مما لا شك فيه أن دولة كوريا الشمالية الموجودة في قارة أسيا تُعتبر دولة كبيرة من ضمن النمور الأسيوية الشهيرة، كما أنها قد أحرزت تقدمًا هائلًا في بعض المجالات جعلتها تُصنف ضمن دول العالم الأول، في حين أن دول أسيوية أخرى أقدم منها تُعتبر من دول العالم الثالث، كل ما مضى جميل ولكن هذا لا يمنع من التحدث عن الجنون الذي تمتلأ به تلك البلد بسبب زعيمها المثير للجدل كيم جونغ أون، والذي يُعتبر شابًا صغير بالكاد يتجاوز الثلاثين من عمره، وقد تولى رئاسة البلاد بعد قبل سنوات قليلة بعد توفي والده، لكن كل هذا لا يعنينا في شيء، ما يعنينا هو ما حدث بعد تولي ذلك الرئيس لحكم كوريا الشمالية، حيث أنه قد قادها إلى أمور جنونية كثيرة من ضمنها استخدام الأسلحة النووية وإجراء تجارب غير مقبولة عقلًا، مما جعل العالم كله يقلق منه، لكن السؤال الذي يُريد الجميع إجابته، لماذا لم يتخذ العالم حتى الآن أي إجراء قانوني تجاه كوريا الشمالية؟
كوريا الشمالية في سطور
في شمال أسيا، وتحديدًا في منتصف ذلك الشمال، تقع كوريا الشمالية، والحقيقة أن تلك البلد كانت في سابق عهدها امبراطورية تم استضعافها، ثم دولة صغيرة تم استضعافها كذلك، وذلك على يد جارتها اليابان، تلك الدولة التي قامت باحتلال كوريا الشمالية أكثر من خمسة وثلاثين عام، وطبعًا جميعنا يعرف ما الذي حدث لينتهي احتلال اليابان لتلك البلد، فالأمر لم يأتي بيد كوريا، وإنما هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية أدت إلى تركها لكل البلاد التي كانت تحتلها، ومنها كوريا الشمالية والصين، عمومًا، في النصف الثاني من القرن العشرين، تغيرت كوريا الشمالية تمامًا.
التغير الذي طال كوريا الشمالية في الحقيقة طالها في كل شيء، بدايةً من الحزب الشيوعي وبناء أسس الديموقراطية مرورًا بالنشاط الاقتصادي والتجاري وكذلك أعداد السكان، ببساطة، في سنوات قليلة أصبحت كوريا شمالية تُصنف ضمن النمور الأسيوية، ولن نبالغ إذ نقول إنها قد أصبحت بمحاذاة تلك الدولة التي كانت تفرض سيطرتها عليها قبل سنوات قليلة، وهي دولة اليابان، لكن كل هذا التقدم بالتأكيد لا يمنع أن يكون ثمة مشكلة كبيرة مُتمثلة في كيم جونج أون.
الزعيم المجنون يصل للحكم
كانت كوريا الشمالية حتى بداية العقد الثاني من الألفية الثالثة تنعم بالاستقرار والأمان والهدوء، هذا قبل أن يتوفى زعيمها فجأة ويتحول الحكم إلى ولده المجنون كيم جونج أون، وبالرغم من أن كيم يمتلك شقيق أكبر منه من المفترض أنه الأجدر بالحكم إلا أن ذلك الولد قبل سنوات من وفاة والده قد تم القبض عليه في إندونيسيا بسبب بعض الأفعال المُخلة، ولذلك تم استبعاده من الحكم وأصبح كيم هو المرشح الأول والوحيد، ونحن هنا لسنا في مجال للتحدث عن الكيفية التي وصل بها إلى الحكم وهل كانت مُدبرة أم لا، ما يعنينا في النهاية أن اللعنة قد حلت على العالم وتولى كيم جونج أون حكم كوريا الشمالية، لتبدأ بعد ذلك سلسلة ممتدة من الجحيم على كوريا وكل من يعيش خارج حدودها، حيث الأفعال الجنونية الغير مبررة، والتي لا يُمكن أن تصدر سوى من شخص مجنون مثل كيم.
أفعال كيم جونغ المجنونة
لا نقول إن كوريا الشمالية دولة مجنونة، لكن يُمكننا القول ببساطة أن زعيمها الجديد كيم جونغ أون قد جعلها كذلك من خلال بعض الأفعال التي ارتكبها بحق دولته وباقي الدول الأخرى، ولكي نُقرب الأمور أكثر دعونا نتعرف على أبرز تلك الأفعال ولكم الحكم في كونها مجنونة أم لا، ولتكن البداية بسلسلة الإعدامات.
ارتكاب سلسلة الإعدامات
على مدار تاريخ كوريا الشمالية بأكمله لم تُرتكب سلسلة إعدامات مثل التي ارتكبها كيم جونغ أون في الفترة القصيرة التي تولى الحكم فيها، فحتى الآن أعدم كيم الكثير من الأشخاص ومنهم وزراء ومسئولين في الدولة وبلا أي أسباب واضحة، بل إن البعض يقول أن كيم المجنون قد أعدم شخصًا لمجرد أنه قد جلس بطريقة غير معتدلة أمامه ولم يُظهر له الاحترام اللازم، ثم بعد ذلك خرجت تبريرات بأن ذلك الشخص الذي تم إعدامه كان متورطًا في قضية خيانة عظمى، المُثير حقًا في الأمر، والذي يُمكن اعتباره أكثر جنونًا، أن تلك الإعدامات لا تأخذ وقت طويلًا حتى يتم تنفيذها، وإنما شهور وربما أسابيع قليلة، وهو أمر غير موجود في أي سياسة في العالم مهما بلغ افترائها وقسوتها، لكن كيم يقدم لنا المعجزات.
رفضه مساعدة شقيقه
من ضمن الأمور المجنونة التي قام بها كيم جونج أون ولا يعرف أحد تفسير لها حتى الآن أنه قد قام برفض التدخل في أي شيء يتعلق بقضية شقيقه الذي كان مسجونًا في إندونيسيا لأحد الجرائم المُخلة بالشرف، وبالرغم من سلطة كيم الكبرى إلا أنه قد رفض تمامًا القيام بهذا الأمر، الأغرب، أنه شقيقه عندما خرج من السجن قد تعرض لعملية اغتيال سريعة ولقي حتفه، وهذا ما يؤكد على استهدافه من البداية، كما أنه يؤكد أيضًا على أن من يقوم باستهدافه ليس بعيدًا عنه، فربما يكون كيم هو من يفعل ذلك، على الرغم من أنه قد تولى بالفعل رئاسة البلاد ولم يعد شقيقه يشكل أي تهديد حقيقي عليه!
علاقة مع مغنية
التقاليد في كوريا الشمالية تقاليد صارمة جدًا، وإذا كان الأمر يتعلق بحاكم البلاد فمن المؤكد أن الأمور سوف تسير بشكل أكثر صرامة، لكن العكس تمامًا هو ما يحدث في تلك البلد، فبكل بساطة اكتشف العالم أن كيم له ولدين بالرغم من أنه لم يُعلن زواجه من الأساس، وبعد ذلك تطوع الرجل وصرح بأنه متزوج منذ عام 2009، الأغرب في الموضوع أنه قد اكتشف أن كيف متزوج من مغنية، وهو أمر ترفضه التقاليد الكورية رفضًا تامًا، لكن كيم داس بقدميه على كل ذلك وأكمل في طريقه مستخدمًا أسلوب ترهيب الشعب ومنحه حتى من التفكير في مجرد الاعتراض، والواقع أنه لا يخجل من الظهور معها بملابس غير محتشمة، مما أدى إلى ظهور دراسة تقول أن نسبة الملابس الغير محتشمة قد زادت بنسبة كبيرة منذ أن قدم زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون زوجته إلى الرأي العام.
تهديد العالم بشكل جنوني
الأمر الآخر الذي يجعل من كيم جونج أون مصدر تهديد على العالم وكوريا الشمالية نفسها هو كونه يمثل في حد ذاته تهديد على ذلك العالم، ففي كل فترة من الفترات يخرج كيم فجأة ويُعلن أنه بصدد تجربة نووية جديدة، أو تجربة قنبلة جديدة، أو أي فعل جنوني آخر يؤدي فشله إلى قتل الملايين بل والمليارات، وطبعًا العالم كله يشعر بهذا التهديد خاصةً وأنه يصدر من شخص مجنون قد يرتكب بالفعل أمر جنوني يؤدي إلى اشتعال حرب عالمية ثالثة، عمومًا، وبالرغم من تهديد العالم وخوفه من ذلك الجنون إلا أنه يظل حتى الآن غير قادر على اتخاذ أي إجراء تجاه هذا التهديد!
لماذا لا يتخذ العالم أي إجراء؟
ذكرنا الآن بعض الكوارث التي يقوم بها زعيم كوريا الشمالية والتي تُنسب بالتأكيد إلى تلك الدولة بشكل عام، السؤال الهام الآن، ما هو السبب الذي قد يجعل العالم غير قادر على اتخاذ أي إجراء ضد كوريا؟ هل تعرفون لماذا ذلك الأمر؟ ببساطة لأن خطر كوريا وتهديدها للعالم هو مصدر قوتها وتفردها، وتحديدًا السلاح النووي.
استخدام السلاح النووي
ماذا إذا دخل شخص مجنون ما بيتك حاملًا لقنبلة وطلب منك إما فعل ما يأمرك به أو أنه سيفجر نفسه في البيت، بالتأكيد أنت ستفعل كل ما يأمرك به دون أي نقاش، وهذا في الحقيقة ليس خوفًا عليه، وإنما خوفًا على البيت، فعندما يُفجر ذلك المجنون القنبلة سوف يُحدث دمارًا كبيرًا، هذا الدمار أنت بالتأكد سوف تتضرر منه على الأقل بخسارة منزلك الجميل، ولهذا فأنت تطاوعه وتنصاع لرغباته، وهذا بالضبط ما يفعله زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون.
منذ أن تولى المجنون كيم جونج أون رئاسة كوريا الشمالية وهو يقوم بإجراء التهديدات النووية أو التجارب النووية كما يُطلق عليها، وطبعًا لا يحتاج الأمر إلى توضيح خطورة تلك القنابل وما الذي يُمكن أن تفعله بالعالم، يكفي أن نقول أن ذلك الرئيس المجنون قد قال ذات مرة على سبيل المزاح أنه بإمكانه تدمير الولايات المتحدة الأمريكية في ستين ثانية، ثم عاد وقلب المزاح إلى جد في بداية العام 2017 مع توتر العلاقات بين وبين الرئيس الأمريكي، ولكم أن تتخيلوا، لقد ذعرت أمريكا بأكملها من هذا التصريح لأن كيم فعلًا يُمكنه فعل ذلك.
جنون الزعيم الكوري
بعيدًا عن امتلاك كوريا الشمالية للسلاح النووي وتهديدها للعالم به فإن ثمة سبب آخر قد يُعيق تدخل العالم ويُبرر صمته وعجزه عما يفعله الزعيم، وهو أن شخص مجنون، يُمكن فعلًا أن يقوم بأي فعل في أي وقت، فلا تتخيلوا مثلًا أنه سيجلس ويتناقش ليعرف تبعات ما سيفعله وما التأثير الذي سوف يتركه على شعبه، لا، هو فقط يخطر في باله الأمر فيقرر أن يفعله في التو واللحظة، والشواهد على ذلك كثيرة في بلاده، وإن كانت بدرجة خطورة أصغر، لكنه في النهاية تقدم برهانًا واضحًا على أن كيم بإمكانه فعل ما هو أكبر، لذلك فإن تجنب العالم لذلك الشخص يظل الخيار الأفضل.
مكانة كوريا الشمالية
تحظى كوريا الشمالية بمكانة استراتيجية واقتصادية هائلة، فهي تمتلك جيش من أقوى جيوش العالم، كما أنها تمتلك كذلك قوة اقتصادية كبيرة، ولا تنسوا أننا قد ذكرنا من قبل أن كوريا الشمالية تُصنف ضمن النمور الأسيوية الكبرى، وهذا يعني أن أي تحرك ضده من العالم يجب أن يكون تحرك مدروس معروف جيدًا تبعاته وما الذي يُمكن أن يؤدي إليه، فكوريا ليست العراق أو فيتنام كي يذهب إليه قوى الاتحاد الدولي ويقومون بإخضاعها للسيطرة، العالم يعي ذلك جيدًا.
إيمان الشعب بالزعيم
الأمر الأخير الهام جدًا، والذي يعيه العالم ويجعله يتراجع عن فكرة الرد على كوريا الشمالية، أن الزعيم الكوري يحظى بكل الدعم من شعبه، وأي شيء سوف يقودهم إليه لن يعترضوا عليه، وهذه بالتأكيد قوة كبيرة تجعل الجميع يُفكر ألف مرة قبل معاداة كوريا الشمالية أو اتخاذ إجراء سلبي ضدها.