتناولها في مقالنا هذا بشيء من التفصيل، فتابعوا معنا.
تسمم الحمل نتيجة الإصابة بارتفاع ضغط الدم
يصاب بعد النساء بمشكلة ارتفاع ضغط الدم بصورة شبه دائمة ويقول الأطباء أن هذه هي أكثر العوامل التي تتسبب في حدوث مشكلة تسمم الحمل فيما بعد الزواج، حيث أنه قد أجريت إحصائية عن حالات الإصابة بتسمم الحمل أكتشف أنه من ضمن مائة سيدة هناك سبعة يصابون بهذا المرض، وهؤلاء السبعة يوجد منهم خمسة يعانون باستمرار من مشكلة ارتفاع ضغط الدم، وهذا الارتفاع يقاس من خلال الأجهزة الإلكترونية التي توجد في الصيدليات فإذا تجاوز المؤشر الانقباضي المائة وأربعين والانبساطي التسعين فهذا يعرف بارتفاع ضغط الدم، وإذا تكررت هذه النتائج بصفة مستمرة فهذا بالتأكيد سوف يزيد من نسبة الإصابة بمرض تسمم الحمل الخطير، ومن الممكن أن يؤدي هذا التسمم إلى عواقب وخيمة مثل الصرع أو وفاة الجنين، فالصرع هذا يحدث لمدة قد تصل إلى دقيقة واحدة يكون فيها جسم المرأة في حالة خطيرة جدًا فتنقبض عضلات الجسم ثم ضرب الرأس في الحائط.
ومن الممكن أن ينكسر عظام المرأة من ألخبطات الشديدة التي لا تشعر بها، وفي النهاية تفقد الوعي أو تدخل في حالة غيبوبة لمدة من الوقت، هذا بجانب تأثير التسمم الخطير على الجنين فمن الممكن أن يولد غير مكتمل النمو أو وفاة الجنين في أسوء الأحوال، ولذا يجب على كل سيدة قياس ضغط الدم بصورة دائمة لمعرفة أخر التطورات به، وإذا ارتفع لفترة طويلة يتعين عليها الذهاب إلى الطبيب المختص وأخذ الأدوية الخافضة لهذا الارتفاع، وذلك تجنبًا لحدوث مشكلة تسمم الحمل.
عدم دخول المشيمة لباطن الرحم
تلعب المشيمة دورًا هام جدًا في تغذية الجنين وإبقاءه في الوضعية الطبيعية حتى خروجه من بطن الأم، وتوجد هذه المشيمة في جانب الرحم من الدخل لكي تقوم بتغذيته وإمداده بالطعام من خلال الحبل السري، هذا بجاب دورها الهام في إمداد الجنين بالأكسجين وأخذ ثاني أكسيد الكربون بمنه مثلما تفعل الرئتين تمامًا، ثم تقوم بإخراج السموم والفضلات الناتجة عن عملية التمثيل الغذائي، وعند عدم تمركز المشيمة بصورة جيدة وفي المكان الطبيعي لها تبدأ مشكلة تسمم الحمل بالظهور على الجسم، حيث أن جهاز المناعة لدى المرأة الحامل يرفض وجود تلك المشيمة في مكان غير مخصص لها وبالتالي يبدأ بمهاجمتها وتظهر الأعراض الخاصة بالتسمم على المرأة، فيظهر الألم في أسفل البطن ومنطقة الحوض، والصداع والغثيان بصورة دائمة، ثم كثرة تواجد البروتين في البول، وزيادة الوزن بصورة غير طبيعية حيث يزداد وزن الجسم بمعدل ستة إلى تسعة كيلو غرام في الأسبوع الواحد.
وغيرها من الأعراض الخطيرة التي تهدد صحة المرأة واستمرارية حياة الجنين، ويمكن للمرأة تناول بعض الوصفات الطبيعية التي تعمل على الحد من تلك الآلام مع ضبط أوضاع الجسم، مثل شرب الزنجبيل المغلي أو تناول فصين من الثوم على الريق، وإذا استمرت تلك الأعراض فيتعين على المرأة الذهاب إلى طبيب النساء والتوليد في أسرع وقت.
العمر والعامل الوراثي
يعتبر تقدم العمر والأسباب الوراثية هي من الأشياء التي تزيد من نسبة الإصابة بمشكلة تسمم الحمل لدى السيدات، حيث أنه قد أثبتت الإحصائيات الطبية لجامعة أكسفورد البريطانية أن المرأة كلما تقدمت في العمر زادت نسبة أصابتها بالكثير من الأمراض مثل مرض تسمم الحمل، هذا بجانب أن العامل الوراثي له أهمية كبيرة في تكرار نفس الأحداث في بعض الأحيان، فإذا كانت الأم أو أحد الأقارب قد أصيبوا بمرض تسمم الحمل فهذا سوف يزيد من احتمالية الإصابة بنسبة تتعدى الخمسة والعشرين بالمائة، ولذا ينصح الفريق الطبي بضرورة متابعة حالة المرأة فور معرفتها بحدوث الحمل مع الإكثار من شرب الليمون والزنجبيل والكرفس والبنجر والثوم، فيجب تناول أحد هذه الأشياء مرتين أو ثلاثة كل يوم لأن هذه الوصفات الطبيعية تعمل على ضبط مراحل الحمل ومنع ظهور أي تطورات غير طبيعية.
نقص الفيتامينات الهامة للمرأة الحامل
توجد العديد من الفيتامينات اللازمة لتيسير فترة الحمل بدون أي مشكلات وعند تدني هذه الفيتامينات عن المستوى الطبيعي تظهر مشكلة تسمم الحمل، حيث أن جسم الإنسان في الوضع العادي يحتاج لنسب معينة من الفيتامينات وبقية العناصر الغذائية الأخرى، وأثناء الحمل تزداد الكمية المطلوبة من هذه الفيتامينات وذلك لإشباع رغبات الجسم وتلبية جميع احتياجاته، فمثلا تحتاج المرأة الحامل إلى نسب كبيرة من فيتامين سي وذلك لتعزيز عملية المقاومة ومنع الإصابة بالكثير من الأمراض، ففيتامين سي أثبت فعاليته العالية كمضاد حيوي قوى للكثير من الأمراض الداخلية والخارجية، ولذا على المرأة الإكثار من الأطعمة المليئة بهذا الفيتامين مثل الليمون والبرتقال واليوسفي، وهناك أيضًا فيتامين E من ضمن الفيتامينات الهامة التي تحتاج إليها المرأة الحامل بكثرة.
فهو مضاد قوي للأكسدة يحافظ على الأكسجين بصورته النشطة في الدم، فيمنع الإصابة بأمراض القلب وهشاشة العظام والسكري والكثير من الالتهابات والعدوى، ويتواجد فيتامين E بكثرة في السلطات والزيوت النباتية وخاصة زيت جنين القمح، ولذا على المرأة الحامل الاهتمام بوجباتها الغذائية وتكوينها من أطعمة تحتوي على جميع العناصر الغذائية المطلوبة لحمايتها وحماية الجنين من تسمم الحمل.
تسمم الحمل نتيجة عدم تناول المغنسيوم بشكل جيد
يعتبر المغنسيوم عنصر هام جدًا للمرأة الحامل وعند نقصانه عن الحد المطلوب يحدث الكثير من التطورات أهمها تسمم الحمل، فمثلًا من الممكن أن يظهر هذا النقص على هيئة تشنج العضلات وفي بعض الأحيان ينتج عن هذا التشنج نوبات خطيرة، وأيضًا هشاشة العظام ولكنها ليست بدرجة كبيرة لأنها عادة ما تصيب كبار السن، وأعراض أخرى مثل الإرهاق وارتفاع ضغط الدم وضعف الجسم وحدوث اضطرابات في ضربات القلب، كل هذا يدل على نقص عنصر المغنسيوم من الجسم وإمكانية حدوث تسمم الحمل في أي وقت، ولذا على المرأة الحامل الإكثار من الأطعمة المليئة بالمغنسيوم مثل اللوز والشوفان والبندق والخضروات الورقية والقرع.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
الكاتب: أحمد علي