سعيد العويران هو اللاعب الأبرز في تاريخ كرة القدم السعودية، ورغم اعتزاله الملاعب في عام 2001م لا يزال اسمه يتردد بقوة على الساحة الرياضية، فترى لماذا ؟ وما العوامل التي ساهمت في صناعة الأسطورة الرياضية المسماه سعيد العويران ؟
أسطورة سعيد العويران الكروية :
جاءت الشعبية الطاغية التي يحظى بها سعيد العويران في السعودية والوطن العربي نتيجة تضافر العديد من العوامل والأسباب، من أبرزها الآتي:
قيادة المنتخب إلى كأس العالم :
من أسباب تالق اسم سعيد العويران في عالم كرة القدم واعتباره لاعب كرة القدم السعودي الأبرز على الإطلاق، إنه كان سبباً مباشراً في وصول منتخب المملكة السعودية إلى بطولة كأس العالم لعام 1994م.
حيث لعب سعيد العويران دور المنقذ بإحرازه العديد من الأهداف التي حسمت أغلب مباريات التصفيات لصالح المنتخب السعودي لكرة القدم ووضعته في المقدمة، كما ساهم في صناعة العديد من الأهداف التي أحرزها لاعبون آخرون، وقد بلغ عدد الأهداف التي أحرزها العويران وحده خلال تلك المرحلة 18 هدفاً، وكانت هذه المرة الأولى التي يتأهل فيها المنتخب السعودي إلى بطولة كأس العالم مما جعل العويران بطلاً قومياً في نظر جماهير كرة القدم السعودية.
تكرر الأمر مرة أخرى في بطولة كأس العالم التالية التي أقميت في فرنسا عام 1998م، وبناء عليه تضاعفت شعبية سعيد العويران في السعودية والوطن العربي.
سفير الرياضة السعودية في العالم :
يعتبر سعيد العويران لاعب كرة القدم السعودي الأشهر في العالم، وقد بدأت رحلة العويران مع العالمية من خلال بطولة كأس العالم 94 حيث قدم أداءً رائعاً جذب إليه أنظار محبي الرياضة من مختلف دول العالم، فرغم مغادرة المنتخب السعودي للبطولة قبل بلوغ التصفيات النهائية، إلا أن مهارة العويران كانت واضحة جلية وموهبته داخل المستطيل الأخضر فرضت نفسها.
استطاع العويران من التلاعب بخطوط دفاع أقوى منتخبات العالم ومنها منتخب هولندا ومنتخب بلجيكا، كما اختاره الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ضمن قائمة أفضل 22 لاعب في تلك البطولة، وتم اختيار هدف العويران في مرمى بلجيكا كسادس أفضل هدف في تاريخ بطولات كأس العالم، ليكون بذلك اللاعب العربي الوحيد المسجل في تلك القائمة إلى جانب كبار لاعبي العالم مثل دييجو مارادونا وبيليه البرازيلي.
الإنجازات الفردية :
قيمة النادي تحدد تبعاً لكم البطولات التي حصدها ومكانة اللاعب تقاس تبعاً لعدد الإنجازات الفردية التي أحرزها، وقد حقق سعيد العويران خلال مسيرته الرياضية العديد من الألقاب الفردية التي جعلت منه أسطورة كروية ومن أبرزها:
- لقب هداف العالم عام 1993م
- تم تصنيفه ضمن قائمة أفضل نجوم المونديال من قناة BBC
- لقب أفضل لاعب في قارة آسيا 1994م
- جاء بالمركز السادس كأفضل لاعب أسيوي في القرن العشرين ضمن تصنيف FIFA
- تم تصنيفه ضمن أفضل 22 لاعباً في بطولة كأس العالم 1994م من FIFA
سعيد العويران رمز الوفاء :
اكتسب سعيد العويران شعبية طاغية في المملكة السعودية وفي الدول العربية بشكل عام في أعقاب بطولة كأس العالم 1994م، حيث أنه ضرب العويران في ذلك الموسم أروع أمثلة الوفاء والانتماء.
تلقى سعيد العويران بعد ما قدمه من أداء رائع في بطولة كأس العالم العديد من عروض الاحتراف في الأندية العالمية إلا أنه قابل جميع العروض بالرفض، وتمسك بالاستمرار مع نادي الشباب السعودي الذي يعتبره بمثابة بيته الذي نشأ به، وبالفعل التزم العويران بوعده واستمر مع نادي الشباب إلى أن اختتم مسيرته الكروية.
العويران مثل أعلى :
يعتبر سعيد العويران واحد من النماذج العربية المشرفة التي تعد مثل أعلى لكل رياضي ناشئ، حيث أنه حطم الأسطورة القائلة بأن العالمية لا تتحقق إلا من خلال الاحتراف في الأندية الكبرى والمنافسة في دوريات كرة القدم العالمية مثل الدوري الإنجليزي أو الدوري الإسباني وما يماثلهما.
استطاع العويران الوصول إلى العالمية دون التمرد على محليته، وتمكن من إثبات نفسه من خلال مشاركاته مع المنتخب القومي في البطولات العالمية، الأمر الذي دفع البعض إلى تشبيهه باللاعب المصري محمد أبو تريكة الذي برز أسمه إقليمياً ودولياً من خلال بطولات كأس إفريقيا وكأس العالم للأندية دون الاحتراف في الدول الأجنبية.