سكري الأطفال انتشر بصورة مفزعة في الآونة الأخيرة، ورغم إن داء السكري يندرج تحت تصنيف الأمراض المزمنة، أي التي تدوم الإصابة بها طيلة العمر كون العلم لم يتمكن من إيجاد علاج فعال لها، ولكن الخبر السار هو إن سكري الأطفال والسكري بصفة عامة لا ينتج دائماً عن عوامل وراثية، بل إن هناك العديد من السلوكيات والعادات تؤدي للإصابة به، مما يعني إن الوقاية من الأمور الممكنة، وتحقيق ذلك لا يتطلب إلا العلم بالعوامل التي تزيد من احتمالات وقوع الإصابة بالسكري ومن ثم العمل على تفاديها.
سكري الأطفال ومسبباته :
حدد الأطباء مجموعة العوامل التي تزيد من احتمالات الإصابة بداء سكري الأطفال ،ورأوا إن تفاديها هو خير وسيلة للوقاية منه، وتلك العوامل تتمثل في التالي :
اضطرابات النوم :
وفقاً لآخر الدراسات المتناولة لمرض سكري الأطفال ،فإن اضطرابات النوم أو نوبات الأرق قد تكون من الأسباب المسببة لإصابة السكري.. فقد اكتشف العلماء أن فوائد النوم بالغة التنوع والتعدد، ومن بين هذه الفوائد العديدة إن النوم المستقر والعميق يساعد على ضبط معدلات السكر في الدم، أما طول السهر أو النوم المتقطع والمضطرب فإنه يؤدي إلى إحداث خلل بهذه المعدلات، وذلك لأن قلة النوم تؤدي إلى شعور تنامي المشاعر السلبية مثل القلق والتوتر، والتي تتسبب في الحد من قدرة خلايا الجسم على امتصاص السكريات، وبالتالي تزداد نسبته في الدم مما يزيد من احتمالات التعرض للسكري.
السمنة :
تلاحظ في السنوات الأخيرة تفشي مرض السمنة بين أطفال المدارس، وذلك راجع لأسباب عديدة منها ما يتعلق بالعادات الغذائية الخاطئة، ومنها ما يتعلق بنمط الحياة العام، فالأطفال الآن بسبب التكنولوجيا صارت حركتهم قليلة، يقضون ساعاتهم جالسين أمام الإنترنت ويقضون أوقات فراغهم في ممارسة ألعاب الفيديو، ولكن الأطباء يحذرون من إن ذلك قد يكون له عواقب وخيمة، فالسمنة ما هي إلا بداية لسلسلة طويلة من المضاعفات الصحية الخطيرة، فهي تزيد من احتمالات الإصابة بداء سكري الأطفال ،كذلك تزداد معها احتمالات الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم وقد تؤثر على صحة عضلة القلب، ولهذا على الآباء مراقبة وزن الطفل والسعي إلى تحقيق الوزن المثالي، وإن تلاحظ إن الطفل مصاب بشكل من أشكال السمنة المفرطة، فلابد من اللجوء إلى خبير التغذية أو الطبيب المختص والاستماع إلى نصائحه.
النظام الغذائي :
النظام الغذائي هو العامل الأكثر تاثيراً في صحة الإنسان بشكل عام، وفيما يخص سكري الأطفال فإن النظام الغذائي سلاح ذو حدين، فإما يكون سبباً في الوقاية من ذلك الداء الخطير ومضاعفاته، وإما يكون سبباً مباشراً في وقوع الإصابة به، ووفقاً للتقارير الصادرة عن المؤسسات والهيئات العالمية المعنية بالصحة، فإن النسبة الأكبر من حالات سكري الأطفال حول العالم، ناتجة عن العادات الغذائية الخاطئة والمتمثلة في استهلاك الوجبات الجاهزة والسريعة بنسب مرتفعة، وكذلك إقبال الأطفال على الحلويات والسكريات والأطعمة مرتفعة السعرات الحرارية، ولذلك فإن الأطباء ينصحون بضرورة مراجعة النظر في النمط الغذائي للأطفال، وحثهم على الامتناع عن تناول الأطعمة مرتفعة السعرات، مع ضرورة إمدادهم بكم مناسب لعمرهم من الأطعمة الصحية الغنية بالعناصر الغذائية الهامة لصحتهم ولبناء أجسامهم، والأفضل بالتأكيد أن يجرى ذلك تحت إشراف خبير تغذية متخصص.
إهمال الرياضة :
يرى الأطباء إن إهمال ممارسة الرياضة من الجرائم التي يرتكبها الآباء في حق الأطفال، وذلك لأن أهمية ممارسة الرياضة لا تقتصر على الفوائد الصحية العظيمة التي تكتسب منها، إنما يتمثل كذلك في الفوائد الوقائية التي تنتج عنها، ومنها الوقاية من الأزمات القلبية وضغط الدم وهشاشة العظام وقد انضم إلى القائمة داء سكري الأطفال أيضاً، إذ أن الرياضة هي السبيل للوصول بالطفل إلى الوزن المثالي، ووقايته من ارتفاع الوزن وما قد يترتب عليه من مضاعفات صحية عديدة، علاوة على ذلك فقد كشفت الدراسات إن لممارسة الرياضة فوائد سلوكية أيضاً، إذ وجد العلماء أن الأطفال المنتظمين في ممارسة الرياضة انخفضت لديهم احتمالات الاتجاه ذات يوم إلى التدخين أو إدمان المخدرات.