البرازيلي روبرتو كارلوس هو أحد أبرع وأشهر اللاعبين في تاريخ كرة القدم، تميز على مدار مشواره الكروي المديد بتسديداه الصاروخية، التي سكنت النسبة الغالبة منها شباك الخصم وأنزلت به الخسائر، ولكن من بين جميع تسديدات روبرتو كارلوس هناك تسديدة كانت حديث العالم أجمع لفترة طويلة، وأثير الجدل حولها لسنوات، وقيل عنها بأنها ركلة تتحدى قوانين الفيزياء وتتمرد عليها.
ركلة روبرتو كارلوس .. الأعجب في تاريخ الكرة :
أثار تسديدة روبرتو كارلوس في نهائيات كأس العالم 98 جدلاً واسعاً وحيرت العلماء لفترة طويلة إلى أن وجدوا لها تفسيراً.. فما سر غرابتها؟ وما تفسيره العلمي؟
غرابة الهدف :
هدف النجم البرازيلي روبرتو كارلوس والذي يُعد أغرب الأهداف في عالم كرة القدم، خال من أية مراوغة أو مهارة في التحكم بالكرة، بل على العكس فقد قام بإحرازه من كرة ثابتة في المبارة الافتتاحية لبطولة كأس العالم 1998م أمام المنتخب الفرنسي.
غرابة الهدف الذي أحرزه روبرتو كارلوس يكمن في الطريقة التي التفت بها الكرة وصولاً إلى شباك المرمى، فقد انطلقت الكرة من وضع الثبات، ودارت في شكل ملتوي كأنها ترسم دائرة، حتى يُهيأ لمن يراقب حركتها إنها تتجه بعيداً تماماً عن المرمى، إلا إنها في منتصف الطريق غيرت اتجاهها وأكملت الالتواء حتى استقرت داخل المرمى، وقد تم هذا في لمح البصر حتى إن حارس المرمى فابيان بارتيز لم يتحرك خطوة واحدة باتجاه الكرة.
النظرية الأولى :
في صيف 1998م انشغل الناس بالحديث عن هدف روبرتو كارلوس أكثر من انشغالهم بمتابعة بطولة كأس العالم نفسها، خاصة وإن وسائل الإعلام في ذلك الوقت كانت تصوره باعتباره ظاهرة خارقة للطبيعة، وأشيع بأن الهدف بهذه الطريقة الغربية يكون قد خرق كافة فروض ونظريات وقواعد الفيزياء، والنظرية الأولى التي تناولت الهدف قالت إنه مجرد (ضربة حظ) يستحيل تكرارها مرة أخرى، وانتهى الأمر بالنسبة لجماهير كرة القدم عند هذا الحد، ولكنه شغل العلماء لسنوات عديدة، وعكفوا على تناول الهدف بالبحث للتوصل إلى تفسير علمي له لحركة الكرة بهذا الشكل.
الرصاصة البطيئة :
قام فريق بحثي تابع لمعهد بوليتكنيك الفرنسي بقيادة الدكتور كريستوفر كلانيه بدراسة حركة الكرة فيزيائياً، وذلك من خلال تصميم نسخة رقمية من هدف روبرتو كارلوس وحركة الكرة، ليروا كيف انحرفت عن مسارها بهذا الشكل الحاد، ويقول الباحثين إن السر في انحراف الكرة يرجع إلى دورانها بصورة لولبية، وشبه العلماء حركة انطلاق الكرة بحركة انطلاق الرصاصة من فوهة البندقية، أي إن معدل سرعتها كان في ازدياد مستمر، منذ لحظة انطلاقها من قدم كارلوس اليسرى وحتى سكنت شباك بارتيز، وهذه السرعة المتدرجة أحدثت انحاء في خط سير الكرة في الهواء، نتج عنه ذلك الدوران العجيب والانحراف الحاد في حركتها.
ركلة مضادة للجاذبية :
من الأمور التي حيرّت العلماء عند دراسة ركلة روبرتو كارلوس العجيبة، هو إن الانحاء الذي اتخذته الكرة في الهواء هو انحاء مثالي، وهذا أمر يخالف المنطق والقواعد العلمية الفيزيائية، فإن دوران الكرة بهذا الشكل المثالي لا يمكن أن يتم بهذا الشكل إلا إذا انعدم تأثير الجاذبية الأرضية، وبعد كثير من البحث وجد العلماء إن هذا قد حدث بالفعل، وأرجعوا السر في ذلك إلى قوة الركلة، التي قذفت الكرة في الهواء بسرعة رهيبة انعدم معها تأثير الجاذبية الأرضية عليها، كما إن الكرة كانت تدور حول نفسها بنفس السرعة تقريباً، وبإضافة عامل المسافة المقدرة بأكثر بحوالي 35 متراً، ويرى العلماء إن القوة والسرعة نتج عنهما حدوث ذلك الانحراف بالمسار وبُعد المسافة كان سبباً في ظهوره بذلك الوضوح.