مخدر الهروين هو الأغلى والأخطر بين مختلف أنواع المخدرات، ويرجع اكتشاف هذا المخدر إلى عام 1874م، وكان ذلك على يد الدكتور رايت الذي استخدمه في تسكين الآلام، ولكن مع الوقت انحرف استخدام مخدر الهروين عن المسار الذي أراده له مكتشفه، حتى صار في زمننا هذا مخدراً متوحشاً يفتك بآلاف الأرواح سنوياً، ويعتبره الأطباء الأخطر على الإطلاق من بين الأنواع العديدة للمخدرات.
مخاطر تعاطي مخدر الهروين :
حدد العلماء عدة عوامل تم على أساسها تصنيف مخدر الهروين كأخطر المواد مُخدرة، ومن بينها الآتي:
سرعة الإدمان :
من الأسباب الرئيسية التي تجعل من مخدر الهروين أخطر أنواع المخدرات، هو قابلية جسم الإنسان للاعتياد عليه ومن ثم إدمانه، وقد وجدت الدراسات إن مسحوق الهروين من أسرع المواد المخدرة التي يدمنها الجسم، حتى إنه العلماء قد قدروا الكم اللازم تعاطيه لحدوث الإدمان بجرعتين أو ثلاث جرعات فقط، مما يعني إن التجارب الأولى لتعاطي الهروين قد تحول الشخص إلى مدمن، وذلك بعكس الإدمان على التدخين التقليدي أو إدمان الخمر، وحتى أنواع المخدرات الأخرى مثل الحشيش والماريجوانا، والتي لا يُدمنها الفرد إلا بعد تعاطي جرعات عديدة منها.
تدمير العقل :
صحيح إن كافة إدمان المخدرات بكافة أنواعها يؤثر على المخ بشكل سلبي، إلا إن هذا التأثير يكون بنسب متفاوتة، وحين عقد العلماء مقارنة بين تأثير أكثر من نوع من المخدرات، وجدوا إن مخدر الهروين هو الأخطر على الإطلاق، إذ إن تكرار تعاطيه قد يؤدي إلى تلف الجهاز العصبي على المدى القصير، علاوة على إنه يضر بالعقل البشري بعدة أشكال، من بينها إصابة الإنسان بحالة من ضمور الدماغ، نتيجة تسببه في إصابتها بالالتهابات الميكروبية والطفيلية، وهو ما يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالشيخوخة العقلية، فتبدأ الذاكرة بالتآكل ويعجز عن القيام بعدد من المهام الإدراكية.
الضعف العام :
مخدر الهروين لا يؤثر بشكل سلبي فقط على النشاط العقلي، بل إن النشاط البدني أيضاً يتأثر بتعاطيه بشكل ملحوظ وشديد الخطورة، إذ وجدت الدراسات إن الهروين يصيب الإنسان بتخثر الدم، وهو ما يؤدي إلى حدوث اضطراب في مستوى ضغط الدم بالجسم، وفي أغلب الحالات يُخفضه بنسبة كبيرة، مما يجعل المدمن دائم الشعور بحالة من الضعف والوهن، ويعجز عن القيام بأقل جهد أو ممارسة أبسط الأنشطة، هذا بجانب المخاطر الصحية المحتمل حدوثها نتيجة لتعاطي الهروين، فهو يخل بآلية عمل الجهاز الدوري بشكل عام، مما يضاعف من احتمالات تأذي عضلة القلب والشرايين.
الهروين والحمل :
مخدر الهروين أشد خطورة على النساء منه على الرجال، وقد لاحظ العلماء حين درسوا آثار هذا المخدر على المرأة، إنه يؤثر بشكل سلبي بالغ على سلامة الجهاز التناسلي الأنثوي، وإنه يصيب متعاطيته بحالة من التبلد وفقدان الرغبة الجنسية، هذا بخلاف إن تعاطي الهروين يحد من فرص حدوث الحمل ويزيد من احتمالات الإجهاض، وإن حدثت المعجزة واستمر الحمل واكتمل فغالباً ما ينتج عنه طفل مشوه أو ميت.
الاعتماد الجسدي :
من الأسباب التي صُنف بسببها مخدر الهروين كأخطر أنواع المخدرات، هو إن تعاطيه يسبب إدماناً نفسياً وجسدياً في ذات الوقت، هذا بعكس أنواع أخرى من المخدرات مثل تعاطي الحشيش، والذي ينتج عن تكرار تدخينه إدماناً نفسياً فقط، وهنا يكون المدمن لديه رغبة نفسية ملحة في تعاطيه باستمرار، أما الهروين فبخلاف إدمان المتعاطي لحالة الانتشاء النفسي التي تصيبه جراء تلقي جرعته، فإن خلايا الجسم ذاتها تدمن عليه، وبالتالي فإن التوقف عن تعاطيه يُشعر المُدمن بآلام مبرحة، ولذلك فإن نسبة الإقلاع بين مدمني الهروين منخفضة جداً، مقارنة بنسبة المقلعين عن تعاطي أنواع المخدرات الأخرى.