صراع عالم مارفل وعالم دي سي السينمائيين هو الحدث الأهم والأبرز على الساحة الفنية حالياً، وانتقل الصراع من شباك التذاكر إلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اشتدت حدة النقاشات بين جماهير الجانبين، وكل منهم يرى بأن أفلام الأبطال الخارقين المفضلين لديه هي الأفضل، لكن إن نظرنا إلى تقييمات الأفلام على الإنترنت وكذلك آراء النقاد سنجد أن أفلام عالم مارفل هي الأكثر نجاحاً وإرضاءً للمشاهدين، على الرغم من أن شركة دي سي تمتلك حقوق الملكية الفكرية لأشهر وأنجح شخصيات الأبطال الخارقين المستوحاة من القصص المصورة.. فلماذا نجحت مارفل؟ وكيف تحققت تلك المفارقة؟
لماذا عالم مارفل هو الأكثر نجاحاً؟
رغم أن شركة مارفل تمتلك حقوق استغلال لشخصيات الكوميكس الأقل شهرة وشعبية مقارنة بشركة دي سي كوميكس، إلا إن عالمها السينمائي -أي عالم مارفل – هو الأكثر نجاحاً على المستويين النقدي والجماهيري، ويرى النقاد إن تلك المفارقة تحققت للعديد من الأسباب أهمها الآتي:
الأسبقية والتمهيد :
أول العوامل التي جعلت عالم مارفل السينمائي هو الأفضل والأنجح مقارنة بعالم شركة دي سي المنافسة لها هو الأسبقية، فأول أفلام مارفل كان فيلم آيرون مان Iron man الصادر في 2008م، بينما أول أفلام عالم دي سي السينمائي فقد كان فيلم يدور حول شخصية سوبر مان بعنوان الرجل الحديدي Man of steel الصادر في 2013م.
أسبقية عالم مارفل السينمائي منحت القائمون عليه مزيد من الأريحية في التمهيد للأجزاء التالية، فجاءت الأحداث مترابطة وأكثر منطقية، فيكفي القول بأن شركة مارفل قامت بإنتاج خمسة أفلام خلال الفترة ما بين 2008م وحتى 2011م، قبل أن تقوم بجمع أبطالها الخارقين في فيلم واحد هو المنتقمون Avengers في عام 2012م، أما شركة دي سي فكانت راغبة في ملاحقة مارفل التي سبقتها بخمسة أفلام، فقامت بجمع بين أبطالها ابتداءً من ثاني الأفلام وهو باتمان ضد سوبر مان : فجر العدالة، وذلك التسرع جعل الأحداث تبدو مفككة وبها أجزاء مُبهمة أو غير واضحة بالقدر الكافي.
عدم إحراق كل الكروت :
ثاني العوامل التي ميزت عالم مارفل السينمائي وجعلته الأنجح، هو أن الشركة المنتجة كانت تعي إنها تعمل على مشروع طويل المدى؛ لهذا لم تقم بتقديم كل ما لديها دفعة واحدة، واحتفظت ببعض الكروت متمثلة في بعض شخصيات الكوميكس الشهيرة لتقوم بتقديمها في وقت لاحق، فعلى سبيل المثال شخصية الرجل العنكبوت -رغم شهرتها- لم تظهر في عالم مارفل السينمائي إلا بالفيلم الثالث عشر.
لكن الأمر لم يكن كذلك بالنسبة لعالم دي سي السينمائي، فقد قام صانعوه بإحراق الكروت الرابحة دفعة واحدة ابتداءً من الفيلم الثاني، حيث ضم الفيلم الشخصيات الثلاثة الأشهر في عالم دي سي وهم باتمان وسوبر مان ووندر وومن، ومن المنتظر أن تظهر شخصيتي فلاش وأكوا مان بالجزء القادم الذي يحمل عنوان فرقة العدالة Justice League، مما يدفعنا للتساؤل: ماذا تركت شركة دي سي لتقدمه مستقبلاً؟!..
عقدة نولان :
من أسباب انجذاب مشاهدي السينما إلى عالم مارفل هو إن شخصياته لم يسبق تقديمها على الشاشة في وقت قريب، وهذا سهل من عملية توحد المشاهد مع الشخصيات وتقبلها على ما هي عليه.
أما دي سي فكانت في موقف لا تحدث عليه، حيث تناول المخرج كريستوفر نولان شخصية باتمان من خلال ثلاثية فارس الظلام خلال الفترة ما بين 2005م: 2012م، وقد حققت تلك السلسلة نجاحاً مدوياً فكان من المنطقي أن يقارن الجمهور بين سلسلة نولان وبين السلسلة الجديدة، ومن آراء النقاد والجماهير يتضح أن كفة نولان هي الأرجح حتى الآن؛ فهناك شبه إجماع إن كريستيان بيل كان أفضل من بن أفلك في تجسيد باتمان، كما أن ما قدمه جاريد ليتو في شخصية الجوكر لا يرتقي للمقارنة مع تجسيد هيث ليدجر لنفس الشخصية.
البهجة مقابل السوداوية :
على الرغم من أن أفلام عالم مارفل تدور حول الصراع الدائم بين قوى الخير والشر، إلا أن عنصر الكوميديا كان قاسماً مشتركاً بين جميع الأفلام، باستثناء أفلام شخصية كابتن أمريكا التي انخفض بها الحس الكوميدي لكنه لم ينعدم.
أما أفلام دي سي فقد اتسمت الأجزاء الثلاثة الأولى منها بالسوداوية، ربما هذا لأن قوة شخصيات دي سي نتجت في الأساس عن تعرضهم لمآساة في الماضي، مثل باتمان الذي فقد أبويه أو سوبر مان الذي تم تدمير كوكبه، لكن في النهاية كان هناك مبالغة في تقديم ذلك على الشاشة. وعد المخرج زاك سنايدر بتفادي ذلك الخطأ في الأجزاء التالية من السلسلة، وبعض الصحفيين ممن حضروا تصوير فيلم فرقة العدالة أكدوا ذلك، حتى أنهم وصفوا الفيلم بأنه أقرب إلى طبيعة أفلام عالم مارفل رغم أن أبطاله ينتمون لعالم دي سي.