رياضة الجولف من الألعاب القديمة نسبياً إذ يعود تاريخها لأكثر من خمسمائة عام، وكان الأسكتلانديون هم أول من مارسوها ثم انتقلت إلى أوروبا وأمريكا، وقد اقتصرت ممارسة رياضة الجولف في بادئ الأمر على ابناء الطبقات العليا والأثرياء، ولهذا أطلق عليها اسم رياضة النبلاء، وينظر البعض إلى تلك الرياضة على إنها مجرد لعبة ترفيهية لتمضية الوقت، إلا إن خبراء التربية البدنية كان لهم رأي مخالف لذلك تماماً.
فوائد ممارسة رياضة الجولف :
رياضة الجولف ليست فقط للتسلية والترفيه، هذا ما أكده الأطباء وخبراء التربية البدنية مراراً، وبرهنوا عليه بإظهارهم لفوائدها الصحية وآثارها الإيجابية، والتي من بينها ما يلي :
تنشيط العضلات :
تنشيط عضلات الجسم الهيكلية لا يتطلب بذل مجهود خارق، أو الاتجاه إلى ممارسة أحد أنواع الرياضة العنيفة والشاقة مثل كمال الأجسام أو الركض السريع، ودليل ذلك الفوائد الصحية العديدة التي تتحقق من ممارسة أنواع بسيطة من الألعاب الرياضية، مثل رياضة المشي أو قيادة الدراجات ومؤخراً أضيفت رياضة الجولف إلى القائمة، فتلك الرياضة رغم إنها في ظاهرها تبدو بسيطة، إلا إن خبراء التربية البدنية يؤكدون إن القيام بضرب كرة الجولف بالشكل الصحيح، يتطلب تحريك 69 عضلة مختلفة بالجسم في وقت واحد، ومن ثم فإن الانتظام في ممارسة هذه الرياضة ينشط العضلات ويجعلها أكثر مرونة.
حرق الدهون :
خفض الوزن والتخلص من الكرش والترهلات أيضاً من الآثار الإيجابية التي تترتب على ممارسة رياضة الجولف ،فخبراء التربية البدنية يؤكدون إن معدل حرق السعرات الحرارية خلال مباراة الجولف الواحدة قد يصل إلى 1000 سعرة حرارية، بينما قيادة الدراجة لمدة ساعة كاملة يحرق 400: 600 سعرة فقط، وذلك لأن مسار مباراة الجولف يتطلب من اللاعب السير لمسافات طويلة ليتتبع الكرة، كما إن تضاريس ملعب الجولف التي تكون في بعض الأحيان وعرة، أو تتشكل من مرتفعات ومنحنيات تمثل عائق أمام اللاعب، مما يزيد شدة مقاومة العضلات، ويدفعه لبذل مزيد من الجهد، وبالتالي يحرق كم أكبر من السعرات الحرارية.
الاسترخاء والسلام النفسي :
فوائد رياضة الجولف لا تقتصر على الصحة البدنية فقط، بل إنها تمتد لتشمل كذلك الصحة النفسية، ويرى الخبراء إن هذه الرياضة تضفي شعوراً بالراحة والاسترخاء على ممارسها، ولهذا فهي مناسبة تماماً للتخلص من المشاعر السلبية مثل القلق والتوتر، وكذا التخلص من ضغوط وإجهاد العمل، وذلك لأن الرياضة تمارس في الهواء الطلق والملعب نفسه يعد منظراً طبيعياً خلاباً، يبعث في النفس شعوراً بالارتياح، هذا بجانب إن قوانين اللعبة ذاتها لا تستلزم ممارستها بتوري وهدوء، وتجعل مبارياتها خالية من المشاحنات والحماس الزائد الجالب للتوتر.
حماية القلب :
رياضة الجولف تعمل على تنشيط عضلات الجسم بالكامل كما ذكرنا، وهذا يقود بالضرورة إلى تنشيط حركة دوران الدم في الجسم، مما يساهم في تقوية عضلة القلب ،وكذلك يخفض من معدلات الكوليسترول الضار في الجسم، ومن المعلوم إن الكوليسترول هو المسئول الأول والمباشر عن عدد كبير من أمراض القلب والشرايين، وقد أثبتت إحدى الدراسات المقارنة إن الشخص المنتظم في ممارسة رياضة الجولف ،هو أقل عرضة للإصابة بجلطة القلب أو ارتفاع ضغط الدم أو السكتات الدماغية أو الأزمات القلبية ،ولكن لذات الأسباب السابقة تحظر ممارسة الجولف على من يعانوا بالفعل من مشكلة صحية متعلقة بالقلب، وذلك لأن نشاط الدورة الدموية وزيادة معدل النبضات خلال اللعب قد يعرضهم لمضاعفات خطيرة، قد تصل لحد الإصابة بأزمة قلبية أو الوفاة.
تنمية القدرات العقلية :
تشير بعض الدراسات إلى أن رياضة الجولف تحسن من القدرات العقلية والإدراكية، وذلك لأن الفوز في المباراة لا يعتمد فقط على بذل المجهود البدني والعضلي، فعملية تصويب الكرة تحتاج إلى تركيز شديد، كما إن تتبع مسار المباراة يحتاج إلى إعمال الذهن، ويرى الأطباء إن كل هذا يؤدي إلى تنشيط العقل وبالتالي يُنمي قدراته، وقد لاحظ العلماء إن معتادي ممارسة الجولف من كبار السن، كانوا أقل عرضة لمظاهر الشيخوخة العقلية أو الخرف، مقارنة بالآخرين ممن لا يمارسون رياضة الجولف أو الرياضة بشكل عام.