مرحلة الطفولة من أخطر المراحل التي يمر بها الإنسان خلال حياته، وذهب بعض العلماء لوصفها بإنها (أخطر المراحل)، وعادة ما يثير سلوك الشاب خلال هذه المرحلة أي مرحلة المراهقة حفيظة الآباء، بجانب إن مشاعر الخوف تنتابهم عند بلوغ الابناء هذه المرحلة، ولكن علماء النفس يرون إن المرور بهذه المرحلة هو أمر طبيعي، ويمكن أن تمضي بسلام إذا ما تفهم الآباء لطبيعة مشاعر المراهق، ومن ثم يتمكنوا من التعامل معها بحكمة وتروي.
مرحلة المراهقة .. لماذا هي الأخطر ؟
خطورة مرحلة المراهقة وكافة سلبياتها تنتج عن عامل واحد رئيسي، وهو الاضطرابات النفسية التي تصيب الإنسان خلال هذه المرحلة من مراحل نموه، والتي يمكن إيجازها في النقاط تالية الذكر.
مرحلة بلا ملامح :
أول العوامل التي تجعل من مرحلة المراهقة مرحلة صعبة في حياة الإنسان، هو إنها مرحلة انتقالية مختلطة الملامح، فالإنسان خلالها لا يكون طفلاً بالكامل ولا شخص بالغ بالكامل، ولهذا فهو يكون دوماً مشتتاً بين بقايا مرحلة الطفولة العالقة بعقله ونفسه، والتي لم يتخلص منها بشكل كامل، وبين متطلبات مرحلة الرجولة أو الإنوثة والتي يكتسب خلالها شىء من النضوج، وعليه فإن ذلك التضارب بطبيعة الحال ينعكس على سلوك المراهق، الذي يكون في كثير من الأحيان متسم بالرعونة والتهور.
الصراعات الداخلية :
خلال مرحلة المراهقة يكون الإنسان عبارة عن كتلة من الصراعات الدائمة، فبخلاف تصارع رغبات الطفل وتطلعات الشاب التي سلف ذكرها، فهو لديه صراع آخر ما بين الرغبات الغرائزية الآخذة في النمو، وبين تقاليد المجتمع والقيم الدينية التي تربى عليها، وهذه المشكلة بطبيعة الحال أكثر شيوعاً في الدول العربية والمجتمعات الشرقية، كذلك المراهق يكون راغباً في تحمل المزيد من المسئوليات والالتزامات، محاولاً بذلك أن يُثبت لذاته إن نضجه قد اكتمل، ولكن نتيجة لنقص الخبرة وحداثة سنه لا يتمكن عادة من تأديتها على الوجه الصحيح، مما يخلق صراعاً آخر في داخله ما بين الطموحات الزائدة والتقصير في الأداء.
الصراعات الخارجية :
مرحلة المراهقة يُسميها البعض باسم مرحلة التمرد، وذلك لأن سلوك المراهق يتسم عادة بالتمرد على الثوابت والقواعد، ولكن علماء الاجتماع في دراساتهم الحديثة، أكدوا إن التمرد هنا ليس وصفاً دقيقاً، إذ أن المراهق لا يكون راغب في التمرد بقدر ما هو راغب في التحرر، إذ يتولد لدى الشباب خلال مرحلة المراهقة شعوراً باكتمال النضج، وبالتالي يرون في وصاية الآباء عليهم قيداً، وفي تقاليد النفس قيداً آخر، وأمام جموح رغبتهم في إثبات استقلاليتهم يسعون لكسر كل ما يفترضون إنه قيداً على حريتهم، ولهذا ينصح علماء النفس بضرورة التعامل مع المراهق بحكمة، ونصحه وإرشاده دون التصادم معه ودون أن يكون ذلك بصيغة آمرة، فإن ذلك السلوك هو ما يدفعه للتمرد، وقد يقدم على ارتكاب أفعال حمقاء ليثبت لنفسه إنه يحظى بالاستقلالية، مثل الإدمان على التدخين أو أن يتجه لما هو أخطر، مثل تعاطي المخدرات أو شرب الخمر أو ما شابه من مخاطر.
هو محور الكون :
من الأمور أيضاً التي تجعل من مرحلة المراهقة إحدى المراحل بالغة الصعوبة والحساسية، هو إن المراهق خلال هذه الفترة لا ينظر إلا لنفسه، بمعنى إنه يهتم بتحقيق أهدافه الذاتية أو الخاصة، دون الالتفات لمدى تأثير ذلك على الصالح العام، وبإضافة ذلك إلى مجموع العوامل الأخرى التي سلف ذكرها، ينتج لنا سلوكاً غريباً وقد يكون عدائياً في كثير من الأحيان، فنجد المراهق يتحدث دوماً بنبرة صوت مرتفعة أقرب للزعق، وقد تسيطر عليه نوبات متكررة من العصبية والغضب، قد تدفعه إلى اتخاذ سلوكيات عدائية مثل التعدي بالضرب أو تحطيم الأشياء، وإن لم يتم احتواء ذلك فقد يتطور الأمر لما هو أخطر، مثل أن يقدم المراهق على ارتكاب فعل السرقة مثلاً.