يعتبر الفشار من أكثر المسليات المنتشرة في المجتمعات عالميًا، وخصوصًا في مجتمعاتنا العربية، فالفشار موجود بالجلسات العائلية عند مشاهدة الأفلام وفي الحفلات ومناسبات الاحتفال المختلفة، وهو وجبة سريعة مناسبة لكل مكان في المدرسة أو على شاطئ البحر أو في أي مكان، ويتناول البعض الفشار بصورة يومية وذلك لفوائد الفشار المتعددة على صحة الإنسان وأهميته الكبيرة على جسمه، وينصح الأطباء بتناوله عند محاولة إنقاص الوزن الزائد، إذ يساعد على زيادة شعور الإنسان بالشبع وتقليل وجبات الطعام اليومية، فنسبة الدهون بالفشار قليلة جدًا، وكذلك فهو مفيد جدًا لمرضى الضغط والسكري، وتختلف طرق تحضير الفشار، حيث يمكن تحضيره بدون زيت أو في الميكرويف، وكذلك بعدة نكهات مختلفة، ومع كل هذا فإن ما يثير تفكير بعض الناس هو كيف تتحول حبة الذرة إلى فشار عند تعريضه للحرارة؟ وفي هذا الموضوع نوضح السر وراء هذا السؤال وبعض فوائد الفشار المختلفة والقيمة الغذائية الموجودة به.
كيف يتحول الذرة إلى فشار عن طريق الحرارة؟
يتناول العديد من الناس كميات كبيرة من الفشار يوميًا حول العالم، لكن لا يعرف معظمهم كيف يتحول الذرة إلى فشار عن طريق الحرارة؟
دور الماء الموجود بنواة حبة الذرة
تحتوي حبات ذرة الفشار على ماء وزيت مع النشا، ويحيط بحبة الشفار غطاء خارجي قوي وصلب، وعند تسخين حبة الفشار يحاول الماء داخل النواة التوسع والتحول إلى بخار، ولكنه لا يستطيع الهروب من القشرة الخارجية للبذور (بدن الفشار)
دور الزيت والنشا في حصول الفشار على شكله المعروف
عند تسخين الزيت وبمساعدة البخار الساخن يتحول النشا إلى مادة هلامية داخل نواة بذرة الفشار، مما يساعد في جعله أكثر ليونة وأكثر مرونة، وعندما يصل الفشار إلى درجة حرارة 180 درجة مئوية (365 فهرنهايت)، يكون الضغط داخل النواة حوالي 135 رطل لكل بوصة مربعة (930 كيلو بسكال)، وهو مقدار الضغط الكافي لتمزق باطن حبة الفشار، وهذه هي اللحظة التي تتحول فيها النواة إلى الداخل، ويتم تحرير الضغط داخل النواة بسرعة كبيرة جدًا، ويتوسع البروتين والنشا الموجود داخل نواة الفشار على شكل رغوة، والتي تبرد وتخرج في الشكل المعتاد لحبات الفشار، ويقدر حجم حبة الفشار تقريبًا حوالي 20 إلى 50 مرة أكبر من حبة ذرة الفشار.
درجات الحرارة المناسبة
إذا تم تسخين الفشار ببطء، فإنه لن يطفو على السطح لأن البخار سيتسرب من من طرف غطاء النواة، وإذا تم تسخين ذرة الفشار بسرعة أكبر من اللازم، فإنه سيتحول إلى شكل الفشار المعروف ولكن النواة ستصبح أكثر صلابة، وذلك لأن النشا لم يعطي الوقت الكافي كي يتحول إلى مادة جيلاتينية ويتشكل على شكل رغوة.
فوائد الفشار الأبيض
- الفشار هو أحد أشهر الوجبات السريعة عالميًا المحببة للإنسان، وتتعدد فوائد الفشار الأبيض على صحة الإنسان الجسدية والنفسية.
- الفشار الأبيض يحتوي على عدد من الألياف الغذائية والفيتامينات كفيتامين ي وفيتامين ب، وتقوم مجموعة هذه العناصر بتسهيل عملية حركة الأمعاء، وتنظيم عملية الهضم في الجسم، ويساعد الفشار أيضًا في إفراز العصارة الهضمية التي تفرز من خلال القناة الهضمية، والتي تقلل من مشاكل الإمساك.
- ينصح بالفشار لمرضى السكر، لأن الألياف الموجودة به تساعد على تحسين عمليات امتصاص السكر التي تجري في الجسم البشري، وبالتالي تنظم من مستويات السكر الموجودة في الدم، والذي بدوره يحفز إفراز الأنسولين، لذلك ينصح به الأطباء عند حدوث تقلبات ضارة في مستويات السكر في الدم عند المرضى.
- والألياف الموجودة في الفشار مهمة جدًا أيضًا للوقاية من أمراض القلب والنوبات القلبية المميتة وحالات تصلب الشرايين، إذ تقوم هذه الألياف بتقليل الكولسترول الموجودة على الأوعية الدموية وجدار الشرايين.
- ويتم الاستفادة من الفشار في الوقاية كذلك من أمراض شيخوخة كالزهايمر والذي عادة ما تزداد نسب الإصابة به عند التقدم في العمر.
- ويقوم عدد من الناس باستبدال رقائق البطاطس بالفشار، وذلك لأنه يحتوي على سعرات حرارية أقل، إذ يحتوي الطبق الواحد على ثلاثين سعرة حرارية، وهي تقريبًا خمس السعرات الحرارية الموجودة في طبق من رقائق البطاطس.
- ومن فوائد الفشار أيضًا ذكر احتوائه على مضادات أكسدة، وقد أظهرت نتائج بعض البحوث التي أجريت في الآونة الأخيرة أن الفشار يحتوي على مركبات البولفينوليك، وهو أحد أهم مضادات الأكسدة المعروفة، والذي يقوم بدوره بمحاربة الجذور الحارة، والوقاية من الإصابة بأمراض خطيرة للغاية كالسرطان.
- ومن فوائد مضادات الأكسدة أيضًا الموجودة بالفشار، إنها تقوم بمحاربة علامات التقدم في العمر مبكرًا، والتي تظهر على شكل تجاعيد وبقع داكنة، وأيضًا تساقط الشعر، وضعف ملحوظ في القوة الجسمانية.
- ويقوم الفشار بزيادة شعور الفرد بالشبع، مما يساعده على تقليل عدد وجباته اليومية وذلك في حالة إذا أراد العمل على إنقاص وزنه بطريقة سليمة.
مقدار القيمة الغذائية الموجودة في الفشار
يحتوي الفشار على قيمة غذائية مفيدة جدًا لجسم الإنسان، حيث يحتوي مائة جرام من الفشار المعد بدون زيت على تقريبًا 400 سعرة حرارية فقط، ويقدر حجم الكربوهيدرات بحوالي 80 جرامًا، وكذلك يحتوي على نسبة ضئيلة من الدهون تقدر تقريبًا 5 جرامات، ونسبة الألياف الموجودة تساوي 15 جرامًا، وذلك بالإضافة إلى تقريبا 12 جرامًا من البروتين.
فوائد الفشار للرجيم
يتميز الفشار بأنه واحد من وجبات الطعام السريعة التي تحتوي على سعرات حرارية قليلة، إذ يحتوي الطبق الواحد من الفشار على 30 إلى 40 سعرة حرارية فقط، وقد أثبتت دراسات حديثة أن تناول الفشار يوميًا مرتين إلى أربع مرات يساعد في عملية إنقاص الوزن بشكل كبير، وقلة السعرات الحرارية الموجودة بالفشار تجعله واحد من أهم الوجبات السريعة المستخدمة في عمليات التخسيس والتخلص من الوزن الزائد، وتعد أهم فوائد الفشار في عمليات التخلص من الوزن الزائد أنه يتميز بقدرة فعالة على زيادة شعور الإنسان بالجوع لمدة أطول بعد الأكل، وهو الأمر الذي يمنع المخ من إرسال أوامر إلى الجسم لتخزين الدهون والشحوم، حيث يتم اللجوء لهذه الشحوم المختلفة والدهون عند الشعور بالجوع والحاجة للطعام، كما يحتوي الفشار على بروتين بنسب عالية، على عكس تمامًا نسبة الكربوهيدرات الموجودة به.
ويفضل أن يكون الفشار معد بالقليل من الملح أو الزيت للاستفادة منه عند التخسيس، أو حتى الاستغناء بشكل كامل عن الملح، لأن المحل يقوم بحبس السوائل داخل الجسم، وكذلك الدهون، فتتسع الخلايا الدهنية وتتراكم الدهون بالجسم.
كيف تحصل على أفضل قيمة غذائية للفشار؟
الفشار الأبيض مفيد جدًا للإنسان وخصوصًا كما ذكرنا في حالات التخسيس، وذلك لأنه يحتوي على سعرات حرارية قليلة، ولكن يوجد عدد من الأضرار المختلفة التي تسببها بعض الإضافات التي يتم زيادتها على مكونات الفشار أثناء التحضير كالزبدة وأحيانًا الملح الزائد عن الحد، حيث تساعد هذه المكونات في زيادة السعرات الحرارية بشكل كبير جدًا وخاصة عند إضافة الزبدة، ويجب الابتعاد عن إضافة النكهات الصناعية كذلك عند تحضير الفشار، حيث تعمل هذه النكهات على تقليل قيمة الفشار الغذائية، لذلك يُنصح بعدم شراء الفشار وإعداده منزليًا بطريقة سليمة وصحية، وتقليل استخدام الزيوت وعدم الإفراط في استخدام الملح، وكذلك عدم الاستعانة بالميكرويف عند تحضير الفشار، لأن الفشار المعد مسبقًا يحتوي على كميات زائدة من الأملاح والدهون.