الحشرات المسالمة هي إحدى الأنواع المتفرعة عن فصيلة الحشرات، وعن سبب إطلاق علماء الأحياء هذا المُسمى عليها فإنه يرجع إلى كونها مفيدة للبيئة ولا تشكل أدنى خطورة على البشر، بل أن الحقيقة على النقيض من ذلك، إذ أثبتت العديد من الدراسات أن تلك الحشرات لها العديد من الفوائد والآثار الإيجابية.
أهمية الحشرات المسالمة ودورها في حفظ التوازن :
اكتسبت الحشرات المسالمة ذلك المسمى لما تشكله من أهمية ناتجة عما لها من فوائد عديدة وآثار إيجابية متنوعة من أبرزها الآتي:
إتمام الدورات الكيميائية :
تساعد مجموعة الحشرات المُدرجة ضمن تصنيف الحشرات المسالمة على إتمام الدورات الطبيعية لمختلف المواد الكيميائية في البيئة المحيطة، مما يجعلها ذات فائدة كبرى بالنسبة للعديد من المجالات وفي مقدمتها مجال الزراعة، حيث تعمل الحشرات من هذا النوع على تقليب التربة بشكل غير مباشر، حيث تعمل على حفر الجحور التي تعيش بها وتضع داخلها بويضاتها، وهذا الأمر يعمل على تقليب التربة وبالتالي يساهم على إشباعها بواسطة غاز الأكسجين وفي ذات الوقت يزيد من قدرتها على الاحتفاظ بمياه الأمطار.
بالإضافة إلى هذا وذاك تعمل الحشرات المسالمة على زيادة معدلات توزيع المواد الغذائية المختلفة مثل المعادن وما يُماثلها في البيئة المتواجدة بها.
حماية البيئة وحفظ توازن التربة :
من أبرز الفوائد التي تتحقق عن تواجد الحشرات المسالمة في البيئة مساهمتها الفعالة في حماية البيئة وحفظ توازن العناصر المتواجدة بها؛ حيث تعمل هذه الحشرات على منع تراكم المخلفات في التربة بنسب كبيرة قد تؤدي إلى الإضرار بها، حيث أن هذا النوع من الحشرات يعمل على نشر البكتيريا والفطريات التي تعمل بدورها على تفتيت هذه المخلفات وتحليلها، مما يؤدي إلى الحفاظ على صلاحية الأراضي الزراعية.
أشارت بعض الدراسات أن بعض الدول الغربية تقوم باستيراد هذا النوع من الحشرات من دول قارة إفريقيا وذلك بهدف الحفاظ على سلامة المساحات الزراعية لديهم والمُساهمة في التخلص من المُخلفات الضارة.
مصدر لغذاء الكائنات الحية :
تلعب الحشرات المسالمة دوراً بارزاً في استمرار دورة الحياة والحفاظ على التوازن البيئي، وذلك لأن تلك الحشرات قيمتها الغذائية مرتفعة وتُمثل مصدر غذاء رئيسي للعديد من الكائنات الحية وفي مقدمتها حيوان آكل النمل والضفادع بالإضافة إلى الزواحف والقوارض، بل أن الأمر يشمل بعض الكائنات التي تعد مصدراً غذائياً للإنسان مثل الأسماك والطيور على اختلاف أنواعها، بل أن بعض هذه الحشرات تمثل مصدر غذاء للإنسان نفسه والمثال الأبرز على ذلك هو عسل النحل.
وسيلة للكفاح البيولوجي :
تعود الحشرات المسالمة بالعديد من الفوائد على الإنسان، ويشار هنا إلى أن هناك بعض الشعوب والقبائل تتخذ من هذه الحشرات مصدراً للغذاء خاصة في مناطق شرق آسيا وكذلك بعض القبائل في قارة إفريقيا. بالإضافة إلى ذلك فأن تلك الحشرات النافعة تقوم بالتغذي على أنواع أخرى من الحشرات التي قد تمثل خطورة على الإنسان أو البيئة، مما يمكن معه القول بأن الحشرات المسالمة من بين الوسائل الفعالة في الكفاح البيولوجي الطبيعي، كما أنها تعمل على مكافحة الآفات المختلفة التي تهدد بتدمير المحاصيل الزراعية.
الفائدة الاقتصادية :
يُمكن القول بأن الحشرات المسالمة ذات أهمية اقتصادية أيضاً، حيث أنها تقوم بإنتاج العديد من العناصر التي يحتاج إليها الإنسان، في مقدمة ذلك منتجات مملكة النحل من العسل والشمع وغيرها من المستخلصات الأخرى، والأمر نفسه ينطبق على دود القز التي تستخدم في إنتاج الحرير.
الخاتمة :
علاقة الإنسان بالحشرات على مر العصور كانت بالغة التعقيد فهو على الدوام ينظر لها باعتبارها عدو، لكن الحشرات المسالمة كفيلة بتغيير تلك الفكرة السائدة عنها، فلولا تواجد هذا النوع من الحشرات لأصيب كوكب الأرض بأكمله بحالة من الخلل والاضطراب وانعدام التوازن.