تحظى الدورات التعليمية المتوفرة على شبكة الإنترنت بانتشار واسع بين الشباب في كافة أرجاء العالم، التصميم والجرافيك والفنون واللغات والتنمية البشرية وغيرها من المجالات، جميعها يمكن دراستها من خلال الدورات التعليمية عند بعد.. سر انجذاب الشباب لهذا النمط التعليمي يرجع للعديد من العوامل، أهمها عدم الالتزام بالحضور أو التقيد بمواعيد ثابتة، بجانب أن الدراسة عبر الإنترنت متاحة للجميع دون الحاجة إلى اجتياز اختبار قدرات أو تحقيق درجات معينة بالمرحلة الثانوية وخلافه، لكن على الرغم من كل هذا فإن الخبراء لا يعتدون بهذه الدورات كوسيلة تعليمية حقيقية!.
سلبيات الدورات التعليمية عبر الإنترنت :
الدورات التعليمية عبر الإنترنت على الرغم من شيوعها وانتشارها، إلا أن الخبراء في هذا المجال لا ينصحون بالاعتماد عليها كلياً، وذلك بسبب ما رصدوه من عوامل سلبية تتعلق بالدراسة بهذه الطريقة، ومن أهمها الآتي:
لا تناسب جميع الشخصيات :
أثبتت التجربة أن الدورات التعليمية عبر الإنترنت لا تعد حل مثالي بالنسبة للجميع، فالأمر في النهاية يرجع إلى طبيعة الشخص ومدى التزامه ومدى رغبته في التعليم.
فمن مميزات هذا النوع من الدورات إنه لا يُلزم الطالب بمواعيد حضور وانصراف أو إثبات وجوده بأي من الوسائل، وقد كشفت الدراسات الإحصائية أن عدد كبير من الشباب لم يستكملوا برامج التعليم عبر الإنترنت دون سبب محدد، هم فقط انشغلوا عن الدورات أو قاموا بمشاهدة المحاضرات على فترات متباعدة مما أثر على مستويات تحصيلهم العلمي، كما رصدت ذات الدراسات أن بعض الشباب في غمرة الحماس يقدمون على دراسة أكثر من دورة من الدورات التعليمية المتاحة في آن واحد، وهذا أدى إلى تشتت تركيزهم ومن ثم انصرافهم عن متابعة بعض أو كامل تلك الدورات.
غياب عنصر التفاعل :
يعد التفاعل المُباشر بين المُعلم والمتعلم من أهم أساليب التعليم، حيث أنه يسمح بالمناقشة والاستفسار عن الأجزاء المبهمة وإعادة توضيحها أو شرحها بصورة أبسط، ومن عيوب الدورات التعليمية عبر الإنترنت هو إنها لا تتيح هذه الإمكانية، حيث أن الدراسة تتم عادة من خلال مواد مقروءة أو مرئية يتم توفيرها على مواقع الإنترنت بصورة مسبقة.
بعض المؤسسات التعليمية المعتمدة لأنظمة التعليم تحاول الآن التغلب على هذه النقطة، فبدأت تنظم حلقات نقاش تجمع بين المتعلمين والمعلم عبر قناة اتصال مباشرة من خلال الإنترنت، إلا أن هذا الأسلوب يلغي الميزة الأهم المتوفرة بهذا البرنامج التعليمي وهي عدم التقيد بأوقات محددة، كما يكون من الصعب توافق المواعيد بسبب فروق التوقيت بين الدول المختلفة.
حاجز اللغة الأجنبية :
للآسف أغلب الدورات التعليمية المتقدمة أو الفعالة تكون صادرة من الغرب وبالتالي فمن الطبيعي أن تكون اللغة الإنجليزية هي لغة الوسائل التعليمية المقروءة والسمعية، ولهذا فإن طلاب الدول العربية يواجهون صعوبة في فهم واستيعاب المنهج بشكل صحيح.
في حالة كانت الدورة التعليمية تعتمد على النصوص المكتوبة، فإن ذلك يسمح بفرصة أكبر إلى ترجمة المحتوى والاطلاع عليه، إلا أن ذلك يتطلب بذل مجهود أكبر ويستغرق وقت أطول، ولا يمكن أن يعتد به كحل عملي بأي شكل من الأشكال.
السطحية وعدم التعمق :
مروجي الدورات التعليمية عبر الإنترنت يعتبرون قصر مدتها الزمنية أحد مميزاتها، وهي بالفعل كذلك فعدد الساعات التعليمية لهذا النوع من التعليم أقل بكثير من الكورسات التقليدية، لكن في المقابل يجب الانتباه إلى أن تقليص المدى الزمنية يؤثر بشكل سلبي على المحتوى العلمي الذي يتلقاه الطالب.
هذا لا يعني أن الدورات التعليمية عبر الإنترنت ليس مفيدة، إنما المقصود من أنها ليست كافية، فمن خلالها يمكن للطالب أن يتعلم الأساسيات أو تكوين صورة عامة عن مجال معين، لكنها في النهاية لن تغني عن تلقي دورات تعليمية موسعة أو متعمقة في المجال -أيا كان نوعه- إذا كان دراسه لديه رغبة في احترافه.
عدم الاعتراف بالشهادة :
يمكن القول بأن الدورات التعليمية عبر الإنترنت هي مصدر جيد للمعلومات، يمكن للطالب من خلاله أن يزيد خباراته ويطور مهاراته في أي مجال، لكن في النهاية لا يعتد بها كشهادة عليمة أو شهادة خبرة في أي تخصص، فهي غير معتمدة كشهادة علمية موثقة في أي جهة عمل، باستثناء بعض الدورات التي تنظمها المؤسسات التعليمية المرموقة حول العالم والتي تمنح الدارس شهادة علمية مهمورة بخاتمها بعد اختباره، وهذا النوع من الدورات يكون له رسوم تحددها المؤسسة التعليمية الراعية لها.