غاز الفريون وما يُعرف علمياً باسم الكلوروفلوركوبون أو اختصاراً CFC، من المواد التي تدخل في تركيب العديد من الصناعات، وبصفة خاصة الأجهزة المخصصة للتبريد، مثل الثلاجات وأجهزة التكييف ومبردات السيارات وغيرها، ولكن في السنوات الأخيرة اتخذت بعض الحكومات قرارات للحد من استهلاك ذلك الغاز، بناء على توصيات العديد من الجهات المعنية بحماية البيئة، وذلك بعد تصنيفه كأحد المواد المهددة للحياة على الأرض.
مخاطر غاز الفريون :
دراسات العلماء أظهرت إن غاز الفريون من أخطر المواد المستخدمة في عملية الصناعة، وذلك لما ينتج عنه من آثار بالغة الضرر، منها:
اختراق التربوسفير :
خطورة غاز الفريون تكمن في تصاعده السريع إلى طبقات الغلاف الجوي العليا، بجانب تفاعله السريع من تركيبات هذه الطبقات، الأمر الذي يؤدي بالضرورة إلى إحداث خلل بتركيب هذه الطبقات، وقد توصل العلماء من خلال دراساتهم لهذا الغاز وما يميزه من خواص، إنه لديه القدرة على اختراق طبقة التربوسفير، والتي هي أقرب طبقات الغلاف الجوي إلى كوكب الأرض، ومن ثم يصل إلى الطبقة التي تعلوها والمسماه طبقة الستراتوسفير، وهي من الطبقات الهوائية بالغة الأهمية، وإن تعرضها لأي خلل يهدد استمرار الحياة على كوكب الأرض، وهو ما سنتطرق إليه من خلال النقطة التالية.
تآكل الأوزون :
كما سبق وذكرنا فإن غاز الفريون لديه القابلية للتصاعد إلى طبقة الستراتوسفير، ومن الأمور التي تجعل هذه الطبقة ذات أهمية بالغة، هو إنها تحتوي على طبقة الأوزون، وهذه الطبقة تلعب دور حيوي في حماية كوكب الأرض من الآثار الضارة لأشعة الشمس، إذ إنها هي المسئولة عن امتصاص أشعة الشمس فوق البنفسجية ومنع وصولها إلى سطح الأرض، ولكن وصول هذا الغاز -أي غاز الفريون – إلى تلك الطبقة، وبفعل درجة الحرارة المرتفعة يتحول إلى مركبي الفلور والكلور، وهذين المركبين يتفاعلان مع طبقة الأوزون فيحدثان تغييراً بتركيبها إذ يحولاها إلى غاز الأكسجين، وهو ما يؤدي إلى تآكل تلك الطبقة ويساهم في تفاقم الظاهرة الكارثة التي تعرف باسم ثقب الأوزون.
مدى خطورة الفريون ؟
غاز الفريون ليس هو المسئول الوحيد عن حدوث ثقب الأوزون، إنما نتج ذلك عن العديد من العوامل، ولكن في النهاية يبقى الفريون هو العامل الأشد خطورة والأكثر تهديداً لسلامة تلك الطبقة، فحين قام العلماء ببحث تأثير ذلك الغاز على تركيب الأوزون، وجدوا إنه يدمرها بالمعنى الحرفي للكلمة، وذلك لأن كل ذرة كلور واحدة ناتجة عن تفكك الفريون، كفيلة بتحويل قرابة عشرة آلاف جزئ من الأوزون إلى الأكسجين، مما يعني إن إن الفريون لديه القدرة على تدمير هذه الطبقة بشكل تام، ولهذا اتجهت العديد من الحكومات بالفعل لحظر استخدام ذلك الغاز ومشتقاته.
تدمير الأرض :
اعتبرت بعض الجهات المعنية بالحفاظ على البيئة والصحة، إن غاز الفريون من المواد المسببة للسرطان، على الرغم من إنه يحدث ذلك بشكل غير مباشر، فهو فقط يؤدي إلى تآكل طبقة الأوزون واتساع ثقبها، ومن ثم السماح بنفاذ أشعة الشمس الضارة وتحديداً الأشعة فوق البنفسجية إلى الأرض، وهنا تكمن الخطورة، إذ ثبت علمياً إن تلك الأشعة لها العديد من الآثار السلبية بالغة الخطورة، منها إنها تزيد من احتمالات الإصابة بمرض السرطان، وبصفة خاصة سرطان الجلد.
اضطراب المناخ :
ثبت علمياً إن تآكل الأوزون بفعل غاز الفريون والسماح بنفاذ أشعة الشمس فوق البنفسجية، يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة على سطح الأرض، مما يؤدي إلى حدوث ظاهرة الاحتباس الحراري، كما إنه يُحدث اضطراباً في المناخ العام لكوكب الأرض، مما يحدث عشوائية في تعاقب الفصول ومواعيد هطول الأمطار، كما يعرض الأرض لخطر إذابة كتل القطب الشمالي الثلجية، وكل ما ذكرناه هنا ما هو إلا مثال لما قد يأتي مترتباً على غزو أشعة الشمس الضارة للأرض.