عملية إنقاص الوزن أحد أهم العمليات المطلوبة في زمننا الحالي، وذلك لزيادة معدل السمنة العالمي بشكل يدعو للقلق. وزادت الأمراض التي يرجع سببها إلى السمنة مثل السكري وأمراض القلب وخشونة المفاصل وغيرها. وفي حين أن البعض ينجحون في إنقاص الوزن بكل سهولة، يعاني آخرون من فشل العملية مهما أنفقوا من مال أو اجتهدوا في المحاولة. وهذا الفشل قد يعود إلى عدد أسباب نذكرها في هذا المقال، وكيف يمكن التغلب عليها في المرة القادمة بدون إنفاق الكثير من الأموال ولكن بالقليل من التركيز على التفاصيل الصغيرة.
ساعات النوم المتقلبة
يمتلك الجسم ساعات نوم بيولوجية، وهي ترتبط بالعمليات البيولوجية التي يقوم بها الجسم أثناء هذه الساعات. إن اختلفت تصرفات الإنسان في هذه الساعات تختلف معها العلميات البيولوجية الحيوية السليمة للجسم. ولذلك فشل إنقاص الوزن قد يرجع إلى قبل ساعات اليوم، أو النوم بالنهار والاستيقاظ بالليل. لأن عمليات الهضم الطبيعية وتخلص الجسم من السموم تحدث أثناء الليل، فإن كان الشخص مستيقظ ويأكل لن تحدث العمليات بالشكل المثالي.
كما إن الاستيقاظ ليلًا يغير مواعيد الوجبات اليومية الطبيعية. بدلًا من وجبة إفطار وغذاء وعشاء بالترتيب، تصير وجبة عشاء ثم فطار ثم غذاء يعقبه النوم فورًا في أغلب الأوقات. وهذا انقلاب كامل للنظام الغذائي المثالي، حتى وإن افترضنا أن الوجبات صحية وخالية من الدهون. فلابد من اتباع مواقيت الوجبات الصحيحة بقدر الإمكان، ولا تستبعد وجبة خاصة الإفطار أو تعوضها في غيرها.
الوجبات الكبيرة
يعتمد بعض الأشخاص على عدد وجبات قليلة ولكنها كبيرة، وهذا خطأ فادح في عملية إنقاص الوزن. وذلك لأنه يعتقد أن زيادة المدة التي بين كل وجبة وأخرى تساعد على زيادة الحرق، وفي الحقيقة هذا منافي للواقع. القاعدة تقول، بأن الجسم عندما يشعر بالجوع سيبدأ في تخزين الطعام في الخلايا، لأنه سيعتقد أنه مقبل على مجاعة. أما عندما يشعر بالشبع سيبدأ في الحرق بشكل مثالي. وذلك ينصح أطباء التغذية العلاجية بوجوب تناول وجبات صغيرة على مدار اليوم. وتتنوع بين الفواكه والخضار أو المكسرات الغنية بالدهون الصحية. المهم أن تظل في شبع دون تناول وجبات دسمة.
توقع نتائج سريعة في إنقاص الوزن
عندما تبدأ في تنفيذ قرار إنقاص الوزن، تواجهك نقطة يأس صعبة بعد عدة أيام. حينما لا ترى نتيجة لمجهودك وتشتاق إلى الطعام اللذيذ الذي اعتدت على تناوله. هذه النقطة هي الخط الفاصل بين إنقاص الوزن الناجح والفاشل، وعليك أن تدرك أنها عملية تحتاج لوقت طويل. وقد نتكلم عن سنة أو اثنتين بحسب عدد الكيلو غرامات التي تحتاج أن تفقدها. وكذلك بحسب قابلية الجسم لإنقاص الوزن، فتختلف القابلية بحسب بعض الجينات والهرمونات والعمر، لأن العمر الكبير يحتاج إلى وقت أطول ومجهود أكبر لتفتيت الدهون. لذلك عليك بالصبر والاستمرار بدون يأس.
خطأ قياس الوزن مبكرًا
تكميًلا للنقطة السابقة، يجب على الفرد عدم قياس الوزن الجديد إلا بعد عشرة أيام على الأقل. هذه الفترة التي يمكن أن تظهر مدى التحسن أو التدهور في الوزن. قبل عشرة أيام من أخر قياس، هذا لا يعد قياس مضبوط. ويجب أن يتم القياس بنفس الملابس وبعد الاستيقاظ من النوم مباشرة. والابتعاد عن القياس أثناء فترة الحيض عند النساء، لأن تلك الفترة تزيد من وزن المرأة الحقيقي. والقياس الخاطئ يزيد من احتمالية اليأس المبكر وفشل إنقاص الوزن.
مواقيت الرياضة ومدتها
قد ترغب بزيادة فرص إنقاص الوزن من خلال الرياضة، وهو أمر صحيح وصحي إن نفذت الخطة بالشكل المطلوب. فالرياضة لها مواعيد محددة لتعطي عندها أفضل النتائج، وهي بشكل عام فترات قبل الطعام. فلا يجب ممارسة الرياضة بعد الأكل وإلا ستعطي نتائج عكسية. وإن لم تجد بدًا من ذلك، فيجب انتظار ساعتين أو ثلاث ساعات على الأقل من أخر وجبة. ومن المفضل على الإطلاق، ممارسة الرياضة بعد الاستيقاظ وشرب عصير طبيعي لا يحتوي على السكر، للمساعدة على نشاط الجسد.
من ناحية أخرى، يجب أن تعي أن مفعول الرياضة ليس مفعول سحري. فلا تعتقد بعد كل مدة طويلة من الرياضة أنك بالتأكيد أنقصت وزنك الآن. فالأمر يحتاج إلى فترة طويلة ليعتاد الجسم على حرق سعرات حرارية أكبر أثناء الرياضة. ولا يعتمد الأمر على مدة كل ممارسة رياضية بقدر الاستمرار اليومي عليها.
عدم أخذ يوم راحة
يعتقد البعض أن الاستمرار في تناول أعداد من السعرات الحرارية القليلة يوميًا سيساعد على إنقاص الوزن في وقت أقصر. وهذا خطأ كبير يقع فيه كل المجتهدين والراغبين في إنقاص الوزن بجدية. لأن الطريقة المثالية يجب أن تعتمد على خداع الجسم. بمعنى أن الجسم معتاد على حرق عدد معين من السعرات يوميًا، بما يتناسب مع كميات الطعام اليومية. فإن تناولت كميات طعام وأعداد سعرات حرارية مختلفة كل يوم، ستخدع الجسم وتجعله يحرق أكثر بدون وعي. ومن هذا المنطلق نرجع بنقضين في غاية من الأهمية.
الأولي، تدرج السعرات الحرارية التي تدخل الجسم. فيمكن تناول 1500 سعرة حرارية اليوم، أما بالغد تناول 1700 سعرة على سبيل المثال. في اليوم التالي تناوي 1650 وهكذا ستخدع جسمك. ويمكن حساب عدد سعرات الأطعمة من خلال الجداول الموضحة للسعرات. النقطة الثانية، أخذ يوم راحة كل أسبوع أو عشرة أيام أو بحسب الاتفاق بينك وبين طبيب مختص. في هذا اليوم تناول ما تحب، وبعض الأطعمة التي لا يجوز لك تناولها في الوقت العادي. ولك احذ من الكميات، فلا تكثر حتى لا ترغب معدك في اليوم التالي بنفس الكمية مرة أخرى.
تناول الطعام عند الإحساس بالجوع
هناك نوعين من الجوع، الأول حقيقي والأخر مزيف. الخاطئ الذي يقع فيه من يفشل في إنقاص الوزن، أنه لا يميز بين النوعين. فالإنسان بطبعه يحب الطعام، ويشعر بالجوع بدافع الرغبة لتناول وجبة لذيذة، والتي غالبًا ما تكون ضارة. إنما الجوع الحقيقي هو احتياج الجسم للطعام والطاقة. وهنا يأتي دور الوجبات الصغيرة لسداد الجوع المزيف، ودور إرادة الفرد للتميز الجوع المزيف وجذب انتباه العقل بعيدًا عن التفكير بالجوع. عن طريق التركيز في العمل أو قضاء بعض الوقت مع العائلة، أو أداء هواية تحتاج تركيز من العقل.
وجبة العشاء
إنها الوجبة الأساسية التي تهدد فشل إنقاص الوزن. فبعد الساعة الثامنة مساءً يميل الجسم لتخزين الطعام حتى وإن كانت الوجبة خفيفة. لذلك احرص على تناول الزبادي أو الفواكه فقط بالمساء، والأفضل ألا تتعشى أبدًا، وتستعيض عن وجبة العشاء بوجبات صغيرة كل ساعة بعد وجبة الغذاء.
عدم الاعتماد على السلطات في الوجبات
سلطة الخضار من اهم الأطباق على مائدة الراغب في إنقاص الوزن. كلما كانت هي الطبق الأول والأساسي، كلما شبعت المعدة بشكل أسرع وتناول سعرات حرارية اقل. فلا تهمل هذا الطبق، وحاول أن تتنوع في تحضيره لعدم الشعور بالملل.
اهمال تناول أكواب من الماء
الماء يعطي الإحساس بالشبع ويزيد من عملية حرق السعرات الحرارية، وينقي السموم من الجسم. فلا تهمل تناول ستة أو ثمانِ أكواب من الماء يوميًا. ويمكن شرب كوب أو كوبين من الماء قبل كل وجبة، لتقلل من كمية الطعام التي ستحتاجها المعدة.
ختام
إنقاص الوزن ليس أمرًا مستحيلًا، ولكنه يحتوي على بعض الملاحظات الصغيرة المهمة. إن اتبعتها بالكامل واستمريت على اجتهادك وصبرك ستنجح لا محالة.