بكاء الأطفال من الأمور الطبيعية والمُقللة في ذات الوقت، فالأمهات دوماً ما يساورهن الشك عند بكاء أطفالهن، خشية أن يكون مسببه ألماً أو مرض ما، ولكن الأطباء يؤكدون على أن بكاء الأطفال ليس بالضرورة أن يكون ناجم عن إصابة صحية، فالأطفال حديثي الولادة مثلاً متوسط بكائه ساعة : ثلاث ساعات يومياً، وذلك لأن البكاء هو الوسيلة التعبيرية الوحيدة التي يجيدها الصغير، ويحاول بواسطتها جذب اهتمام المحيطين به لتلبية احتياجاته.
أسباب بكاء الأطفال :
كما ذكرنا فإن بكاء الأطفال يتكرر كثيراً ويدوم لفترات طويلة نسبياً، كونه الأداة الوحيدة التي يمكنه من خلالها التعبير عن رغباته، وقد حدد الأطباء هذه الرغبات، أو ما يمكن أن نطلق عليه الأسباب الرئيسية لبكاء الطفل، وهي كالتالي :
الشعور بالجوع :
عادة ما يكون بكاء الأطفال إشارة إلى حاجتهم إلى الطعام، وينوه الأطباء إلى أن الطفل خلال الأيام الأولى يحتاج إلى رضعات كثيرة، وإن كان قد التقم ثدي أمه قبل فترة وجيزة وعاود البكاء، فإن ذلك لا يعني إن هناك مكروه قد أصابه، ولكنه الجوع وعلى الأم أن تقوم بإرضاعه إلى أن يكف عن البكاء، أما إن كان الطفل يُغذى بواسطة الألبان الصناعية فيقول الأطباء إن الرضعة الواحدة ستكفيه لمدة ساعتين تقريباً، أما إن كان يرضع طبيعياً فربما يحتاج رضعة مرة كل ساعة خاصة خلال الأسبوع الأول، وبصفة عامة فإن 90% من نوبات بكاء الطفل خلال الشهرين الأوائل يكون سببها الجوع.
الصحة النفسية :
كثير من الأمهات يهتمون بالصحة الجسمانية لأطفالهن حديثي الولادة، لكنهم لا يهتمون بالجانب النفسي، وذلك لافتقارهم لمعلومة إن الطفل منذ يومه الأول، يكون عرضة للاختلالات النفسية كما هو معرض للأمراض العضوية، فحالات الاكتئاب من الممكن أن تصيب الأطفال حتى خلال أسابيعهم الأولى، فأحياناً يكون بكاء الأطفال ما هو إلا وسيلة منه لجذب انتباه المحيطين به، فلا يكون جائعاً ولا بحاجة إلى تبديل الحفاضة أو غير ذلك، ففي كثير من الأحيان يكون الطفل في حاجة إلى الاحتضان والاحتواء لا أكثر، وبمجرد أن تحمله أمه وتهدهده قليلاً وتشعره بالدفء والحنو يهدأ ويكف عن البكاء، وعلى الأم أن تعي إن التواصل الجسدي من الأمور الهامة بالنسبة للطفل.
حساسية البشرة :
في بعض الأحيان يكون بكاء الأطفال بمثابة احتجاج منه ومطالبة بتغيير الحفاضة، فإذا استمر بكاء الطفل حتى بعد إرضاعه والتأكد من إشباعه، فإن الاحتمال التاني هو إن الحفاضة الخاصة به مبللة أو متسخة، وإن ذلك يحتك بجلده ويثير ضيقه، وفي بعض الأحيان تكون هذه إشارة إلى أن الجلد قابل للتهيج، وإن كانت بشرة طفلك من ذلك النوع فيجب العمل على تغيير حفاضته بصفة دورية، كي لا يتسبب البلل في تهيج الجلد وإصابته بدرجة من الالتهاب. أما إن كانت الحفاضة جافة فإن البكاء قد يكون ناتج عن ضيقها حول خصره، فعلى الأم في تلك الحالة إرخاء لصقها قليلاً حتى تكون مريحة بالنسبة للطفل.
الحرارة :
الأطفال شديدي الحساسية تجاه الحرارة، ومن ثم فإن من أسباب بكاء الأطفال تغير درجات الحرارة في محيطهم ارتفاعاً أو انحفاضاً، ولذلك على الأم انتقاء خامات ملابس الأطفال بما يتناسب مع حالة الطقس، كما يجب أن يتم استبدال ملابس الطفل بسرعة خاصة في أيام الشتاء، وبشكل عام يُفضل بقاء الطفل دائماً في محيط معتدل درجة الحرارة.
كل ما سبق ذكره لا يغني عن استشارة الطبيب المتابع للحالة الصحية للطفل، فـ بكاء الأطفال في بعض الأحيان يكون مؤشراً لتعرضه لإصابة أو عدوى ما، وفي تلك الحالات يستمر البكاء لفترات طويلة ولا يكون له ما يبرره، وعادة ما يكون مصحوباً بقىء أو اضطراب هضمي مثل الإمساك أو الإسهال.