محمد صلاح واسمه بالكامل محمد صلاح حامد غالي طه هو لاعب كرة قدم مصري من مواليد 1992م، بدأ مسيرته الرياضية من خلال نادي المقاولون العرب في الدوري المصري، ثم اتجه فيما بعد إلى الاحتراف في عدد من الأندية الأوروبية وكانت البداية من خلال نادي بازل السويسري ونظراً لما حققه معه من نجاحات وإنجازات لفتت إليه الأنظار انتقل إلى نادي تشيلسي الإنجليزي ومنه إلى فيورنتينا الإيطالي ثم روما الإيطالي وأخيراً انتقل إلى نادي ليفربول الذي يعد أحد أشهر وأبرز الأندية الإنجليزية، يعد محمد صلاح في الوقت الحالي أحد أشهر لاعبي كرة القدم العرب والأفارقة، كما أنه يعتبر اللاعب المصري الأكثر شعبية.. ترى لماذا ؟ وما سر تلك الشعبية الطاغية التي يحظى بها اللاعب في الشارع المصري؟
لماذا محمد صلاح هو الأكثر شعبية ؟
ساهمت عوامل عديدة في صناعة الشعبية الهائلة التي يحظى بها اللاعب المصري محمد صلاح بعضها يتعلق بإنجازاته الرياضية في عالم كرة القدم وبعضها لا تربطه صلة مباشرة بتلك الرياضة، وبشكل عام يمكن إيجاز العوامل التي أكسبت صلاح تلك المكانة الرفيعة التي يتمتع بها فيما يلي:
التأهل إلى بطولة كأس العالم :
تضاعفت شعبية اللاعب المصري محمد صلاح بصورة أكبر خلال الفترة القليلة الماضية للدرجة التي يمكن معها القول بأنه أصبح اللاعب المعاصر الأكثر شعبية على الإطلاق في مصر، كما صار كذلك يتمتع بجماهيرية كبيرة بين محبي كرة القدم في مختلف الدول العربية الأخرى، والسر في ذلك يكمن في كونه أحد الأسباب المباشرة والرئيسية التي قادت مصر إلى المشاركة في بطولة كأس العالم 2018 المقرر إقامتها في روسيا.
نجح محمد صلاح في إحراز وصناعة عدد كبير من الأهداف الحاسمة والتي كانت السبب الرئيسي في تصدر المنتخب المصري قائمة مجموعته خلال التصفيات المؤهلة لكأس العالم، ثم اختتم تلك المرحلة بتسجيل هدفين -أحدهما من ركلة جزاء- في المباراة الحاسمة التي جمعت بين منتخب مصر ومنتخب الكونغو والتي كان يحتاج المصريون الفوز بها لضمان التأهل بشكل قاطع، ومن ثم أصبح صلاح بطلاً قومياً في نظر أبناء الشعب المصري.
واجهة رياضية مشرفة للكرة المصرية والعربية :
يعد محمد صلاح في نظر النسبة الأكبر من النقاد الرياضيين وجماهير كرة القدم واجهة رياضية مشرفة للكرة المصرية والعربية، حيث أنه يعد واحداً من أنجح اللاعبين العرب المحترفين بالخارج، رغم أن سبقه في الاحتراف عدد كبير من اللاعبين المصريين مثل حازم إمام و أحمد حسام ميدو وهاني رمزي وغيرهم، إلا أن أي منهم لم يحقق التأثير الذي حققه محمد صلاح خلال مسيرته الاحترافية.
كان محمد صلاح -منذ احترافه الأول في الدوري السويسري- عنصراً رئيسياً في تشكيل فرق كرة القدم التي لعب لصالحها، وهو أمر قلما تكرر من اللاعبين العرب حيث كان أغلبهم يجلس لفترات طويلة على مقاعد الاحتياط، بالإضافة إلى ذلك كان لصلاح تأثير كبير ومباشر على نتائج تلك الفرق وكان سبباً مباشراً في حسم عدد كبير من المباريات لصالحها، حتى أنه أصبح معشوقاً لمشجعي كرة القدم في الدوريات الأوروبية، ولعل اللاعب المصري والعربي الوحيد الذي اقترب من الإنجاز الذي حققه صلاح هو زميله في المنتخب المصري محمد النني لاعب نادي الأرسنال الإنجليزي.
اللاعب الإفريقي الأعلى سعراً في التاريخ :
تعد مبالغ صفقات انتقال اللاعبين بين الأندية المختلفة أحد المعايير الهامة التي تقاس بها مكانتهم وقدراتهم في عالم كرة القدم، ومن بين العوامل التي ميزت محمد صلاح عن أي لاعب مصري أو عربي سبق له الاحتراف في الدول الأوروبية أنه اللاعب العربي صاحب الصفقة الأعلى سعراً في تاريخ كرة القدم.
انتقل اللاعب محمد صلاح خلال الموسم الحالي من نادي روما الإيطالي إلى نادي ليفربول الإنجليزي، وقد بلغت صفقة انتقال اللاعب 42 مليون يورو ليكون بذلك اللاعب العربي والإفريقي الأعلى سعراً في تاريخ تلك الرياضة الأكثر شعبية في العالم، كما أنه يعد في ذات الوقت صاحب الصفقة الأكبر في تاريخ نادي ليفربول العريق.
إنجازات محمد صلاح الفردية :
حقق محمد صلاح العديد من البطولات وحمل العديد من الألقاب برفقة الأندية التي لعب لصالحها خلال مسيرته الكروية التي لا تزال حتى الآن في بداياتها، ولكن الإنجاز الحقيقي الذي حققه اللاعب الشهير خلال الفترة السابقة يتمثل في تمكنه -رغم صغر سنه- من تحقيق العديد من الألقاب الفردية في عالم كرة القدم مما يثبت بالدليل القاطع أنه ذو موهبة نادرة، ومن أبرز الألقاب والجوائز الفردية التي حصل عليها ما يلي:
- جائزة أفضل لاعب صاعد في قارة إفريقيا عام 2012
- جائزة أفضل لاعب في دوري السوبر السويسري عام 2013
- جائزة غلوب سوكر لأفضل لاعب عربي عام 2016
- جائزة أفضل لاعب في نادي روما الإيطالي عن مشاركته في موسم الدوري الإيطالي 2015-2016
يشار إلى أن محمد صلاح -بالإضافة لتلك الجوائز- قد تم ترشيحه -مع آخرين- في 2016 إلى جائزة أفضل لاعب في قارة إفريقيا إلا أنه لم يفز بها.
رمز للتواضع والاحترام :
يعتبر عدد كبير من المصريين وخاصة محبي ومشجعي رياضة كرة القدم اللاعب محمد صلاح رمزاً للتواضع والاحترام والرقي، والسر في ذلك يرجع إلى حرصه على قضاء معظم أيام الإجازات التي يحصل عليها في قرية نجريج مركز بسيون -مسقط رأسه- بمحافظة الغربية، كما أنه شديد التلاحم بأهله بلدته ويحرص على قضاء أوقاتاً طويلة برفقتهم.
تناقل مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي خلال الشهور القليلة الماضية مجموعة صور للاعب العالمي وهو يلعب كرة القدم وبعض الألعاب البسيطة برفقة أطفال قريته، وهو الأمر الذي لاقى استحسان وإشادة الملايين في مصر والوطن العربي بما في ذلك غير المهتمون بعالم كرة القدم، فما أظهره اللاعب من تواضع وكرم أخلاق كان كافياً للإعجاب به بغض النظر عما أظهره من مهارات وما حققه من إنجازات رياضية.
مساهماته الإنسانية :
يسير اللاعب المصري محمد صلاح على خطى الشخصيات الرياضية البارزة في المجتمعات المتحضرة مثل كريستيانو رونالدو وغيره، حيث يعي جيداً أن هناك مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتق المشاهير وأن هناك واجبات عليهم تأديتها تجاه مجتمعاتهم وبلدانهم، وقد شارك صلاح منذ أن سطع نجمه في دوريات كرة القدم الأوروبية في عدد كبير من حملات جمع التبرعات وفقاً لما تناقلته الأخبار.
لم يقف الأمر عند حد التبرع النقدي فحسب، بل أن محمد صلاح قد استغل ما يتمتع به من شعبية طاغية -خاصة بين الأطفال والشباب في مرحلة المراهقة– وشارك في عدد كبير من الحملات التوعوية ضد مخاطر التدخين وإدمان المخدرات وغير ذلك، في محاولة منه للتصدي إلى تلك الظواهر المدمرة التي انتشرت بالدول العربية خلال السنوات الأخيرة، وقد ساهم ذلك في زيادة شعبيته حيث أن نسبة كبيرة من اللاعبين المحترفين لا يلتفتون للوراء ولا ينظرون إلى البلدان التي جاءوا منها إلا بعد أن يخفت نجمهم ويتوارون عن عالم الأضواء إلا أن صلاح قد خرق تلك الظاهرة السلبية وساند وطنه ومجتمعه بأشكال عديدة وهو في قمة مجده.