يمثل تعدد الزوجات مشكلة لدى بعض السيدات فهي تظن أن هذا سينقص من حقوقها الشرعية والزوجية، وترى أنه ليس من العدل أن يسمح الإسلام بزواج الرجل لأكثر من مرة، ولا يسمح لها بذلك والحقيقة أن جميع الأديان السماوية لا تسمح أيضا بتعدد الأزواج حفاظا عليها، ولا يمكن للرجل أن يتزوج بأخرى دون أن يكون لدية القدرة المالية التي تؤهله لذلك وأن يتأكد من قدرته على العدل بين زوجاته، ومن خلال هذه المقالة سنعرف لماذا سمح الله للرجل بتعدد الزوجات؟ .. ولماذا لا يسمح للمرأة بتعدد الأزواج؟
أسباب السماح للرجل بـ تعدد الزوجات
هناك أسباب أتفق عليها علماء الدين الإسلامي تسمح من خلالها للرجل بتعدد الزوجات وهى:
في حالة مرض الزوجة
يمكن للرجل أن يتزوج من أمراءه أخرى إذا كانت زوجته الأولى مريضة ولا تستطيع أداء ما عليها من واجبات سواء في المنزل أو تجاه الزوج، وفي هذه الحالة يمكن أن تستفيد المرأة من ذلك بحيث تعاونها الزوجة الثانية في تربية الأطفال أو الوقوف بجانبها في رحلتها العلاجية في حالة انشغال الزوج.
في حالة عقم الزوجة
إذا كانت المرأة لا تنجب، وتم التأكد من استحالة حملها فليست هناك مشكلة على الإطلاق من أن يتزوج الرجل بامرأة أخرى تنجب له الأطفال إذا كانت لديه رغبة ملحة في ذلك، ولكن هناك بعض الأزواج يمتنعون عن تعدد الزوجات في هذه الحالة حتى لا تنجرح مشاعر الزوجة، ولكن الإسلام شرع ذلك والأفضل على الزوج أن يشرح لزوجته الآمر بحكمه بالغة.
في حالة الخلافات مع الزوجة
إذا كان هناك خلافات شديدة بين الرجل وزوجته مع استحالة استمرار الحياة بينهما، ولا يريد الزوج أن يطلقها حفاظا على بيته وأولاده، والعمل بمنطلق أن أبغض الحلال عند الله الطلاق فمن الممكن أن يتزوج مرة أخرى دون أن يطلقها شريطة ألا يكون غرضه من ذلك هو أن تظل الزوجة الأولى مقيدة فلا تتمكن من الزواج من جديد.
في حالة سفر الزوج
إذا كان الزوج يعمل في دولة أخرى في غير موطنة الأصلي ويضطر إلى السفر لتلك الدولة عدة أشهر متواصلة خلال العام فيمكن في هذه الحالة تعدد الزوجات حتى تراعيه الزوجة الأخرى في تحضير الطعام والملبس والمشرب وغير ذلك وفي هذه الحالة يكون الزواج الثاني أيضا حماية له من الوقوع في المعاصي.
أسباب عدم السماح للمرأة بتعدد الأزواج
ليس هناك أي ديانة سماوية تسمح للمرأة بتعدد الأزواج لسببين وهما:
لمنع مشكلة اختلاط الأنساب
إذا تزوجت المرأة بأكثر من رجل، وأنجبت طفلا فسيكون من الصعب عليها أن تتعرف على الأب الحقيقي للطفل، وذلك يعرضها للوقوع في مشاكل لا حد لها وتكون هناك صعوبة في إثبات نسب الطفل لأيا من أزواجها، ويظل الطفل بلا هوية، وأيضا في هذا ظلم كبير للطفل في ألا يتعرف على أباه الحقيقي.
حماية لها من الإصابة بالأمراض
حرم الإسلام على المرأة تعدد الأزواج، ووضع شرط التقيد بأشهر العدة بعد طلاقها أو وفاه الزوج لكي تتزوج مرة أخرى حتى يتطهر الرحم من مني الزوج ولكن إذا تزوجت المرأة أكثر من رجل في آن واحد فسوف تتعرض للإصابة بأمراض بالغة مثل الإيدز وهو أحد الأمراض المناعية الخطيرة التي تؤدي إلى الوفاة ونستنج من ذلك أن إباحة تعدد الزوجات وحرمانية تعدد الأزواج فيه مصلحة كبيرة للطرفين.