ازدادت معدلات استهلاك هرمونات النمو والمنشطات خلال السنوات الأخيرة، حيث يُقبل على تعاطيها العديد من معتادي ممارسة الرياضة بهدف تسريع وتيرة تضخيم العضلات، حيث أن تلك الهرمونات المنشطة تعمل على تفتيت طبقة الدهون المتراكمة داخل الجسم ومن ثم تحويلها إلى نسيج عضلي، ويعتبر هرمون التستوستيرون هو أكثر هرمونات النمو شيوعاً في الدول العربية ويتم استهلاكه بمعدلات مرتفعة، إلا أن التقارير الصادرة عن المنظمات العالمية المعنية بالشأن الصحي قد حذرت من تعاطي تلك المواد لما تمثله من تهديد صارخ على الصحة العامة للإنسان.
مخاطر تناول هرمونات النمو
حذر الأطباء من تناول مجموعة المنشطات المعروفة بأسم هرمونات النمو لما قد تسببه من أضرار صحية جسيمة على المدى البعيد منها:
العجز الجنسي
كشفت الدراسات أن تعاطي الرياضيون لمجموعة هرمونات النمو قد يؤدي لتعرضهم إلى إحدى حالات العقم أو العجز الجنسي التام، وقد أرجع الخبراء ذلك إلى ما تُحدثه تلك المركبات من اضطرابات هرمونية في تكوين الجسم، قد تؤدي إلى انخفاض معدلات إنتاج هرمونات الذكورة، كما كشفت دراسات أخرى أن العناصر الداخلة في تركيب تلك المواد تزيد من فرص حدوث ضمور الخصيتين مما يؤثر على القدرة الإنجابية والجنسية.
الأمراض الجلدية
يُزيد تعاطي هرمونات النمو من احتمالات وقوع الإصابة بالعديد من الأمراض الجلدية، خاصة مجموعة الأمراض المتمثلة في ظهور بثور الوجه وحب الشباب، وتزداد فرص وقوع تلك الإصابة لدى الشباب خلال مرحلة المراهقة، كما كشفت الدراسات أن الأشخاص أصحاب القامة القصيرة أكثر عرضة لأمراض الجلد -الناتجة عن تعاطي الهرمونات- من أصحاب القامات الطويلة.
أمراض القلب
تعاطي هرمونات النمو بجرعات كبيرة أو لفترات طويلة يتسبب في ارتفاع ضغط الدم بالجسم، الأمر الذي يؤدي إلى احتمالية تضرر عضلة القلب على المدى البعيد، كما أكد الأطباء أن الأشخاص المعتادون على تعاطي تلك المركبات أكثر عرضة إلى الأزمات القلبية وأمراض الأوعية الدموية من غيرهم.
كذلك أثبتت الدراسات أن تناول عقاقير هرمونات النمو قبل ممارسة التمارين الرياضية مباشرة يؤدي إلى حدوث ارتفاع ضغط الدم المفاجئ مما قد يسبب الوفاة الفورية.
الاضطرابات النفسية
الحالة النفسية للإنسان تتحكم فيها مجموعة من الهرمونات التي تفرزها الدماغ بنسب محددة، وتعاطي هرمونات النمو يؤدي إلى اضطراب اضطراب تلك الهرمونات، ومن ثم يصاب الشخص بحالة من التقلب المزاجي والنفسي، كما رصدت الدراسات بعض الأشخاص أصيبوا بحالات الاكتئاب الحاد نتيجة الاضطراب الهرموني حتى أن بعضهم قد أقدم على محاولة الانتحار.
تضخم الغدد
يؤدي تعاطي عقاقير هرمونات النمو بشكل دوري ولفترات طويلة إلى حدوث تضخم في عدد من الغدد داخل الجسم مما يؤدي إلى الإخلال بالوظائف الحيوية التي تقوم بها، كما أن تلك المركبات قد تتسبب في تضخم البروساتا أو الثدي بصورة دائمة، ولذلك يعتبر الأطباء المنشطات وعقاقير النمو من العوامل التي تؤدي إلى حدوث التثدي لدى الرجال، وهي حالة تتمثل في ترهل منطقة الثدي بشكل ملحوظ بحيث يصبح أقرب إلى المظهر الأنثوي.
الصلع
من المفارقات أن تعاطي عقاقير هرمونات النمو يكون بهدف الحصول على مظهر لائق وجذاب، لكن الحقيقة المثبتة علمياً أن تلك العقاقير قد تؤدي إلى حدوث العكس، فقد ذكرنا أن تعاطي الهرمونات قد يؤدي إلى ترهل منطقة الصدر بشكل ملحوظ لدى الرجال، مما يؤثر بشكل سلبي على المظهر العام للجسم ويُفقده تناسقه، وبالإضافة إلى ذلك وجدت بعض الأبحاث الحديثة أن تلك الهرمونات تتسبب في تدمير بصيلات الشعر مما يؤدي إلى تساقطها ومنع نموها مرة أخرى وبالتالي حدوث الصلع المبكر.