البروتين هو أحد العناصر اللازمة لبناء الجسم فهو بجانب الكربوهيدرات والدهون يسيران حياة الإنسان، ويتكون البروتين من مجموعة من الأحماض الأمينية المعقدة في التركيب والمرتبطة مع بعضها في نفس الوقت، وتتمثل أهمية البروتين البالغة في بناء العضلات التي يحلم بها كل شخص يذهب لصالات الجيم المخصصة لممارسة لعبة كمال الأجسام، ولذا يقومون بالإكثار من تناول الأطعمة المليئة بالبروتين مثل البيض واللحوم والأسماك وخاصة التونة والعدس وغيرها من الأطعمة المتوفرة في كل منزل بالعالم، ولكن من الصعب أخذ الكمية المطلوبة من البُروتين من الأطعمة فقط ولذا يتجه أغلب لاعبي كمال الأجسام إلى أخذ بعض من المواد البروتينية المصنعة خصيصًا للاستخدام لمن يقومون بممارسة التمارين الرياضية الشاقة، مثل السرياس ماس والأمينو والأوبتميم بأنواعه والواي بروتين وغيرها من المكملات الغذائية الخاصة بالبروتين، ولكن في الحقيقة الإكثار من هذه المكملات يؤدي لظهور بعض الأضرار مثل حدوث هشاشة العظام أو زيادة نسبة الكوليسترول بالدم، ونحن هنا سنتناول فوائد وأضرار البروتين للاعبي كمال الأجسام، فتابعوا معنا.
أهمية البروتين للأشخاص العاديين
البروتين هو أحد العناصر الغذائية الثلاثة الضرورية والأساسية لبنا الجسم فلدينا الكربوهيدرات والبروتين والدهون، فإذا لم نكن لاعبي كما أجسام فنحن نحتاج للبروتين لكي ننمو النمو الطبيعي لنا بجانب المحافظة على الوزن، وحماية الشعر من التساقط، وحماية الأنسجة والخلايا من التأكل أو التكسر، وإمداد الجسم بالطاقة وعدم الإحساس بالخمول والتعب، والمحافظة على البشرة ولونها من الجفاف والبهتان، وحاجة كل شخص منا من البروتين ليست ثابتة فلكل واحد منا نسبة معينة يحتاج إليها كل يوم لتلبية حاجة الجسم وإتاحة الفرصة له للنمو، وعملية حساب نسبة البُروتين اللازمة للجسم تتم عن طريق معرفة وزن الجسم والجهد المبذول في اليوم.
فمثلًا إذا كان شخص يزن خمسة وسبعين كيلو غرام ولا يقوم ببذل جهد كثير في اليوم أي تحركاته قليلة فهنا يحتاج على كل كيلو غرام من وزنة 0.8 غرام من البروتين، وبالتالي يكون الناتج ستين غرام بروتين كل يوم، وإذا كان نفس الشخص ولكنه يبذل مجهود كبير بعض الشيء فهنا نضرب الخمسة وسبعين في واحد صحيح، وبالتالي يكون الناتج خمسة وسبعين غرام من البروتين هو حاجة جسمه من ذلك المركب الهام للغاية،
أهمية البروتين الكبيرة للاعبي كمال الأجسام
الدور الرئيسي للبروتين والذي بسببه يقوم لاعبي كمال الأجسام بالإكثار منه هو بناء العضلات بعد الانتهاء من التمرين، حيث أنه عندما يقل مستوى البروتين الداخل للجسم تتأكل العضلات أو لا يحدث لها أي نمو مهما أخذنا من الدهون والكربوهيدرات، فأثناء التمرين يتم تكسير أنسجة وعضلات الجسم بسبب القوة البدنية التي تبذل وعند تناولنا للبروتين نقوم بإعادة تلك الأنسجة والعضلات إلى ما كانت عليه، بجانب تزويد تلك الكتلة بفرد الأنسجة حولها وهنا تزداد عضلات الجسم حجمًا وهذا ما يحتاج إليه لاعبي كمال الأجسام، ومن يقومون بممارسة رياضة كمال الأجسام تكون نسبتهم من البروتين ضعف ما يحتاج إليه الشخص العادي، بمعنى الخمسة وسبعين غرام من البُروتين الذي يحتاج إليه الشخص العادي الذي يزن خمسة وسبعين كيلو غرام نقوم بضربها في اثنان فتكون النتيجة مائة وخمسين غرام من البروتين كل يوم.
وفي بعض الأحيان لابد من إيصال النسبة إلى ثلاثة أضعاف الأشخاص العاديين وذلك إذا زادت حدة وأيام التمرين، فلابد من تعويض الجسم عما يتم فقدانه خلال التمرين الشاق ويكون هذا التعويض بالبروتين في المقام الأول والأهم ثم الكربوهيدرات والدهون في المقام الثاني، ولذا يعد البروتين هو أهم ما يحتاج إليه لاعب كمال الأجسام خلال مسيرته الرياضية.
الإصابة بداء النقرس المؤلم
أشهر الأعراض التي تظهر بسبب تناول البروتين بكثرة هو الإصابة بداء النقرس، والنقرس هذا يكون على هيئة التهابات مفصلية تحدث في الأصبع الكبير من إحدى القدمين، حيث أن النقرس يأتي من البداية عندما يزداد معدل حمض البول بالدم، وعندما يتناول لاعب كمال الأجسام البُروتين بكثرة وخاصة البُروتين الحيواني تزداد نسبة الحمض البولي في الدم وهنا يظهر داء النقرس، وتأتي زيادة حمض البول بالدم عن طريق مركب البيورين الموجود في البروتين، وهذا المركب يتركز في الكبد واللحوم الحمراء وبعض أنواع الأسماك، ولذا يتوجب على لاعبي كمال الأجسام تجنب الإكثار من هذه الأطعمة وتعويضها بالبروتينات النباتية من الحبوب والمكسرات والعدس.
الإصابة بضعف الكليتين وهشاشة العظام
بجانب داء النقرس توجد العديد من الأضرار التي يتسبب بها البروتين عند زيادة الكمية المستهلكة منه يوميًا لإشباع العضلات وزيادة نموها، فمثلًا إضعاف الكليتين والحد من مستوى نشاطهم الطبيعي وذلك لأنهما المسئولان عن تصريف البروتين إلى كافة أنحاء الجسم، مع إخراج الكميات الزائدة عند طريق الفضلات والبول، ولكن مع زيادة نشاط الكليتين يحدث خلل فيهما نتيجة تحملهما فوق طاقتهم وبالتالي يضعفان وهذا خطير جدًا على الجسم، أما عن هشاشة العظام فهناك مثل بسيط يقول “إذا زاد الشيء عن حده انقلب ضده” وهذا ما يحدث مع البروتين فهو ضروري جدًا للجسم ونمو العضلات والأنسجة وتقوية العظام، ولكن إذا زادت تلك الكمية من البُروتين فوق حاجة الجسم فيبدأ الجسم عن طريق الكلى بتوزيع البروتين إلى الخلايا لكي يختزن بها وبالتالي يحدث ما بهشاشة العظام.
حيث أن قوة البروتين تعمل على ثقب العظام لكي يدخل البروتين بداخلها، وهنا تصبح العظام هشه وغير قادرة على التحمل وتنشأ الثقوب بها وهو ما يعرف بهشاشة العظام، ولذا يعتبر البروتين سلاح ذو حادين للاعبي كمال الأجسام الذين يتناولون كميات كبيرة من البروتين.
أضرار أخرى يتسبب بها البروتين
أضرار الإكثار من البُروتين عديدة فلا تقتصر على النقرس أو ضعف الكليتين أو هشاشة العظام، فيوجد مثلًا العديد من المشاكل التي تظهر بالجهاز الهضمي وحدوث بعض الإضرابات بالمعدة التي تظهر على شكل فقدان الشهية والغثيان ومغص البطن وانتفاخها والإسهال، ويوجد أيضًا تساقط الشعر وتلفه وليس شعر الرأس فقط بل شعر الجسم بالكامل، ومن ضمن الأمراض الأخرى يوجد زيادة نسبة الكوليسترول بالدم والذي يعمل على زيادة احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية وجلطات الدم وضيق في التنفس، وفي بعض الحالات يحدث سرطان الرئة وغيرها من السرطانيات التي تنشئ بسبب زيادة سرعة النيتروجين الذي يتحرك في أحد الأنابيب الكلوية، ومن الممكن أيضًا أن يحدث تسمم نتيجة اختزان الكثير من المعادن الضارة والثقيلة.
وأما الذين يعانون من داء السكري فسيكونان أكثر عرضة لتلك الأمراض وغيرها نتيجة زيادة نسبة السكر بالدم، حيث أن البروتين مليء بالأسبرتام والمالتوديكسترين اللذان يشكلان خطرًا كبيرًا على معدلات السكر بالدم، هذا بجانب احتمالية زيادة الوزن لدى الأشخاص الذين لديهم ضعف في عملية التمثيل الغذائي، لذا على لاعبي كمال الأجسام النظر بعين الفحص والتدقيق قبل تناول الكثير من البُروتين لحفظ الجسم من أي أخطار ناتجة عن هذه الزيادة.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
الكاتب: أحمد علي