تُعد عصبية الأم على أطفالها واحدة ضمن أسوء المشكلات الشخصية في الأمهات، وهذا لقوة تأثير الأم على الطفل سواء التأثير السلبي أو الإيجابي، في الحالتين الأم هي أقرب شخص للطفل على مدار فترة طفولته وحتى يصل إلى سن البلوغ. بل وأحيانًا يرتبط الأولاد والبنات بأمهاتهم بعد سن البلوغ ارتباطًا وثيقًا، مما يجعل الأم في منزلة المصدر الأول والأخير لعدة احتياجات شخصية يحتاج إليها أي إنسان، مثل الحب دون شروط، والحنان والرحمة والتشجيع وكل هذه المشاعر التي تعطيها الأمهات لأطفالها دون حدود. ومن هذا المنطلق سنتكلم عن المشاكل الشخصية التي تحدث للأطفال لو غابت هذه المشاعر الإيجابية وحلت محلها عصبية الأم.
عصبية الأم ستجعل طفلها جبان وغير قادر على حماية نفسه
عندما لا تحجم الأم على الصراخ في طفلها وتوجيه التوبيخ له باستمرار سينشأ داخل الطفل مشكلة كبيرة، وهي أنه سيكون غير قادر على الدفاع عن نفسه ضد هذا الصراخ. ولذلك هذا الطفل غالبًا سيبدأ في فعل الأشياء وهو خائف من رد الفعل الذي قد تفعله أمه معه. وإذا استمرت عصبية الأم على الأطفال سيكبر معهم شعور أن أمهم هي التي تتحكم في حياتهم، هي التي تعرف كل شيء، هي التي تصرخ دومًا. لذلك سيتولد دائمًا داخلهم خوفًا من أمهم ومن ردود فعلها حتى وقت الكبر. وهذا الشيء سيؤثر سلبًا على الأطفال في بقية نواحي حياتهم حينما يكبرون. سيخافون دائمًا وسيترددون في أخذ القرارات لأن أمهم دومًا كانت تغضب عليهم. سيكون الأمر وكأنه كابوس يلاحق هؤلاء الأطفال وعطب شخصي مؤثر جدًا في حياتهم.
ثقة الطفل في نفسه ستنعدم تدريجيًا
الأم هي أقرب شخص للطفل. في حين أن أقرب شخص للأم قد لا يكون طفلها، وهذا لأنها بالغة وتستطيع أن تقيم علاقة مع أي شخص آخر. لذلك عصبية الأم على طفلها تكون إعلان منها لهذا الطفل أنها لا تحبه. أو لا تحب أفعاله. ربما هذا يكون جيد لو كان الأمر يحدث في التجاوزات العادية التي تفعلها جميع الأطفال. أما في حال تحولت عصبية الأم إلى أسلوب حياة حينها ثقة الطفل في نفسه ستنهار من الصغر. ولن يستطيع هذا الطفل استعادة هذه الثقة في الكبر إلا بصعوبة جدًا. وهذا لسبب بسيط لأن الأم تعتبر مرآة هذا الطفل وحينما تعلن أمامه غضبها باستمرار فهي بذلك تقول لهذا الطفل أنها دائمًا غير راضية عنه. ودائمًا أفعاله غير لائقة. وخصوصًا فيما يخص سن الثامنة للثانية عشر. في هذا التوقيت من حياة الطفل الأمر يكون كارثي لأنها فترة تكوين شخصية الطفل قبل سن البلوغ.
العنف المعنوي قاتل لشخصية الطفل
عصبية الأم على طفلها تعد من أنواع العنف المعنوي ضد الأطفال. الطفل الطبيعي قد يتحمل هذا العنف مرة أو مرتين إذا كان عنف طبيعي وله سبب بالنسبة للأم، ولكن لو حدث وصارت حياة الطفل عبارة عن صراخ من أمه موجه له. حينما يلعب أو يأكل أو يتحرك أو يذهب إلى الحمام. أي فعل يفعله الطفل يفاجئ بعصبية أمه عليه. هذا الأمر مؤذي جدًا لشخصية الطفل وقد يدمره خصوصًا في الفترة التي من المفروض أن يكون الطفل فيها في بيئة طبيعية وليست بهذه القسوة. الأم لا يجب أن تكون بهذا العنف أبدًا وبأي طريقة يجب أن تُجنب طفلها غضبها، خصوصًا الأمهات اللائي يغضبن على أطفالهن بسبب أشياء أخرى الطفل ليس له ذنب فيها. لأن في هذا الوقت سيشعر الطفل أن أمه تكرهه وأنه لا يعرف ماذا يجب أن يفعل حتى تحبه، لأن أي شيء يفعله يجعلها تصرخ فيه.
الطفل سيكون كثير التوتر
عصبية الأم بصورة مفرطة تجعل الطفل دائمًا متوترًا نتيجة لعدم استقرار الأم. أساس استقرار أي أسرة هو استقرار الأم، ربما الأب عندما يتعصب لن يشكل مشكلة مثلما تفعل عصبية الأم. فالأم تعتبر بالنسبة للأطفال أول وسائل المساعدة بالنسبة للطفل، فعندما تتحول وسيلة المساعدة إلى وسيلة عصبية ومتوترة سينتقل هذا إلى الطفل بالتبعية خصوصًا أن شخصية الأطفال لن تكون قد تشكلت في العمر الصغير.
عصبية الأم قد تكون سبب تبول لاإرادي لدى الأطفال
في معظم الدراسات عن أسباب التبول اللاإرادي للأطفال. أفادت هذه الدراسات أن المشاكل والعنف العائلي هم السبب الرئيسي في عملية التبول اللاإرادي للأطفال. حيث يحدث للطفل في مرة من المرات عملية خوف مفاجئة تجعله يفقد السيطرة على جهازه البولي فيتسرب البول من الطفل، وقد يكون هذا الأمر وهو في سن كبير ما بين الخمس للعشر سنوات. عصبية الأم قد تكون سببًا رئيسيًا لمثل هذه الحالات، بسبب ما تفعله الأم من أذى معنوي لطفلها باستمرار، وكلما زاد هذا الأذى كلما زاد خوف الطفل وكلما زادت معه نسبة تعرض الطفل لهذه المشكلة. ولا سيما لو قابلت الأم هذه المشكلة بالأذى الجسدي عندما يتبول الطفل، وهو نائم دون أن يعرف أن يسيطر على نفسه.
إصابة الطفل بخلل اجتماعي
عصبية الأم دون أن تدري تجاه طفلها بالتأكيد ستسبب خلل اجتماعي لدى الطفل. إما سيكون طفل سيكوباتي، وهي حالة عدوانية من الطفل تكون موجهة للآخرين. حيث يستمتع الطفل بأذى الآخرين من الأطفال أو الكبار ويصير فنان في جعل الآخرين يعانون. أو على العكس تمامًا ينعزل الطفل ويصير وحيد وخائف على الدوام من التعامل من الآخرين، والذي قد يكون سبب هذا الخوف هو تعنيف الأم له كلما يقترب من أحد الأطفال أو الأشخاص، حتى يصل الطفل إلى مرحلة أنه يخاف أن يتعامل مع بقية الأطفال تجنبًا لصراخ وعصبية أمه عليه. في كل الأحوال الطفل الذي يتعرض للعنف الأسري سواء من الأم أو الأب فهو قابل لأن يتجاوب مع الحياة الاجتماعية بشكل سلبي أكثر من غيره.
عدم الشعور بالحنان يحول الطفل إلى القسوة
حنان الأم بقدر كبير يشكل شخصية الإنسان السوي. فالشخص الذي نال حنان الأم والأب لن يصير إنسان قاسي فيما بعد. ولكن على العكس تمامًا بالنسبة للطفل الذي على الدوام يكون ضحية عصبية الأم. الطفل سيكبر على عدم وجود مفهوم للحنان أو الرحمة. لأن المعنى الأمومي الأصيل لم يصل لهذا الطفل. فلو كانت فتاة ستكبر وتصير مثل أمها تمامًا دون أن تعلم السبب. ولكن السبب أنها لم تختبر شعور الحنان وهي صغيرة، ولذلك ستعتبر هذا طبيعي مع أطفالها. أما بالنسبة للولد فالأمر يكون أسوء، لأن الطفل الولد حينما يكبر بالطبيعة يكون أقسى من المرأة. وعدم اختبار حنان الأم أو حدوث الخلل الاجتماعي بين الأب والأم والأولاد يجعل هذا الرجل فيما بعد منزوع الرحمة وقاسي على غيره.
بالنهاية، يجب أن تبعد مشاكلك وغضبك من الحياة عن الأولاد، فهم لا يد لهم فيها. علم أطفالك الرحمة والحنان بالأفعال قبل الأقوال، لتضمن حياة اجتماعية ونفسية سوية لأطفالك في المستقبل.