الشخصية القوية هي على الدوام مؤثرة في المجتمع المحيط بها بطريقة كبيرة. الجميع يحترم هؤلاء الأشخاص، ويقدرهم. ولا يفرق السن ولا العمر مع الشخصية القوية. بل هي شخصية تفرض نفسها على الآخرين بصورة واقعية بسبب أفعال وردود أفعال معينة يقدمونها على المدى الطويل في التعامل مع مجتمعهم. لينتج في الأخير صورة مُنمقة عن الشخص الذي يمتلك مثل هذا النوع من الشخصيات. وتستمر هذه الصورة في التضخم حتى يستحوذ هذا الشخص على مكانة اجتماعية أو عملية معينة تنفعه. هذا غير أن الشخصية القوية هي أكثر الشخصيات التي يكون لها مريدين أو تابعين. فتُرى ما السبب الحقيقي وراء كل هذا الاحترام؟
درجة ذكاء عالي
الشخصية القوية تتميز بشكل كبير بالذكاء في التعامل مع الأشياء من حولها. وهذه الأشياء تنقسم إلى قسمين. البشر والمواقف. الشخصية الضعيفة لو تعرضت لموقف فيه الكثير من الضغط أو موقف يحتاج إلى قرار ذكي، ستجدها غير قادرة على اتخاذ القرار بسرعة. ولكن الإنسان الذي يتمتع بالشخصية القوية، دائمًا ذكي في التعامل مع المواقف الصعبة. وهذا يبهر الناس من حوله به. لأنهم يرون أنه قادر على التعامل مع الأمور من حوله بطريقة مثالية تعجبهم.
أما القسم الثاني فهم البشر. الشخصية القوية لديها ميزة سرعة رد الفعل على الآخرين. ولذلك عندما تتعامل مع أشخاص آخرين فإنها تكون حاضرة بردود سريعة تنم عن سرعة البديهة وذكاء في محله. أيضًا مثل هذه الشخصية تعرف ما يُقال وما لا يُقال. ولا يؤثر أحد عليها بالكلام، بل هي التي تؤثر على الآخرين بحديثها.
شخصية ذو إرادة قوية
أي إنسان من الممكن أن يتعرض لمواقف صعبة في حياته. الشخص العادي ربما يأخذ وقتًا في التعافي من الصدمات العاطفية أو المادية أو الظروف السيئة. ولكن الشخصية القوية لا تأخذ كل هذا الوقت في التعافي. بل تجدها تحاول مرارًا وتكرارًا حتى تصل إلى هدفها. الفشل لا يعني لها الكثير. بل يكون خطوة نحو التقدم. بعكس الشخصية الضعيفة فهي دائمًا تضع الظروف سببًا للفشل. وهذه القوة التي يتمتع بها الشخص القوي نفسيًا تضيء للناس من حوله ليكون مصدر إلهام. بل وهناك الكثير من الأفلام الأجنبية الناجحة التي كان سبب النجاح فيها هي قوة شخصية البطل، وقدرته على التغلب في كل التحديات التي تواجهه في حياته.
الشخصية القوية ذات اتزان انفعالي عالي
أي شخصية بخلاف الشخصية القوية لن يكون لديها اتزان انفعالي سليم 100%. ولكن الشخص الذي يمتلك قوة في القدرة على التحكم في انفعاله يعتبر شخص صلب نفسيًا. وهذا يجعل الآخرين يشعرون أن هذا الشخص قادر على التحكم في نفسه. وهذا مثير للإعجاب. خصوصًا لكل من لن يقدر على فعل المثل. فمثلًا الشخصية القوية لا تضحك بطريقة مبالغ فيها حتى لا تؤذي شعور الآخرين. ولا تتباكى كثيرًا في الأحزان بل يكون حزنهم عاقل وغير متهور. لا تأخذ قرارات بشكل سريع. وهذا يجعلها ملائمة أكثر للأدوار القيادية. ويجعل المحيطين متقبلين لهذه القيادة وغير متمردين. نظرًا لقدرتها على فعل معظم الأشياء المهمة والحيوية بصورة متزنة وسليمة. مما يجعلها مصدر ثقة للجميع.
صادق وحَكيم
أكثر ما يجعل الناس تتفق على نجاح الشخصية القوية ويجعلها تنال الاحترام، هو الحكمة في قول الصدق. قول الصدق عادة قد لا يجلب لك الأحباب. لسبب بسيط، لأن الصدق يتطلب أن تقول الحق. وأحيانًا يكون الحق بالنسبة للآخرين إهانة. حيث أنك ستقول لهم عيوبهم في وجههم بصورة واضحة، وهذا سيجعل الناس من حولك تعتقد أنك تعاديهم أو تقول إنهم ليسوا أكفاء. أما الشخصية القوية فلا تهاب قول الحقيقة ولا تهاب خسارة الناس. ولكن الذكاء الذي تتمتع به مثل هذا الشخصية تجعلها قادرة على قول الحقيقة بطريقة غير مؤذية. لدرجة تقبل الناس للانتقاد بل ورغبتهم فيه. لأنهم يشعرون أنها شخصية قادرة على رؤية الشيء الخطأ فيهم ولكنها لا تكرههم أو تعاديهم. بل تعرف كيف تقول عن ذلك خطأ وذاك صواب. مما يجعل مثل هذه الشخصية في المرتبة الأولى من الثقة والمحبة والاحترام والتقدير. وستجد الناس من حولها يقصدونها دومًا من أجل الجلسات العرفية التي تحتاج إلى رأي حكيم.
القدرة على اتخاذ القرار والمغامرة
الشخصية القوية لا تخشى الخسارة. ولذلك الناس ينظرون لهذا الموضوع بنظرة احترام. حيث أن معظم الناس لديهم ما يخسرونه. سواء مال أو أشخاص أو عائلة. ولكن هناك الشخصية القوية التي تعرف متى وكيف تتخذ قرارات صعبة في وقت قد يكون القرار مغامرة صعبة لأي شخص أخر. ومن الممكن أن تخسر فعلًا. ولكن الفشل لا يجعلها تتراجع في قرارها. هذه الصفة صفة قيادية. فليس كل البشر قادرين على اتخاذ قرار وتحمل مسئولية هذا القرار سواء كان خطأ أو صواب.
تعرف ما تريد
قد يكون هذا السبب هو واحد ضمن الأسباب الرئيسية التي تكسب الشخصية القوية كل هذا الاحترام الذي تحذو به. وهذا ناتج من أن الإنسان أكثر كائن عاقل في الوجود. ومن هذا المنطلق الإنسان دائمًا يبحث عن سبب حقيقي وراء وجوده في هذه الحياة. أشخاص كثيرين يخوضون تجربة الاكتئاب المريرة فقط لأنهم لا يعرفون ماذا يريدون حقًا في هذه الحياة. ويعانون من اضطرابات نفسية شديدة إثر هذا الموضوع. أما الشخص صاحب الكاريزما القوية فهو دائمًا يعرف ما يريد. وهذا يجعله مصنف ضمن الشخصيات القوية. حيث أن مثل هذا الشخص لديه هدف. وبناءً على هذا الهدف فإن لديه خطة. وهذه الخطة تجعله يعرف إلى أين يذهب وأي خطوة سيأخذها. وهناك خطط بديلة. ولذلك مثل هذا الشخص يكون مثالي في عملية القيادة. أو قيادة من ليس لديهم خطة بالفعل. فتجد أن حلم هذا الشخص أصبح حلم الكثيرين الذين وجدوا أنفسهم في خطته.
قادرة على إقناع الآخرين
الإنسان الذي يمتلك شخصية قوية دائمًا يمتلك أسلوبه الخاص في إقناع الآخرين بأفكاره. لديه أسلوب كلام ذكي ومرتب. يعرف ما يقول، ولمن يقوله. يعتبر ناضج قبل أوانه. فقد تجد طالب في المرحلة الإعدادية يتكلم بصورة منمقة وجميلة تطرب الآذان للاستماع إليه، مما يجعله مؤهل لأن يكون متكلم عن الفصل. أو رئيس اتحاد طلاب. كل هذا بسبب قدرته على إقناع الآخرين بقدراته وذكائه عن طريق الكلام فقط. ولذلك الشخصية القوية ليست فقط شخصية تجابه المشاكل وتتغلب عليها. بل هي شخصية عاقلة جدًا ومدركة لأفعالها وخطواتها وكلماتها من الصغر حتى الكِبر. أيضًا إقناع الناس ليس سهل كما هو متوقع، بل في الغالب هو أكثر أمر صعب في التعامل مع البشر عند إقناعهم بفكرة. ولكن صاحب الشخصية القوية لا يهاب ردود فعل الناس. ويجابه الحجج بالمنطق حتى يصل إلى مراده في إقناع من حوله بفكرته، مما يجعل الناس تعجز عن مجاراته والاعتراف بقدرته على الإقناع.
لديه معارف قوية
جزء من كون الشخصية القوية هي شخصية محبوبة ومرغوب فيها. هو أن الإنسان صاحب الكاريزما القوية لديه معارف كثيرة. وهذا ناتج من محبة الناس له بالدرجة الأولى وثقة المجتمع فيه بالدرجة الثانية. مما يجعله قادر على اقتحام أي علاقة مع أي شخص بسهولة. هذا غير أن الشخصية القوية تنال المناصب بسهولة وهذا ينتج من الاحتكاك المستمر مع الأعلى منه وأصحاب القرار، لدرجة أنهم يثقون فيها لتأخذ المناصب المهمة. كل هذه المعارف تجعل مثل هذه الشخصية في منزلة البطل لدى الناس الآخرين العادين. وذلك لأنها قادرة على التعامل مع شخصيات صاحبة نفوذ. أو لأن لديها سلطة ما في عملها. أو لأنها قادرة على خدمة العديد من الناس عن طريق معارفها. كل هذه الأشياء تجعل مثل هذه الشخصية الملجأ لمن حولها. مما يجعلها محبوبة وذو قَدْر كبير لدى الناس.
مصدر أمان لعائلتها
أول شعور تبحث عنه الأنثى في أي علاقة هو الأمان. وبالتالي عندما ترتبط سيدة برجل صاحب شخصية قوية فهي في الحقيقة تكافئ نفسها بعدم التفكير في الحياة. لأن مثل هذه المرأة ستعتمد في حياتها اليومية على زوجها القوي الذي يعرف ماذا عليه أن يفعل، ويعرف ما هي القرارات المناسبة للعائلة. ويأخذ هو القرارات ويتحمل مسئولياتها دون لوم الآخرين. كل هذه التفاصيل البسيطة تجعل الأسرة لا تفكر فيما يفكر فيه الرجل ذو الشخصية القوية. في المقابل المرأة ذات الشخصية القوية. تسبب أيضًا الأمان لعائلتها، لأن زوجها سيعتمد عليها عندما يترك البيت دون قلق. لأنه يعلم أنها سيدة مستقلة وقادرة على أن تأخذ قراراتها بنفسها.
لا تستهزأ بالآخرين
الشخصية الضعيفة دائمًا تعتمد على ثقافة التشوية حتى تصعد على أكتاف غيرها. سواء عن طريق الاستهزاء المباشر، أو عن طريق النميمة وذكر السلبيات في الناس. ولكن صاحب الشخصية القوية لا يلتفت لهذه الأشياء ولا يتعامل مع البشر بمبدأ أنه يحاول أن يستهزأ بالناس أو يبرز قوته عليهم، أو يحاول أن يجعل منهم أضحوكة في محضره حتى يكون هو الأعلى قدرًا وذكاء. بل الشخص القوي داخليًا لا يحتاج لمثل هذه الخدع الساذجة حتى يشهر أنه أفضل من غيره، بل هو في الغالب يدعم المحتاجين إلى الدعم ويحترم الجميع، الكبير والصغير. وهذا ما يجعله صاحب قبول لدى الناس. لأنه يحترمهم ويعرف قيمة العلاقات الطيبة.
صاحبة مظهر جذاب
الشخصية القوية لا تخلو من مظاهر قوية. فمثلًا لو شخص لديه خشونة في صوته فهو مؤهل أكثر من غيره للاعتبار أنه شخص صاحب كاريزما عالية. وهذا يكون واضح في المظهر أيضًا، فكلما كان المظهر رَث للشخص كلما كان احترام الناس له أقل من المعتاد. وكلما فضل الجميع عدم الأخذ بكلامه. للأسف هذا ليس جيد ولكنه حقيقي. فالمظهر يفرق كثيرًا في قوة الشخصية. حيث أن البشر يهتمون بالجمال. فكلما كان الرجل طويل وصاحب مظهر رجولي أكثر كلما كان هذا يعطيه فرصة أكبر لأن يفرض شخصيته على الآخرين. بل وربما يكون السبب الأساسي في اعتبار الناس أصحاب شخصيات قوية هو مظهرهم الجميل. لأنهم الأشهر والأكثر جاذبية من الآخرين.
كرامتها مهمة
الشخص الذي تغيب عنه الكرامة والهيبة لا يتمتع بشخصية قوية. في حين أن أي شخص لديه كرامة وعزة نفس يتعامل بها مع الأمور من حوله، فهذا يجعله في وسط الناس شخص صلب. لا ينحني أمام أي ظرف أو أي شخص بسهولة. ليكون ملهم للناس من حوله.
الإنسان صاحب الشخصية القوية هو سبب أمان للآخرين. وهذا كفيل أن يجعله محبوب ومحترم لدى الجميع. بسبب ذكاءه وحُسن تعامله مع الناس والمشاكل التي تقابله. لأنه شخص متزن صاحب قرار ونصيحة مفيدة وفعالة.