طبقة التروبوسفير هي طبقة الغلاف الجوي الأولى من جهة الأرض أي إنها الأقرب إليها، وتلك الطبقة -مثلها كمثل باقي طبقات الغلاف الجوي- تتكون من العديد من الغازات والمركبات الكيميائية، ويختلف تركيب كل طبقة من هذه الطبقات عن الأخرى ليمنح كل منهما خصائصها التي تميزها عن سواها. وتمتاز طبقة التروبوسفير العديد من الخصائص التي شكلت أهميتها وجعلت منها سبباً رئيسياً لاستمرار الحياة على سطح الأرض.
أهمية طبقة التروبوسفير :
طبقة التروبوسفير ذات أهمية بالغة بالنسبة للكائنات الحية، وذلك لما لها من تأثير وما تمتاز به من خصائص أبرزها الآتي:
حدوث التلقلبات الجوية :
حدوث التقلبات الجوية مثل هبوب الرياح أو هطول الأمطار وغيرها من الظواهر من الأمور الضرورية لاستمرار الحياة على سطح كوكب الأرض، ومن هنا تأتي أهمية طبقة التروبوسفير باعتبارها طبقة الغلاف الجوي التي تجرى بها هذه التقلبات، التي لها تأثير مباشر على حياة الإنسان ومختلف الكائنات الحية، بجانب إنها تؤثر بالعديد من المجالات الحيوية على رأسها مجال الزراعة.
تنظيم درجة الحرارة :
أيضاً من العوامل التي تشكلت منها أهمية طبقة التروبوسفير حيث أنها تحتوي على النسبة الأكبر من جزيئات بخار الماء المتواجدة في طبقات الغلاف الجوي، مما يعني إنها صاحبة الدور الأبرز والأكثر تأثيراً في تنظيم درجات الحرارة على سطح كوكب الأرض، وجعلها دائماً في النطاق الآمن بالنسبة للكائنات الحية، فمن المعلوم إن بخار الماء يعمل على امتصاص نسبة كبيرة من الإشعاع الأرضي فيساعد بذلك على الحفاظ على معدلات درجات الحرارة، أو ما يعرف علمياً بمسمى تنظيم عملية الفقدان الحراري من الأرض، بجانب إنه له تأثير في الحرارة المحسوسة أو Sensible Temp والتي يُقصد بها الحرارة التي يستشعرها الجسم البشري.
تحتوي على الغازات الهامة :
كل طبقة من طبقات الغلاف الجوي لها من الخصائص ما يميزها ويُكسبها أهميتها، ولكننا لن نبالغ إن قلنا بإن طبقة التروبوسفير هي سر استمرار الحياة على سطح الأرض، دليل ذلك هو إنها -من بين جميع الطبقات الأخرى- تحتوي على النسبة الأكبر من الغازات الهامة اللازمة لحياة الإنسان والكائنات الحية المختلفة، وعلى رأسها بالتأكيد غاز الأكسجين وكذلك غاز النيتروجين.
الوقاية من الأشعة الضارة :
قد تكون حماية الأرض من أشعة الشمس الضارة ليست ميزة تنفرد بها طبقة التروبوسفير دون غيرها من طبقات الغلاف الجوي الأخرى، لكن لا يمكن أن نغفل دورها كمعزز لدور الطبقات الأخرى في حماية الأرض. حيث تعمل هذه الطبقات معاً على منع الأشعة الضارة وخاصة الأشعة فوق البنفسجية من النفاذ إلى الأرض، والتي ثبت علمياً تأثيرها السلبي على حياة البشر وإنها من مسببات مرض السرطان وخاصة سرطان الجلد. بجانب هذا فإن طبقة التروبوسفير تلعب دور مماثل في حماية الأرض من سقوط النيازك والشهب المشتعلة إليها من الفضاء الخارجي.
انتشار ضوء الشمس :
طبقة التروبوسفير هي طبقة الغلاف الجوي الأقرب إلى سطح كوكب الأرض، وتركيب هذه الطبقة يمكنها من التحكم في الضوء المنبعث من الشمس، إذ ثبتت الدراسات العلمية إن التروبوسفير تمنع تركز أشعة الشمس على بقعة واحدة من الأرض، فهي تقوم بتشتيت أشعة الشمس مما يمنع تسليطها بشكل مُركز على منطقة محدودة، وبالتالي تساعد على نشر ضياء الشمس على مساحات شاسعة، كما أكد العلماء إن إذا حدث عكس ذلك وتركزت أشعة الشمس على نطاق محدود من الأرض لتسببت في تدميره، وجدير بالذكر إن في ظل سباق التسليح الذي يشهده العالم حالياً بعد تعدد أسباب الحروب وانتشارها، يحاول بعض العلماء إلى تطوير سلاح يعمل على تركيز ضوء الشمس على جزء موقع معياً بهدف تدميره، وهذا خير دليل على إن طبقة التروبوسفير تعمل كحائط صد يحجب عنا ذلك الدمار، ولولاها لتحولت الأرض إلى كتلة مشتعلة.