تحول سرطان الثدي خلال السنوات الأخيرة إلى شبح يطارد النساء في مختلف أرجاء العالم، حيث رصدت الإحصائيات تزايداً ملحوظاً في معدلات الإصابة به، وهو ما دفع العلماء إلى تناول تلك الظاهرة بالفحص ليس فقط بهدف التوصل إلى علاج فعال، بل للتعرف أيضاً على العوامل المسببة للإصابة بهذا النوع من الأمراض السرطانية.. فترى لماذا تقع الإصابة بـ سرطان الثدي ؟ وما العوامل التي تساعد على ذلك؟
أسباب سرطان الثدي لدى النساء :
لم يكون العلماء صورة واضحة حول مسببات سرطان الثدي لدى النساء لكن النتائج الأولية للأبحاث التي أجريت في هذا الخصوص جاءت بمجموعة من الفرضيات، وحددت بعض العوامل التي تزيد من فرص التعرض لهذا المرض وفي مقدمتها الآتي:
الإدمان على التدخين :
رغم أن مسببات سرطان الثدي غير واضحة بنسبة 100% إلا أن العديد من الدراسات العلمية المجراة في هذا الخصوص أجمعت على أن إدمان التدخين يزيد من فرص وقوع الإصابة بهذا النوع من مرض السرطان بنسبة كبيرة، حيث حددتها بعض الدراسات بحوالي 35: 50% تقريباً، واشتملت القائمة على مختلف أساليب استهلاك التبغ مثل تدخين السجائر أو تدخين الشيشة وغيرهم.
أقرت الدراسات كذلك أن احتمالات وقوع الإصابة بمرض سرطان الثدي بفعل التدخين تختلف من امرأة لأخرى تبعاً لعِدة عوامل، مثل معدل استهلاك مادة التبغ يومياً، بالإضافة إلى توقيت بدء التدخين حيث رأت الدراسات أن كلما بدأت المرأة التدخين في عمر مبكر زاد ذلك من فرص تعرضها للإصابة بسرطان الثدي.
المشروبات الكحولية :
تأثير شرب الخمر والمشروبات الكحولية لا يقل خطراً عن تأثير التدخين، حيث صنفها الأطباء ضمن العوامل المسببة للإصابة بـ سرطان الثدي ، ورغم أن الأمر لا يزال محل دراسة ولم يتم التوصل إلى نتائج فاصلة بشأنه إلا أن النتائج الأولية للعديد من الدراسات رأت وجود علاقة بين معدلات استهلاك الكحول وبين وقوع الإصابة بالسرطان.
انخفاض معدلات النشاط البدني :
تعتبر ممارسة الرياضة بصورة دورية ومنتظمة من أبرز النصائح الصحية التي يوصي بها الأطباء وخبراء التربية البدنية، ليس فقط لما ينتج عنها من آثار إيجابية عديدة، بل لأن انخفاض معدلات القيام بالأنشطة البدنية لدى الأفراد تهدد أوضاعهم الصحية بالعديد من المخاطر الصحية الجسيمة ومن بينها وقوع الإصابة بالعديد من أنواع مرض السرطان ومن بينها سرطان الثدي لدى النساء.
وقد أكدت بعض الدراسات العلمية التي أجريت في هذا الصدد أن النسبة الأكبر من حالات الوفيات الناتجة عن هذا النوع من أنواع السرطان ترجع إلى جلوس المصابات لفترات طويلة وانخفاض معدلات النشاط البدني لديهن. وتلك النتيجة لا تقول أن ممارسة الرياضة بصورة منتظمة يمنع وقوع الإصابة بـ سرطان الثدي بصورة قاطعة، لكنها فقط تقلل من احتمالات حدوث ذلك كما أنها تعزز من فعالية العلاج المتبع مع الحالة.
العوامل الوراثية :
يرجح العلماء أن العوامل الوراثية تلعب دوراً محورياً في حدوث إصابة سرطان الثدي لدى النساء، حيث كشفت الدراسات الإحصائية أن 5: 10% من حالات سرطان الثدي كانت أمهاتهن يعانين من ذات المرض قبل بلوغ سن الخمسين عاماً، كما كشفت الدراسات أن بنات المصابات بهذا المرض أكثر عرضة للإصابة به بنسبة 1.7% تقريباً.
الأمر لا يقتصر على الأمهات فحسب بل أن من لديهن في تاريخ العائلة الطبي مريضات بذاك المرض ازدادت لديهن احتمالات التعرض له بنسبة 13% قبل بلوغ سن 80 عاماً.
أمراض الثدي والحالة الصحية العامة :
الحالة الصحية العامة أيضاً من العوامل المؤثرة والتي تزيد من احتمالات الإصابة بـ سرطان الثدي في مرحلة عمرية ما، حيث ربط العلماء بين وقوع الإصابة بهذا الداء وبين الأمراض الأخرى المتعلقة بالثدي مثل التهاب الثدي الكيسي، كما أشارت دراسات أخرى أن بعض الأمراض المزمنة مثل داء السكري تزيد من احتمالات نمو الأورام السرطانية في منطقة الثدي.