الكثير من النساء تتعامل مع التسوق بمفهوم الحب والعشق. حيث أن هناك دراسة أقامتها جامعة “مونستر” الألمانية على عدد من النساء، وأثبتت الدراسة أن كل النساء التي ذهبت للتسوق حدث لها مثل عطل طفيف في التفكير المنطقي وزاد لديها الشعور العاطفي. وكانت هذه الدراسة عن طريق قياس الإشارات الكهربائية في عقل النساء وقت التسوق. وذكر الباحثون في هذه التجربة أن النساء تصل إلى مرحلة من الانفلات العاطفي أثناء عملية التسوق. وهذا كان تحليل مناسب لكون النساء ليس لديها حدود للشراء في حالة توفر معها النقود. حيث أن أي سيدة تستطيع إنفاق آلاف الدولارات على التسوق يوميًا دون الشعور بالاكتفاء لو توفرت معها هذه النقود بالفعل.
النساء كائنات عاطفية
فكرة أن النساء متقلبات عاطفيًا هو سبب رئيسي لكون السيدات يعشقن التسوق. وذلك لاختلاف مقاييس الإعجاب لديهن باستمرار. وكما سبق أن قلنا إن عقل المرأة لا يعمل بشكل منطقي أثناء التسوق. نجد أن الكثير من اختياراتها في الشراء ليست مبنية على احتياجها للملابس. بل على مقدار إعجابها بهذه القطعة. ومثلًا هناك سيدات لا يليق بهن الملابس الواسعة. ولكن الموضة في هذا الوقت من العام هي الملابس الواسعة. حينها المرأة لن تلتفت إلى شكلها في المرآة. بل هي ترى نفسها كما تريد في عقلها. الموضوع غريب لكنه حقيقي. هي فقط معجبة بقطعة ملابس معينة تريدها بشدة فلن تحكم ببصرها، بل ستحكم بخيالها المرتبط بعاطفتها في هذا الوقت. ولذلك بعدما تمتلك الشيء وترتديه مرارًا وتكرارًا في بيتها أمام المرآة. ربما لن تلبسه من الأساس ولكنها ستكون سعيدة كونها امتلكت ما تريد.
تغير حالات المرأة
المرأة كائن متغير بطبعه فهي لا تستقر على مدار السنين. لأكثر من سبب. أولهم بسبب تغيرات المرأة الجسدية الناتج عن تغير الهرمونات. فالكثير من السيدات تعاني من اختلاف الوزن بصورة متباينة. حيث أنها تزيد في الوزن فتحتاج إلى ملابس معينة. وعندما تفقد الوزن تحتاج ملابس أخرى. هناك حالة أخرى وهي حالة الحمل. فعلى مدار تسعة أشهر من الحمل، وزن وشكل جسد المرأة يختلف تدريجيًا، ثم بعد الولادة جسمها يختلف كليًا. ولذلك في كل هذه المراحل تحتاج إلى ملابس جديدة. بل وأحيانًا يزداد مقاس قدم المرأة بعد الحمل الأول. فتحتاج أن تغير أحذيتها بالكامل لمقاس أكبر. أيضًا هناك حالات لا ترتدي فيها المرأة الملابس سوى مرة واحدة. وذلك يجعلها كثيرة التسوق. فمثلًا فستان الفرح، المرأة لن تلبسه سوى مرة واحدة. وهكذا فستان الخطوبة. أما بالنسبة للرجل فهو على النقيض تمامًا فهو يستطيع أن يذهب ببدلة فرحه أي فرح أخر. أو أي مناسبة أخرى. ولن يعلق أحد على شيء كهذا.
ملابس النساء أكثر من الرجال
غالبًا الرجل لا يحتاج سوى أربع أو ثلاث قطع في الصيف، من ملابس داخلية وخارجية. أما المرأة فالأمر مختلف تمامًا معها. فهي أكثر منه في عدد القطع. ثانيًا المرأة تحتاج إلى أدوات تجميل. في حين أن الرجل لا يحتاج أدوات تجميل. المرأة تحتاج إلى أدوات اعتناء بالشعر الطويل. تحتاج إلى إكسسوارات. وبند الإكسسوارات وحده يحتاج إلى تسوق خاص. حيث أن كل الملابس التي ترتديها المرأة لها إكسسوار خاص بها. أيضًا المرأة تحتاج إلى الحقيبة. أو أكثر من حقيبة يد نظرًا لأهمية استخدام الحقيبة واختلاف وملاءمتها مع الملابس المختلفة. المضمون من هذه النقطة هي أن احتياجات المرأة في العموم أكثر من احتياجات الرجل بكثير. ولذلك المرأة دائمة التفكير في التسوق لأن كل شيء تشتريه هو في الحقيقة متعلق بأكثر من شيء أخر. فلو اشترت فستان فستحتاج أن تشتري عقد ملائم وشنطة ملائمة وحذاء ملائم لهذا الفستان. أما الرجل لو اشترى بدلة فهو قد أشترى كل شيء، وأي حذاء كلاسيكي سيليق عليها.
مهمات الصيد والغلال
هذا تفسير قديم لهوس المرأة بالتسوق. ويقول المثل أن في المجتمعات البدائية كان الرجل يذهب للصيد أما المرأة تجمع الغلال. حيث أن الرجل كان يضع كل تركيزه على شيء واحد وهو الفريسة. وعندما يصطاد الفريسة لا يبحث عن غيرها. بل يأخذها ويذهب إلى البيت. أما المرأة فمهمتها كانت في انتقاء الغلال الجيدة من التالفة. ومن هنا ربط الناس بفكرة أن طبيعة المرأة هي النظر وانتقاء الأشياء الجميلة اللائقة. سواء أكل أو شرب أو ملابس أو رفائع. أما الرجل فهو محدد ومهدف وعملي جدًا في خياراته. وبقية المثال يفسر لنا أيضًا لماذا يذهب الرجل وحده لأجل شراء احتياجه. في حين أن النساء يذهبن في مجموعات. حيث أن الصيد قديمًا كان عمل فردي بين البشر أو عن طريق مجموعة رجال قليلين. أما مهمة جمع وانتقاء الغلال فهي كانت عملية اجتماعية لدى النساء. وهذا يفسر هوس النساء في التسوق مع بعضهن البعض مرارًا وتكرارًا دون ملل.
النساء شريك اجتماعي للجميع
عادة المرأة هي الأكثر عطاء واهتمام بالجميع. وهي الوحيدة القادرة على منح الجميع ومعرفة ما يناسبهم وما يشاءون. ولذلك تجد أن المرأة قد تشتري لنفسها. ولكن ليس هذا فقط، بل المرأة تشتري لأطفالها. ولأولادها حينما يكبرون. بل وأحيانًا تشتري لزوجها. لأنها تعرف مقاس ملابسه أكثر منه. من الممكن أن تشتري لوالديها أيضًا. كل هؤلاء الشركاء، هم في نظر المرأة فُرص تسوق جديدة. فرص اقتناء أشياء جيدة بسعر لائق. وهذا يعطيها دافع أكثر لعشق التسوق بصورة خاصة، لأنها تشعر أنها تدير شئون الجميع فيما يخص إحضار الأشياء المبهجة.
تصميمات ملابس المرأة
ملابس الرجل لا تخرج عن إطار قميص وسروال وحذاء. لو حدث اختلاف سيحدث في كيان هذه الأشياء الثلاثة فقط كشكل خارجي. أما تصميمات النساء فهي لا حصر لها. فهناك تصميمات للفساتين وهناك تصميمات للبلوزات وللسراويل والجيبات. وفساتين الأفراح والإكسسوارات والحقائب. الموضوع لا نهاية له. ولذلك مساحة محلات الملابس الرجالي أصغر من مساحة الملابس الحريمي دائمًا. وهذه دراسة أمريكية حقيقية. مما يشعر المرأة حينما تدخل المحال، أن هناك الكثير عليها أن تراه قبل أن تشتري الشيء المنشود.
فضول النساء في التسوق
هناك عدد لا بأس به من النساء لديهن حالة غريبة جدًا، وهي التسوق لغرض التسوق وليس لغرض الشراء. وهذا في الحقيقة يكون ناتج من فكرة إشباع الفضول عند السيدات والفتيات. حيث أنهن يريدن أن يعرفن ما هو الجديد الذي أتى به هذا المحل. أو ما هي أحدث الموضات الموجودة عند الماركة الفلانية. وهكذا الأمر يكون عبارة عن إشباع الفضول فقط ليس إلا. وعندما يقررن أن يشترين شيء، فهن غالبًا يستبدلنه بأخر بعد عدة أيام لعدم اقتناعهم به. ولكن الحقيقة لا تتعلق بالاقتناع أو عدمه، ولكنهن أشبعن فضولهن عندما امتلكن هذا الشيء والآن انتهى هذا الفضول.
أي امرأة تريد أن تكون الأجمل وسط الأخريات، ولذلك يكون لديها حافز أكبر من الرجل في التسوق بصورة مستمرة، حتى تجد ما يجعلها تكون الأجمل على الإطلاق.