يصيب الطفح الجلدي المفاجئ الملايين حول العالم وعادة ما تؤدي تلك الحالة بالمصاب إلى حالة من الارتباك والقلق، نظراً لجهله بسبب ظهور هذا الطفح المفاجئ على سطح الجلد، ومن ثم يبدأ في التشكك إن كان يعاني من حالة مرضية ما -قد تكون خطيرة- وأن هذا الطفح الغريب والذي يتخذ أشكالاً مختلفة، أحياناً يكون في صورة إحمرار منطقة كاملة أو في صورة رقع أو نقاط متفرقة أو بثور جلدية وغير ذلك، جميعها تُشعِر المصاب بالضيق والرغبة في حك الجلد.. فترى لماذا يصاب البعض بتلك الحالة؟ وما العوامل التي تؤدي إليها.
مسببات الطفح الجلدي المفاجئ لدى البالغين :
حدد الأطباء مجموعة العوامل التي اعتبروها المسببات الرئيسية أو الأكثر انتشاراً لحالات الطفح الجلدي المفاجئ لدى البالغين وضمت القائمة الآتي:
سوء النظام الغذائي :
كل شيء يطرأ على الصحة العامة للإنسان سواء كان سلبياً أو إيجابياً يرتبط بصورة أو بأخرى بالنظام الغذائي الذي يتبعه، وبالطبع كلما كان النظام الغذائي صحياً ويتضمن مصادر متعددة تمد الجسم بما يحتاج إليه من عناصر غذائية فإن ذلك يقلل من احتمالات تعرضه لأي من المشكلات الصحية بما في ذلك الطفح الجلدي المفاجئ والعكس صحيح.
أثبتت الدراسات أن سوء التغذية أو تناول أطعمة غير صحية قد يؤدي بنسبة كبيرة إلى ظهور الطفح الجلدي، كما رأى العلماء أن هناك ارتباطاً بين معدلات شرب الماء وبين احتمالية تهيُج البشرة وظهور الطفح، حيث أن الجفاف يعد مسبباً رئيسياً لتلك الحالة المزعجة نظراً لما له من تأثير سلبي على مستوى ترطيب البشرة.
الحساسية تجاه الغذاء :
في حالة ظهور الطفح الجلدي المفاجئ فإن أول سؤال يطرحه الأطباء على المريض يتعلق بنوعية الغذاء التي تناولها خلال الفترة الأخيرة، وخاصة خلال آخر ساعتين أو ثلاث ساعات قبل ملاحظة ظهور علامات الطفح. السر في ذلك يرجع إلى أن النسبة الأكبر من حالات الطفح الجلدي تكون ناتجة عن حساسية الفرد تجاه نوع واحد أو أكثر من الأغذية حتى لو كانت تلك الأغذية في ظاهرها صحية مثل ثمار الفراولة أو ألواح الشيكولاتة.
بعض الأشخاص أجسامهم ترفض هذه الأطعمة وينعكس تناولها عليها بصورة سلبية ويؤدي إلى إحمرار الجلد والإحساس بالحكة، وإذا كان الطفح ناتج عن الحساسية الغذائية فإنه عادة ما يكون مصحاباً بالعطس وصداع الرأس الخفيف بالإضافة إلى الشعور بالحكة في منطقة الحلق والسعال المتكرر. ولهذا يحذر الأطباء من تناول الأغذية المحفوظة والمعلبات وكافة المواد الغذائية التي تحتوي على ألوان صناعية أو المواد الحافظة الكيميائية وذلك لأن الأطعمة من هذا النوع لها تأثير سلبي بالغ على الصحة العامة للإنسان وأحد المسببات الرئيسية للحساسية والطفح الجلدي.
مهيجات البشرة الكيميائية :
يمكن أن ينتج الطفح الجلدي المفاجئ نتيجة تعرض البشرة إلى مواد كيميائية مُهيجة للبشرة، ولهذا عند ملاحظة ظهور الطفح على سطح الجلد يجب على الإنسان مراجعة تحركاته خلال الفترة السابقة واسترجاع الأماكن التي تردد عليها والأشياء التي لمسها، حيث كشفت الدراسات أن الأشخاص الذين يمارسون أعمالهم في أماكن تحتوي مواد كيميائية هم الأكثر عرضة للأمراض الجلدية بصفة عامة على اختلاف شدتها، وبالتالي يمكن اعتبارها أحد الأسباب الرئيسية لظهور الطفح الجلدي.
حدوث هذا لا يشترط اتصال الشخص بصورة مباشرة مع المواد الكيميائية، بل قد ينتج عن ملامسة الفواكه أو الخضروات التي تم رشها بالمواد الكيميائية في السابق، أو ارتداء ملابس تم غسلها باستخدام مساحيق ومواد تنظيف عالية التركيز وغير ذلك، تلك المواد المذكورة وما يماثلها يكون لها تأثير بالغ على صحة الجلد وتؤدي إلى الشعور بالحكة وظهور الطفح الجلدي، لكن في النهاية شدة تأثير هذه المواد ترتبط بصورة أساسية بمدى حساسية ونوع البشرة.
ضعف جهاز المناعة :
يمكن القول بأن الطفح الجلدي المفاجئ ليس مرضاً في ذاته بل أنه في أغلب الأحيان يكون أحد الأعراض الناتجة عن أمراض أو مشكلات صحية أخرى، أحد تلك المشكلات هو ضعف جهاز المناعة لدى الإنسان المصاب وفقاً لما أثبتته نتائج الدراسات والأبحاث العلمية المتناولة لهذا الأمر.
يتعرض البشر جميعاً في كل يوم لكم هائل من الملوثات والممرضات، لكن تختلف قدرة كل منهم على التعامل مع تلك العناصر المضرة والأمر يتعلق بالنهاية بمدى كفاءة جهاز المناعة وقدرته على ردع هذه الملوثات والحد من شدة آثارها السلبية، ولكن إذا كان الجهاز المناعي يعاني من الضعف فإنه لن يقوم بالدور الحيوي الخاص به على الوجه الأكمل مما يؤدي إلى ظهور الآثار الجانبية للتعرض للملوثات والتي قد تأتي في صورة طفح جلدي في منطقة واحدة أو أكثر من الجسم، ويزداد الأمر سوءاً إذا كان المصاب يعاني من أي من مشكلة صحية تتعلق بسلامة الجهاز الهضمي.
الأمراض وانتقال العدوى :
ينصح الأطباء بضرورة عدم الاستهانة بظهور الطفح الجلدي المفاجئ حيث أنه قد يكون مؤشراً لوقوع الإصابة بأي من الأمراض سواء الجلدية أو غيرها؛ حيث أن الطفح الجلدي يعتبر أثراً جانبياً لعشرات الأمراض، ولهذا يجب توقيع الكشف الطبي المتخصص للتعرف على سببه وتلقي العلاج اللازم.
كما أن الطفح الجلدي قد يكون مرضاً جلدياً في ذاته وعادة ما يظهر نتيجة انتقال العدوى من شخص لآخر، ولهذا ينصح الأطباء دائماً وأبداً بضرورة الحرص على عدم استخدام المتعلقات الشخصية الخاصة بالغير، مثل الملابس والمناشف وغير ذلك من الأدوات، حيث أنها تعد السبب الأول والرئيسي المسؤول عن انتقال عدوى الأمراض الجلدية.
الخامات والأنسجة :
الطفح الجلدي المفاجئ لا ينتج عادة عن مشكلات صحية خطيرة أو جسيمة، بل أنه في بعض الأحيان ينتج عن أسباب يمكن وصفها بالتافهة مثل نوع وخامة الملابس المستخدمة؛ حيث أن -كما ذكرنا- ظهور الطفح الجلدي يرتبط بشكل رئيسي بنوع البشرة ودرجة حساسيتها ومدى تأثرها بالعناصر الخارجية المحيطة بها، وتأتي الملابس على رأس تلك العناصر باعتبارها الأكثر التصاقاً بالبشرة.
هناك أشخاص لا تتقبل بشرتهم بعض أنواع الأنسجة مثل الصوف أو الحرير أو الأنسجة الصناعية وغير ذلك، وفي حالة ارتداء هذه الأنواع خاصة في الأيام منخفضة درجة الحرارة وما يصاحبها من ارتفاع في معدلات إفرازات العرق، فإنهم يعانون من الشعور بالحكة ويؤدي ذلك إلى ظهور طفح جلدي على سطح الجلد ناتج عن تفاعل هذه الخامات مع البشرة، ويكون التغلب على تلك الحالة ببساطة هو تجنب استخدام المنسوجات من هذا النوع لا أكثر.
خاتمة :
في الختام يمكننا القول بأن العوامل التي تسبب ظهور الطفح الجلدي لدى الأشخاص البالغين متعددة وكثيرة، ولهذا ينصح بعدم إهمال الأمر والتوجه -فور ملاحظة ظهور الطفح- إلى أقرب مؤسسة علاجية وتوقيع الكشف الطبي وإجراء الفحوصات اللازمة للتعرف على الأسباب الكامنة وراء تلك الحالة، وذلك لتفادي التعرض لها مرة أخرى في المستقبل أو لتلقي العلاج اللازم في أسرع وقت إذا كان الطفح ناتجاً عن وقوع الإصابة بمرض آخر. نشير كذلك إلى أن كل ما ورد ضمن التقرير السابق مجرد معلومات لا تغني بأي شكل من الأشكال عن الحصول على استشارة طبية متخصصة.