مؤخراً بدأ عرض فيلم لوجان Logan من إخراج جيمس مالجود وبطولة هيو جاكمان، وقد كان ذلك الفيلم واحد من أفلام 2017 المرتقبة ومع بداية عرضه شهد إقبالاً كبيراً حول العالم وحقق نجاحاً جماهيرياً ونقدياً، ورغم أن الفيلم ينتمي لنوعية أفلام الخارقين التي اتجهت عاصمة السينما هوليود إلى إنتاجها بغزارة خلال السنوات السابقة، إلا أن فيلم لوجان احتوى على العديد من العناصر التي ضمنت له التفوق والتفرد، وقد كانت تلك العناصر أسباباً مباشرة لحالة الترقب الجماهيري التي سبقت عرضه وكذلك كانت سبباً في إشادة النقاد به بعد طرحه في دور العرض السينمائية أوائل 2017م.
عناصر تفوق فيلم لوجان Logan
كان فيلم لوجان هو الأكثر ترقباً بين مختلف أفلام الخارقين لعام 2017م، كما يعتبره بعض النقاد الأفضل ضمن سلسلة ولفرين وأفلام الرجال إكس وذلك لعِدة أسباب منها:
نهاية وولفرين
ظهرت شخصية وولفرين على شاشة السينما للمرة الأولى في عام 2000م من خلال فيلم X-men وتم تقديمها في فيلم منفرد لأول مرة في عام 2009م من خلال فيلم X-Men Origins: Wolverine، وقد برع هيو جاكمان في تجسيد تلك الشخصية حتى أصبحت -في تلك الفترة- شخصية البطل الخارق الأكثر شعبية من شخصات مارفل خاصة بعد فشل سلسلة The Amazing Spiderman.
تم الإعلان أن فيلم لوجان سيكون هو الأخير بالنسبة لتلك الشخصية، ورغم أن ذلك الخبر شكل صدمة لعشاق الشخصية إلا أنه ساهم في رفع حالة الترقب التي سبقت عرض الفيلم، وبدأ التساؤل حول الطريقة التي ستنتهي بها الشخصية المفضلة لدى الملايين، كما رأى البعض أن مخرج الفيلم وضع نفسه في تحدي قوي مع كريستوفر نولان الذي قدم واحدة من أفضل خواتيم شخصيات الكوميكس وهي نهاية شخصية باتمان في ثلاثية فارس الظلام.
القصة الأصلية
يستند فيلم لوجان Logan في الخط الرئيسي لأحداثه على أحد أعداد القصص المصورة الذي صدر بعنوان لوجان العجوز Old Logan، والذي يُعد أحد إصدارات مجلات الكوميكس الأكثر شهرة وشعبية بين محبي هذا اللون الفني، وقد أدى ذلك إلى رفع مستوى الترقب الذي أحاط بالفيلم قبل عرضه لسببين.
- السبب الأول: أن القصة الأصلية المستوحى منها فيلم لوجان كانت قوية وشهدت قدر كبير من التشويق والإثارة، الأمر الذي دفع الجماهير إلى الاعتقاد بأنهم سيشاهدون عملاً سينمائياً فريداً خاصة بعدما شهدته تقنيات صناعة السينما وتصميم الخدع البصرية من تطور خلال العقد الأخير.
- السبب الثاني: أن الفيلم لا يمكنه نقل أحداث الكوميكس الأصلي كما هو، السر في ذلك يرجع إلى أن الكوميكس تضمن ظهور شخصيات مثل هاوكاي (عين الصقر) وهالك (الرجل الأخضر) وكلا الشخصيتين ظهرا ضمن سلسلة عالم مارفل وحقوق استغلالهم لا تمكلها شركة فوكس المنتجة لـ فيلم لوجان وبالتالي كان من الضروري إجراء العديد من التعديلات على الأحداث الأصلية، وكان السؤال هنا هل سيستطيع كتاب السيناريو الحفاظ على جودة النص بعد حذف تلك الشخصيات المؤثرة؟ ولم يكن من الممكن معرفة الإجابة إلا من خلال مشاهدة العمل.
الجانب الإنساني لوولفرين
تم ابتكار شخصية وولفرين على صفحات الكتب المصورة في عام 1974م على يد الثنائي ليون واين وجون روميتا، ومنذ ذلك الحين تم تقديم الشخصية من خلال أعداد الكوميكس وحلقات الرسوم المتحركة وأخيراً سلسلة أفلام X-Men السينمائية، وفي أغلب الأحيان كان يتم تصوير وولفرين في صورة الوحش الغاضب دائماً الذي يفتك بالأعداء دون رحمة.
لكن صُناع فيلم لوجان قرروا منذ اللحظة الأولى الخروج على المألوف، وكان ذلك واضحاً من عنوان الفيلم الذي اختاروا أن يحمل اسم الأصلي للشخصية وليس الاسم المستعار (وولفرين) الذي يُعرف به كبطل خارق، كانت هذه رسالة واضحة من مخرج الفيلم ومؤلفيه بأن تركيزهم الأكبر سيكون على الجانب الإنساني من الشخصية وهو ما حدث بالفعل، أي أن من يشاهد فيلم لوجان سيشاهد شخصية وولفرين للمرة الأخيرة ولكنه أيضاً سيشاهدها بشكل جديد ومختلف عن كل ما سبق تقديمه.
التوازن بين الدراما والإثارة
رغم أن فيلم لوجان يركز بشكل كبير على الجانب الإنساني من شخصية وولفرين، ورغم نجاحه في إبراز صفات الشخصية ومشاعرها، إلا أن صُناع العمل لم ينسوا أن الفيلم في المقام الأول ينتمي إلى نوعية الإثارة والتشويق، وبناء على ذلك كان لابد أن يحتوي على قدر كبير من المشاهد القتالية.
فيلم لوجان هو الأكثر إنسانية بين مختلف أفلام وولفرين وفي ذات الوقت كان الفيلم الأكثر دموية، فقد استطاع صناع الفيلم من إحداث توازناً بديعاً بين الطبيعة الإنسانية والنزعة الوحشية لدى الشخصية، بل والأكثر من ذلك أن كل منهما ظهرت من خلال الأخرى، حيث أن الفيلم هذه المرة يقدم شخصية وولفرين في مرحلة متقدمة من العمر وقد بدأ يتخلص تدريجياً من قواه الخارقة ويستعيد طبيعته البشرية.
خيبة أمل الفيلم السابق
يأتي فيلم لوجان ليكون الفيلم العاشر ضمن سلسلة أفلام X-men التي تم تقديمها على مدار ثمانية عشر عاماً ابتداءً من عام 2000م، وقد حققت النسبة الغالبة من أفلام تلك السلسلة نجاحاً كبيراً في شباك التذاكر كما حظيت بالتقدير النقدي والجماهيري، إلا أن الإصدار التاسع الذي حمل عنوان X-Men: Apocalypse لم يكن على نفس درجة الجودة وجاءت ردود الأفعال حوله متباينة، حتى أن البعض اعتبره أسوأ الأفلام في تاريخ السلسلة.
المستوى المتدني نسبياً لفيلم إكس مين: أبوكليبس رفع سقف التحدي أمام صناع فيلم لوجان ،حيث كان مُطالباً منهم تجاوز العيوب التي احتواها الفيلم السابق، وتقديم عملاً سينمائياً أكثر من رائع يُعيد إلى سلسلة إكس من مكانتها الحقيقية، وكان ذلك أحد الأسباب التي رفعت حالة الترقب قبل عرض الفيلم خاصة بين عشاق السلسلة، كما كان أحد ذلك أحد أسباب الإشادة بالفيلم حيث رأى النقاد أن صناع العمل تمكنوا من تخطي عيوب الفيلم السابق وتقديم فيلماً يمكن وصفه بالأفضل على الإطلاق بين جميع الأجزاء.
الخط الزمني للأحداث
من أسباب وضع فيلم لوجان على قوائم مشاهدات النسبة الأكبر من جمهور ومحبي السينما، هو أن الفيلم يلعب دور مزدوج ضمن سلسلة أفلام X-men، حيث أن الفيلم يعتبر يعتبر نهاية سلسلة طويلة من الأحداث وبداية أخرى.
خلال أحداث فيلم X-Men: Days of future past تمكن وولفرين من الانتقال بالزمن إلى الماضي، مما أدى إلى حدوث انحرافات زمنية أثرت بعدة أشكال على مجريات الأمور في المستقبل، مما يعني أن أحداث فيلم لوجان غير متصلة بأحداث مجموعة الأفلام السابقة، حيث تم تكوين خط زمني جديد بعد حادثة الانتقال بالزمن والعالم الذي كانت تدور داخله أحداث الأجزاء السابقة لم يعد له وجود من الأساس.
تدور أحداث فيلم لوجان في المستقبل وتحديداً في عام 2029م وقد اتخذ صناع العمل من حادثة التلاعب بالزمن نواة أسسوا عليها التصاعد الدرامي لأحداث الفيلم، حيث أصبح فريق الرجال إكس مفككاً كما قلت معدلات إنجاب المتحولين من أصحاب القدرات الخارقة وأصبح كوكب الأرض على وشك الدمار بسبب الحروب، ومهمة وولفرين والبروفيسور إكس هذه المرة هي إعادة الأمور إلى نصابها وتصويب الأخطاء التي نتجت عن تلاعبهم بالزمن في الأجزاء السابقة.