الإشعاع النووي علمياً ما هو إلا ظاهرة تنتج عن حدوث حالة من عدم الاستقرار في العناصر، مما يؤدي إلى فقدان نواة الذرة إلى نسبة من جسيماتها، فتتحول بفعل ذلك إلى نظير آخر من ذات العنصر. وأكبر قدر يمكن إنتاجه من ذلك الإشعاع هو الذي ينتج عن إحداث التفاعل النووي، والذي باتت تلجأ بعض الدول إليه بهدف توليد الطاقة، والتي يمكن استخدامها في أغراض سلمية أو أن تُسخر للأعمال العسكرية وتستغل في الحروب، ولكن بغض النظر عن نية الاستخدام، فإن تسرب الإشعاع النووي الناتج عن هذا التفاعل هو بكل المقاييس كارثة تهدد الجنس البشري، ولهذا يوصي العلماء بضرورة احتواء وتأمين عمليات التفاعل من هذا النوع، وكذلك يوصون بضرورة الحد من انتشار الطاقة النووية.
مخاطر الإشعاع النووي على الإنسان :
يعتبر العلماء تسرب الإشعاع النووي من أخطر الكوارث المهددة للبشرية، وذلك لإن تأثير الإشعاع قد يمتد لفترات زمنية طويلة وينتشر على مدى واسع، مما يضاعف أعداد المعرضون لأثاره الصحية السلبية، والتي هي السبب في تصنيفه “خطراً” والمتمثلة في :
الوفاة :
صنّف العلماء الإشعاع النووي ضمن الإشعاعات المميتة، وذلك وفقاً لنتائج العديد من الأبحاث والدراسات المتناولة لتأثر هذا الإشعاع على الكائنات الحية، ويقول العلماء إن حدوث الوفاة هو نتيجة محتملة للتعرض للإشعاع ولكنها ليست أكيدة، بمعنى إن تعرض الكائن الحي والإنسان على وجه الخصوص إلى جرعة إشعاعية، لا يعني إن الوفاة نتيجة حتمية لذلك، إنما هي تتوقف على مدى شدة الإشعاع، إنما الجرعات الواطئة من الإشعاعات النووية فإنها بالتأكيد لها تأثير سلبي، ولكنه -في النهاية- لا يعتبر مهدداً للحياة.
مرض السرطان :
مرض السرطان هو أخطر العوامل التي تهدد الصحة في زمننا المعاصر، ووجوده على قائمة الآثار المحتملة للتعرض إلى الإشعاع النووي ،سبب رئيسي في اعتبار ذلك الإشعاع خطر داهم على الجنس البشري، وقد كشفت بعض الدراسات التي أجريت بكبرى مراكز الأبحاث الأمريكية، إن الإشعاعات النووية مسببة للإصابة بأكثر من نوع من أنواع السرطان، إذ أن النوع يختلف باختلاف شدة الإشعاع والمنطقة الجسدية الأكثر تعرضاً له.
العقم :
أيضاً الدراسات الراصدة لتأثيرات الإشعاع النووي على الإنسان، وجدت إن التعرض لهذا الإشعاع يزيد بنسبة كبيرة من احتمالات الإصابة بحالة من العقم، وقد سُجلت حول العالم مئات حالات الإصابة بالعقم الناتجة عن التعرض إلى الإشعاعات النووية، حتى إن بعض العلماء عَدّوا العقم أحد النتائج المباشرة التي تترتب عليه، ولكن هناك دراسات أخرى تقول بإن العقم ليس حتمي، وإن الضرر الذي يلحق الأعضاء التناسلية للإنسان يختلف باختلاف شدة الإشعاع، فقد يكون ضرراً بسيطاً وقتياً، ويمكن زواله بالانتظام في تلقي العلاج، وقد يكون ضرراً جسيماً لا يمكن علاجه، ولكن في النهاية كلا الفريقين من العلماء أقر بسلبية تأثير الإشعاع النووي على الصحة الجنسية.
عتمة عدسة العين :
انتشار الإشعاع النووي في محيط معين قد يؤدي إلى خلق بلدة كاملة من المكفوفين، هذه هي النتيجة التي توصل إليه فريق من العلماء، وهي نتائج أكدتها بشكل قاطع بعض الحوادث، التي فقد فيها العديد من الناس بصرهم نتيجة تعرضهم لجرعة مُشعة، إذ أن هذا الإشعاع يؤثر بشكل سلبي بالغ على عدسة العين، مما يؤدي إلى إحداث تلف دائم بها يترتب عليه فقدان حاسة البصر، ويعتبر ذلك التأثير من التأثيرات الشائعة للإشعاعات النووية، وهذا لأن عدسة العين من الأعضاء بالغة الحساسية تجاه الإشعاع، مما يعني إن التعرض لأقل قدر منه يُحدث إعتام عدسة العين.