المجلات الإلكترونية أو E-Zine هو مصطلح حديث نسبياً بدأ ترديده بالتزامن مع انتشار شبكة الإنترنت على مستوى العالم وتزايد أعداد مستخدميه، مما أدى إلى دخوله في مختلف المجالات والتي كانت الصحافة من بينها، ولم يكن ذلك هو المصطلح هو الوحيد من نوعه، بل ظهرت العديد من المصطلحات الأخرى التي تحمل مدلولاً قريباً منه أو ذو صلة به مثل مصطلحات الكتاب الإلكتروني والنشر الرقمي والصحافة الإلكترونية بالإضافة إلى المدونات الشخصية، وقد حققت المجلات الإلكترونية انتشاراً واسعاً وتمكنت فعلياً من جذب ملايين القراء من مختلف أنحاء العالم وأصبحت منافساً قوياً لمجموعة المجلات الورقية التقليدية وكان لها تأثير سلبي على مستوى رواجها ونسب توزيعها مما دفع البعض لتوقع زوال ذلك النوع من المطبوعات في المستقبل القريب.. ترى لماذا نجح ذلك النوع من المجلات؟ وما الذي يميزه عن المجلات المطبوعة التقليدية.
مميزات المجلات الإلكترونية E-Zine :
حققت المجلات الإلكترونية انتشاراً واسعاً خلال السنوات القليلة السابقة في الدول العربية والعالم أجمع، حتى أن عدداً من المجلات المطبوعة صارت تحرص على توفير نسخة أخرى من إصداراتها تعرف بالنسخة الإلكترونية أو الموقع الرسمي، وذلك يرجع إلى انجذاب القراء لذلك النوع من المجلات لما يوفره من مزايا أبرزها الآتي:
أرشيف الأخبار والمقالات :
قبل سنوات قليلة -تقريباً وسط التسعينات وأوائل الألفية الأخيرة- كان يصعب على الأشخاص التوصل إلى الأخبار القديمة التي مر عليها بضعة أشهر، إذ كان ذلك يتطلب التوجه إلى إحدى المكتبات العامة الكبرى والبحث وسط مئات النسخ من الجرائد المطبوعة، حتى أن البعض كان يرى في الاحتفاظ بالجرائد كنزاً -من نوع ما خاصة- إذا ارتبطت بأحد الأحداث الهامة.
تغير ذلك الأمر 360 درجة منذ ظهور الجرائد و المجلات الإلكترونية وانتشارها على الشبكة العنكبوتية، حيث تمتلك تلك المواقع الإلكترونية سعة تخزين كبيرة، ومن ثم فإن لا شيء يتم نشره عليها ويُحذف ويمكن الرجوع إليه في أي وقت ومن أي مكان ولا يتطلب الأمر أكثر من بضعة ضغطات على لوحة المفاتيح أو إجراء بحثاً بسيطاً على أحد محركات البحث.
توفر درجة أكبر من المصداقية :
كانت الصحف والمجلات قديماً تصدر خالية من الصور ثم في وقت لاحق صارت تعتمد على الصور المرسومة، وحين تم ابتكار التصوير الفوتوغرافي وتطورت آليات الطباعة أحدث ذلك ثورة كبرى في عالم الصحافة والنشر، حيث كانت تعتبر الصور المرفقة مع الأخبار والتقارير الصحفية دليل إثبات على صحة الوارد بين صفحاتها وهو ما كان يمنحها درجة أكبر من المصداقية، وتكررت تلك الثورة مرة أخرى في العصر الحديث مع ظهور ما يسمى المجلات الإلكترونية
تمتاز المجلات الإلكترونية بدرجة أكبر من المصداقية وذلك لأن آلية النشر التي تعتمد عليها تتيح للقائمين عليها فرصة دعم المحتوى المكتوب بكم لا نهائي من الصور بالإضافة إلى مقاطع الفيديو، مما يعني أنها تنقل الخبر بالنص والصوت والصورة في آن واحد، والأمر نفسه ينطبق على الحوارات مع المشاهير والشخصيات العامة، حيث يتم إرفاق فيديو يتضمن تصريحات الشخص وهو ما خفض بنسبة كبيرة من منشورات تكذيب التصريحات والتنصل منها التي كانت منتشرة بالماضي، حتى أن كل مجلة إلكترونية صارت تمتلك اليوم حساباً خاصاً على موقع يوتيوب الخاص بعرض مقاطع الفيديو يسمى القناة الإخبارية.
سرعة نقل وعرض الأخبار :
“في قلب الحدث.. لحظة بلحظة.. كن أول من يعلم”.. جميعها شعارات طالما تصدرت أغلفة المجلات والصفحات الأولى من الجرائد، إلا أنها لفترة طويلة لم تتعد كونها مجرد شعارات بلا معنى أو جدوى، حيث أن صدور المطبوعات على اختلاف أنواعها يستغرق وقتاً طويلاً، كما أن ليس جميعها يصدر بصورة يومية فمنها الأسبوعي ونصف الشهري والشهري.
الأمر يختلف بنسبة كبيرة بالنسبة لمجموعة المجلات الإلكترونية المنتشرة على الإنترنت في يومنا الحالي، حيث أنها تمكن القراء من متابعة الأحداث فعلياً فور حدوثها ومتابعتها لحظة بلحظة، فهي لا تحتاج إعداد مسبق ولا انتظار توقيت طباعة ونشر وغير ذلك من المراحل التي تمر بها المطبوعات الأخرى، كما أن المجلات الألكترونية ترتبط بحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تسهل متابعتها، علاوة على أن بعضها صار يعتمد على خدمة الرسائل النصية SMS التي تتضمن إرسال الأخبار المختلفة أولاً بأول إلى المشتركين على الهاتف الخلوي الخاص بهم.
أساليب عرض التقارير :
منشورات المجلات الإلكترونية لا تقتصر فقط على الأخبار بل أنها كذلك تقدم التقارير المختلفة تبعاً لتخصصها، فهناك مجلات علمية وأخرى فنية وسياسية وما إلى ذلك من المجالات المختلفة، ويوفر النشر الإلكتروني للقائمين على تلك المجلات الفرصة لتقديم وعرض تقاريرهم بأساليب مختلفة ومتنوعة ومبتكرة، مما يضمن تقديم المحتوى في صورة مبهرة وبسيطة تسهل متابعتها وتجذب الانتباه.
يعد أسلوب إنفوجرافيك أحد الأساليب شائعة الاستخدام في عالم الميديا والصحافة الإلكترونية وهو يعتمد على تقديم المعلومات في هيئة شرح مبسط مدعم بالصور التوضيحية، بالإضافة إلى ذلك تعمل بعض المجلات على عدم الموضوعات التي تطرحها بواسطة مقاطع الفيديو سواء الحية أو الشارحة بصورة تبدو أقرب إلى الأفلام الوثائقية الممتعة.
التفاعل المباشر بين المحرر والقارئ :
تتيح المجلات الإلكترونية فرصة أكبر للقراء لإبداء الرأي في المحتوى الذي تقدمه من خلال التقييم أو إضافة التعليقات، والمجلات المميزة تأخذ ذلك الأمر على محمل الجدية وتحاول الاستفادة قدر الإمكان من أراء القراء وانتقاداتهم لتطوير المحتوى الذي تقدمه والارتقاء بمستواها بشكل عام.
يوفر ذلك النمط من المجلات أيضاً فرصة أكبر للتفاعل بين القراء بعضهم البعض والنقاش حول موضوع معين، وفي حالة نشر المجلة مقالات الرأي أو قصص قصيرة فإنها تتيح الفرصة أمام القراء للتواصل بصورة مباشرة مع الكاتب بمنتهى السهولة واليسر.
مميزات المجلات الإلكترونية بالنسبة للناشر :
القراء ليسوا المستفيدون الوحيدون من المجلات الإلكترونية بل أنها توفر العديد من المزايا للناشرين أنفسهم، ومن أبرزها الآتي:
- النشر الإلكتروني يضمن لمالك المجلة أو الجهة التي تصدرها توفير الكثير من النفقات، أبرزها تكلفة توفير خامات ومعدات الطباعة بالإضافة إلى أجور عمال التوزيع، كما أن الناشر في هذه الحالة يتفادى الخسائر المادية التي قد تأتي نتيجة عدم بيع النسخ التي تم طبعها وتوزيعها من مجلته.
- توفر المجلات الإلكترونية فرصة للصحفيين في العمل عن بعد بكبرى المجلات الإقليمية والدولية، ويعود ذلك في ذات الوقت بصورة إيجابية على المالك؛ حيث أن سداد الرواتب بنظام القطعة -أي تبعاً لإنتاجية الكاتب- يوفر نسبة كبيرة من ميزانية الأجور مقارنة بنظام الرواتب الشهرية الثابتة.
- تحقق المجلات الإلكترونية انتشاراً أوسع من المطبوعات التقليدية، حيث أن مطالعة المحتوى الذي تقدمه من أي مكان في العالم لا يتطلب سوى الولوج إلى العنوان الإلكتروني الخاص بها والبدء في التصفح، كما أن النشر الإلكتروني عبر الإنترنت لا يتطلب استصدار تصاريح توزيع في كل دولة كما هو متعارف في عالم الصحافة المطبوعة.
- تعتمد الجرائد والصحف على الدعاية والإعلان كمصدر رئيسي للأرباح، إلا أن المنشورات الورقية المطبوعة تتوفر بها مساحات محدودة مخصصة للإعلان، أما المجلات الإلكترونية تتضمن مساحات أكبر لعرض الإعلانات في الواجهة الرئيسية للموقع وكذلك وسط كل مادة فرعية منشورة، كما أن الإعلانات على المجلات الإلكترونية تتخذ عِدة أشكال منها المقاطع المصورة أو الصور المتحركة GIF بعكس الإعلانات النصية التقليدية التي تنشر بالصُحف المطبوعة.