تعتبر فترة الحمل من أصعب الفترات التي تمر بها المرأة طوال حياتها؛ لما يحدث لها من تغيُرات جسدية ونفسية، ولكن ينبغي على كل أم أن تحافظ على جنينها من أي خطر يحيط بها، ومن المعروف الخطر الحتمي الناتج عن استنشاق روائح المنظفات المنزلية التي تحتوي على مواد التنظيف الكيميائية على المرأة الحامل وعلى جنينها، ولكن هل تعلمِ ما هي هذه الأخطار حتى تتجنبي حدوثها مع جنينك الموجود برحمك الآن والأجنة المستقبلية؟
تحتوي المنظفات المنزلية على مواد مُسرطنة
قد تؤدي المنظفات المنزلية إلى الإصابة بالأمراض السرطانية وخاصةً في الرئتين؛ لأنها تحتوي على مادة الأمونيا والمواد المُبيضة كالكلور الذي إذا تم خلطهم معًا تؤدي إلى خروج بعض الأبخرة الضارة التي من الممكن بمجرد استنشاقها التعرض للإغماء الفوري بسبب عدم القدرة على التنفس، وعند إصابة الأم بهذه المواد المُسرطنة تؤثر على الجنين بشكل كبير وقد تؤدي إلى عدم اكتمال الحمل والإجهاض.
إصابة الأجنة بأمراض الجهاز التنفسي
أثبتت بعض التقارير الطبية وجود ترابط قوي بين استنشاق المرأة المنظفات المنزلية أثناء فترة الحمل وإصابة طفلها حديث الولادة بأمراض الجهاز التنفسي كأمراض الرئة والربو؛ وذلك بسبب دخول هذه الأبخرة الناتجة من المنظفات إلى الجهاز التنفسي للأم ومنها إلى الجنين فيتأثر بها الطفل الصغير الذي تكون مناعته ضعيفة ولا تتحمل هذه الروائح القوية.
التعرض للإجهاض والعيوب الخلقية
قد تُسبب الأبخرة الضارة التي تنتج من المنظفات المنزلية التعرُض للإجهاض وتشويه الأجنة بدون علم أو دراية من الأم بضرورة الابتعاد عن هذه المنظفات الضارة، فإذا كنتي تحتاجي لهذه المنظفات فيمكنك استبدالها بالمنظفات الطبيعية التي ليس لها أي أضرار على صحتك أو صحة جنينك كاستخدام الخل وملح الليمون وبيكربونات الصوديوم في تنظيف منزلك.
تتسبب المنظفات المنزلية في الإصابة بالعقم
أثبتت بعض الدراسات تعرُض السيدات للإصابة بالعقم وعدم الإنجاب عند التعرض للمنظفات الكيميائية بصورة دورية حيث أُجريت عدة دراسات على أنثى الفئران والتي تم تعريضها لاستنشاق المنظفات المنزلية بكثرة وأثبتت بعد ذلك عدم قدرتها على الإنجاب مرة أخرى؛ حيث تعمل هذه المنظفات على تدمير بعض مكونات الخلايا والتي تؤثر بشكل كبير على إنتاج هرمون الأستروجين المسئول عن الحمل والإنجاب. كما يتأثر بها الرجل أيضًا فتعمل على تقليل عدد الحيوانات المنوية لديه وتؤثر على إنتاج الهرمونات الذكورية وبالتالي يُصاب بالعقم ولا يستطيع الإنجاب.
تؤثر بعض المنظفات المنزلية على نمو الجنين
تؤثر بعض المنظفات المنزلية كالمبيدات الحشرية على نمو الجنين وخاصةً عدم اكتمال نمو الدماغ بصورة طبيعية وقد تؤثر أيضًا على نمو الجهاز العصبي للجنين؛ فتؤدي لإصابة الطفل بالعديد من الأمراض العضوية والتشوّهات الخلقية.
إصابة العينين وفقدان النظر
عند استخدام المنظفات المنزلية وإصابة العين بقطرة واحدة من هذه المنظفات قد تؤدي إلى إصابات خطيرة بالعين بسبب المواد الكيميائية الموجودة بالمنظف فقد تكون مواد كاوية كالكلور والبوتاس كمنظفات الأواني والسجاد والسيراميك، والتي تصيب العين بدرجة كبيرة وتؤثر على النظر، وهذه الإصابات قد تكون إصابات خارجية وقد تكون داخلية:
الإصابات الخارجية
إذا دخل جزء صغير جدًا من المنظف في الأطراف الخارجية والسطحية للعين كإصابة الجفون والقرنية من الممكن أن يُسبب ضعف الإبصار والشعور بتعتيم الرؤية واحمرار العين ثم يهدأ ذلك الألم في غصون ثلاثة أيام.
الإصابات الداخلية
هذه تعتبر من الإصابات الخطيرة التي تؤدي إلى الإصابة بتهتُكات متعددة داخل العين بالإضافة إلى حدوث تآكل لطبقات العين الداخلية الذي يؤدي إلى فقدان النظر والعين بصورة كاملة.
لذلك يتعين علينا عمل الإسعافات الأولية إذا تم إصابة العين بالمنظفات المنزلية وذلك عن طريق فتح العينين وغسلهما بالماء البارد لمدة نصف ساعة متواصلة، ووضع غطاء معقم عليهما والذهاب الفوري إلى الطبيب لفحص العين وعمل اللازم فإذا كانت الإصابة خطيرة قد تحتاج إلى عملية جراحية فورًا الأمر الذي يتعارض مع الحمل، فبالابتعاد عن المنظفات أثناء فترة الحمل يقي من الكثير من الأمراض.
استخدام المنظفات يؤدي إلى الإصابة بالأمراض الجلدية
عند قيام المرأة الحامل باستخدام المنظفات بواسطة يديها قد تؤدي إلى الإصابة بالأمراض الجلدية والشعور بالرغبة في الحكة الشديدة، وهذه الأمراض كالطفح الجلدي الشديد والأكزيما والحساسية التي تؤثر على صحة الأم وعلى جنينها بشكل كبير، وقد تنتقل هذه الأمراض الجلدية إلى جنينها وتُسبب له عيوب خلقية وقد تؤدي إلى وفاته؛ لذلك ننصح عدم استخدام المنظفات المُهيجة للبشرة واستخدام المنظفات المُخففة مع ضرورة ارتداء القفازات المطاطية عند القيام بالتنظيف بواسطة اليدين حتى لا تتأثر بهذه المواد الضارة.
يؤدي شرب المنظفات المنزلية إلى التسمم والوفاة
ماذا يقصد بشرب المنظفات المنزلية هنا؟! بالطبع لا يُمكن أن تقوم المرأة الحامل بشرب المنظفات المنزلية والضرر بنفسها وبجنينها، ولكن يقصد بها أنه عندما يتم غسل الأواني بالمنظفات كالصابون السائل يترسب بعض الصابون العالق بالأواني حتى وإن تم غسلها عدة مرات بالمياه النظيفة، ولكن سنعطيكِ الحل الأمثل لتتجنبي شرب المنظفات من خلال إضافة كوب من الخل الأبيض إلى منظف الأواني فهو يحافظ على عدم التصاق الصابون بها كما يعمل على تعقيمها من البكتيريا والحفاظ على لمعانها بصورة مستمرة.
استخدام منظفات الملابس يؤدي إلى الإصابة بالأمراض الخطيرة
بسبب احتواء منظفات الملابس على المواد السامة كمادة الكريسول والفينول والنشادر والنفتالين التي تؤثر على الصحة العامة بشكل كبير؛ وذلك من خلال امتصاص الجسم لهذه المواد السامة العالقة بالملابس والملايات بعد غسلها وتؤدي إلى الإصابة بأمراض الكبد والبنكرياس والجهاز العصبي؛ وبالتالي إذا أُصيبت المرأة بهذه الأمراض سوف تؤثر بشكل كبير على الأجنة الحالية أو المستقبلية؛ لذلك تجنبي هذه المواد السامة عند غسيل ملابسك مع تكرار شطف الملابس للتأكد من نزول المواد المُنظفة منها.
تراكم بعض المواد الكيميائية في الجسم
أشارت بعض الأبحاث العلمية إلى أن عند التعرض لاستخدام المنظفات المنزلية قد يمتص الجلد المواد الكيميائية الموجودة بها وتدخل إلى الجسم عن طريق حاسة الشم وتتراكم به وتؤدي إلى مشكلات صعبة لا يُمكن حلها؛ حيث أنها تتراكم في أعضاء الجسم المهمة وتؤدي إلى الإصابة بمرض السرطان في هذه الأعضاء، كما تؤثر على العمليات الحيوية التي تتم بشكل يومي في الجسم فتشعر المرأة بالخمول والإرهاق الدائم وتؤثر بشكل كبير على الأجنة، ولكن توجد بعض المنظفات الأخرى التي تحتوي على مواد كيميائية بسيطة قد يتم طردها خارج الجسم مع عملية الإخراج.
يجب الحرص الشديد عند التعامل مع المنظفات المنزلية لما لها من أخطار حتمية على الصحة العامة وعلى الأجنة والسيدات الحوامل بشكل كبير، ومن الممكن القيام باستبدال هذه المنظفات مع غيرها من المواد الطبيعية المُنظفة وغير الضارة بالجسم خاصةً في فترة الحمل؛ لأن جسد المرأة في هذا الوقت يكون في أضعف حالاته ولا يتحمل أي إصابات قد تؤدي إلى التأثير الشديد عليها وعلى جنينها، وإذا تم التعرض بشكل كبير لهذه المنظفات قد يتطور الأمر وتصاب الأم بالاختناق ووفاتها ووفاة الجنين؛ لذا ينبغي توخي الحذر الشديد في هذه الفترة الصعبة للحفاظ على حياة الأم وعلى حياة الأجنة.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
الكاتب: ندى حسن