لماذا جذب رئيس وزراء كندا الحالي أنظار العالم وأثار انتباههم؟

جاستن ترودو رئيس وزراء كندا الحالي استطاع في فترة بسيطة أن يجذب الأنظار إليه كواحد من أهم الوجوه السياسية على الساحة العالمية وجعل الجميع سواء من سكان وطنه كندا أو من غيرهم يعجبون به وبأدائه السياسي، فما السر وراء انجذاب الناس لهذا الرجل بكل هذا القدر وما الذي يشكله من حيث الاختلاف عن باقي الساسة والحكام في باقي دول العالم بهذا الشكل بحيث يجعل كل الناس يعرفونه حق المعرفة ويبحثون عن أخباره بينما لا يعرف الكثير من الناس ربما مسئوليهم في الدولة ولا يعرفون رؤساء الدول المجاورة لهم؟ هذا ما سوف نتحدث عنه في السطور التالية:

وسامته

نكاد نقول أن العنصر الأكبر لجذب الأنظار نحو رئيس وزراء كندا الحالي جاستن ترودو هو وسامته لأنه يتمتع بوجه جميل وملامح وسيمة كنجوم السينما مع اهتمامه بمظهره وبأناقته بالإضافة لعمره الصغير مقارنة بالمسنين من أهل السياسة حيث ولد في العام 1971 أي في السابعة والأربعين من عمره ولا زال يتمتع بمظهر جذاب جعل الجميع يقارن بينه وبين الهاربين من دار المسنين من الحُكام في بلاده لا سيما في بلادنا العربية، لذلك نقول أن أناقة ووسامة وجاذبية جاستن ترودو جعلت منه وجها مألوفا للعالم بأجمعه.

تواضعه

عشية إعلان نتيجة الانتخابات لم ينم رئيس وزراء كندا جاستن ترودو فرحا بانتصاره أو كتعويض عن أيام الإرهاق التي قضاها أثناء فترة الانتخابات ولكن نزل إلى الشارع وتمشى في مترو الأنفاق والتقط صور السيلفي بصبر شديد يحسد عليه مع عامة الشعب واستقبل التهاني الحارة المغلفة بالأحضان والقبلات خاصة من النساء وكل هذا وهو يمشي دون حراسة أو ضباط أو شرطة من كل مكان حوله، بل يبدو كفرد عادي من أفراد الشعب وهو غالبا ما كان يقصد توصيله بالفعل، انتشار الفيديو كالنار في الهشيم على وسائل التواصل الاجتماعي جعل المستخدمين يقارنون بين هذا الموقف ومجرد مرور الحُكام والمسئولين في الشارع فحسب وكيف يتم التعامل في كلا الموقفين.

مشوار حافل في العمل السياسي

لم يهبط رئيس وزراء كندا جاستن ترودو على العمل السياسي بالباراشوت، ولم يستغل أن والده الراحل بيير ترودو والذي كان رئيس وزراء كندا أيضًا فترة من الستينات وحتى الثمانينيات كي يرث التركة من والده مستغلا اسمه وسمعته ولكن بدأ في الحزب الليبرالي من الصفر وبرع كناشط جاد يحمل هم القضايا التي يؤمن بها فقد كان لديه أفكار بيئية وأخرى سياسية إصلاحية بدأها حينما انضم للحزب الليبرالي كما انخرط في العمل الحزبي وكلف برئاسة عدة لجان أبرزها تهييء الكوادر الشبابية للمشاركة في العمل السياسي ثم خاض معارك البرلمان وأصبح عضوا في العام 2006 وترأس المؤتمر الوطني للحزب الليبرالي وعين ناقدا للشباب والمواطنة والهجرة وكانت له جهود شتى فيما يخص وسائل الإغاثة عقب زلزال هاييتي 2010 وتدرج في المناصب حتى طرح نفسه كمرشح في 2014.

اهتمام رئيس وزراء كندا بعائلته

من المعروف أن رئيس وزراء كندا الحالي يهتم بعائلته لأقصى حد وقد أثارت صوره الدائمة ومقاطع الفيديو مع أبنائه في العطلات وغيرها انتباه الكثيرين وجذبت أنظارهم وقد انتشر له فيديو على الإنترنت من فترة وهو يرتدي قميص سوبر مان أسفل حلته الرسمية وكان ذلك للاحتفال مع أطفاله بالهالووين، ومن المعروف عمومًا عن جاستن أنه شديد التعلق بعائلته وشديد الإيمان بالعائلة وأهمية ودور العائلة في المجتمع.

موقفه من الإسلام

رئيس وزراء كندا الحالي ظهر في أكثر من محفل وهو يصافح سيدات سوريات لاجئات ويتحدث عن وجوب التوقف عن الرهاب من الإسلام أو نعت سائر المسلمين بالإرهابيين وغير ذلك وفي أعقاب تفجير مسجد كيبيك في يناير من عام 2017 زار رئيس الوزراء جاستن ترودو المسجد وندد بهذه الهجمات العنصرية ودعا إلى المحبة والسلام وشدد على أن الكراهية ليس لها ثما تجنى إلا المزيد من الكراهية بينما المحبة تطرح المزيد من المحبة على الجانب الآخر،

جوارب جاستن ترودو

من الأمور التي جذبت أنظار الناس نحو جاستن ترودو رئيس وزراء كندا هو ظهوره في دافوس وهو يرتدي جوارب زرقاء منقوشة برسومات بط أصفر طفولية وما بين مؤيد ومعارض أثارت الجدل لفترة من الزمان إلا أن شبكة الإذاعة البريطانية بي بي سي أظهرت الأسباب الحقيقية لسر ارتداء ترودو لهذه الجوارب وأنها تعود لشركة رجل أعمال مصاب بمتلازمة داون ويقوم ترودو بدعمه عن طريق ارتداء جوارب من شركته، وبهذا يظهر ترودو دعمه للأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة وتأكيده على أهمية التكافل والتفاعل الخيري مع هذه المؤسسات التي تعمل لصالح هذه الفئة من المجتمع واستيعابها ودعمها بكافة السبل والوسائل.

نشاطاته الخيرية

من المعروف أن جاستن ترودو كان يقيم حفلات ملاكمة من أجل نشاطات خيرية فقد اشترك في العديد من المباريات أبرزها مباراة بعنوان “قاتلوا من أجل العلاج” كما كان يوجه جهودا لإغاثة المنكوبين أثناء عمله كنائب في البرلمان في العام 2010 وسهل أيضًا إجراءات هجرة المتضررين من الزلزال وإيوائهم على الأراضي الكندية، ومما هو جدير بالذكر أن نشاطات ترودو الخيرية تشمل الجميع ولا توجه ناحية فئة أو طائفة بعينها.

عاطفية رئيس وزراء كندا

لا يخجل جاستن ترودو رئيس وزراء كندا من البكاء أمام الكاميرات فمن الممكن أن يبكي بسبب حديث لاجئ سوري أو يبكي على نعوش ضحايا مسجد كيبيك من المسلمين ويبكي أيضًا بسبب وفاة صديقه المغني الكندي جورد داوني الذي وافته المنية بعد صراع مع مرض السرطان وقد نعى جاستن ترودو صديقه المغني بكلمات صادقة ووفية حيث قال أننا اليوم خسرنا رجلا كان يعتبر من أفضل الأشخاص الذين مروا من هنا” وأضاف: “لم يكن داوني صديقي وحدي بل كان صديقًا للجميع” وأردف أن داوني كان ملهمه حيث بث فيه روح النضال والوطنية من خلال أغانيه المعبرة والملهمة.

حثه على العدالة الاجتماعية والإصلاح

على الرغم من انتماء جاستن ترودو رئيس وزراء كندا إلى الحزب الليبرالي إلا أن هذا لا يمنعه من الوقوف إلى جانب الإصلاح الاقتصادي والعدالة الاجتماعية وذلك بتخفيف الضرائب على الطبقات المتوسطة وتصعيدها على الطبقات العليا من الأثرياء والمالكين لرأس المال الكندي ويشكلون نحو 1 % من السكان وبذلك هو يعمل لصالح الأغلبية، جدير بالذكر أيضًا أن ترودو باع منزله واستأجر مع زوجته منزلا في ركليف بارك في أوتاوا حيث كان يعيش أيام طفولته.

قصة حبه الرومانسية مع زوجته

التقى جاستن ترودو رئيس وزراء كندا زوجته عندما كانوا أطفالا حيث كانت زميلة أخته الصغرى ميشيل ثم أعادا التواصل في العام 2003، وتزاملا في استضافة حفلة خيرية في العام 2003 قبل أن يقرر الزواج بها في العام 2005 في حفل كاثوليكي بالكنيسة وعادة ما ترافقه في المحافل العامة كمباريات الكرة ومهرجانات السينما.

خاتمة

رئيس وزراء كندا الحالي واحد من أهم الشخصيات السياسية وأكثرها شعبية ليس في كندا وحدها ولكن في العالم كله والسبب في ذلك أنه يحمل كثيرا من الصفات التي نحلم بها جميعًا أن تكون في المسئولين والحكام.