اللحوم الحمراء بالتأكيد هي واحدة من أهم المصادر الغذائية للإنسان، وذلك لإنها تحتوي على نسب جيدة من العديد من العناصر الغذائية، وأهمها على الإطلاق هو عنصر البروتين والذي يتوافر بها بنسبة كبيرة، كما تمد اللحوم الحمراء الجسم بالمركبات النيتروجينية، والتي تلعب دور أساسي في عملية بناء الأحماض الأمينية، كما تحتوي على عنصر الحديد والكرياتين والزنك والفسوفور، والعديد من الفيتامينات مثل فيتامين ب1 وفيتامين ب2، ولكن رغم كل ذلك فإن الأطباء يؤكدون يحذرون من الإفراط في تناولها، ويوصون بألا تتعدى حصة الفرد منها 300 جراماً أسبوعياً.. ترى لماذا ؟!!
مخاطر اللحوم الحمراء :
فائدة اللحوم الحمراء الصحية لا تنتج إلا بتناولها بقدر معتدل، أما الإفراط فيها فهو يؤدي إلى نتيجة معاكسة، ويحول اللحم الأحمر من مصدر غذائي مُمد بالعناصر الهامة، إلى خطر يهدد الصحة العامة للإنسان، ومن أمثلة المشكلات الصحية المحتملة للإفراط في تناول اللحم ما يلي:
السرطان :
كشفت الدراسات التي أجريت بواسطة المعهد الأمريكي لأبحاث السرطان، إنه قد تنتج الإصابة به مترتبة على الإفراط في تناول اللحوم الحمراء ،وإذ لاحظوا وجود علاقة بين ارتفاع نسبة استهلاك اللحم وبين ارتفاع نسب احتمال التعرض لمرض السرطان، وخصوا بالذكر سرطان الثدي والمعدة والمثانة والرئة والأورام اللمفية، ولايزال الأمر محل دراسة وبحث، ولكن صندوق أبحاث السرطان العالمي أعلن بإن النتائج التي توصلوا إليه وإن كانت أولية إلا إنها شبه مؤكدة، فالأدلة على العلاقة بين الإفراط في تناول اللحم ومرض السرطان قوية.
السكري من النوع الثاني :
أيضاً من المخاطر المحتملة للإفراط في تناول اللحوم الحمراء ،هو التعرض لخطر مرض السكري المزمن من النوع الثاني، وذلك يرجع إلى ما تحتويه هذه اللحوم من نسب مرتفعة من الدهون المشبعة، وقد أجريت دراسة حول هذا الأمر بإحدى جامعات سنغافورة مؤخراً، أثبتت إن تناول اللحوم الحمراء بصفة شبه يومية، يزيد من احتمالات إصابة الفرد بداء السكري بنسبة تصل إلى حوالي 50%.
النقرس :
تساءلنا في وقت سابق لماذا سمي النقرس بداء الملوك؟، وكانت الإجابة إنه ينتج عن تناول بعض أنواع الأطعمة بشراهة وبكميات كبيرة، وعلى رأس قائمة الأطعمة التي تؤدي إلى الإصابة بالنقرس اللحوم الحمراء ،والنقرس هو التهاب المفاصل الناتج عن ارتفاع نسبة حمض اليوريك بالدم، وتكمن خطورة هذا المرض في انتشاره السريع، فهو عادة ما يصيب منطقة مشط القدم “الأصابع” في البداية، ولكنه خلال فترة وجيزة يستشري وينتقل إلى باقي أجزاء الجسم.
مشاكل الهضم :
من الأمور المزعجة التي يعاني منها المفرطون في تناول اللحوم الحمراء ،هو تعرضهم بشكل متكرر إلى مشاكل الهضم، أغلبها ناتج عن عدم المضغ الجيد للحوم أثناء تناولها، مما يعسر من عملية هضمها لاحقاً، مما يصيب الإنسان بالانتفاخ ويعرضه للتقلصات المعوية، بخلاف ذلك فإن اللحوم الحمراء في ذاتها طعام صعب هضمه، وذلك لإنها خالية من الألياف التي المحفزة لعملية الهضم، ومن ثم كلما ازداد القدر المتناول منها كلما صارت عملية الهضم أكثر صعوبة وأشد ألماً.
القلب والأوعية الدموية :
تختلف نسبة الدهون المشبعة في اللحوم الحمراء باختلاف نوع اللحم نفسه، فلحوم الضأن هي الأكثر دسماً بينما لحوم الأبقار والعجول تحتوي على نسب أقل، ولكن في النهاية كافة الأنواع تحتوي على الدهون المشبعة، ولذلك فإن الإفراط في تناول أي منها يشكل خطورة على عضلة القلب والأوعية الدموية، بفعل ارتفاع معدلات الكولسترول الضار بالدم، مما يجعل الفرد أكثر عرضة لإصابات مثل تصلب الشرايين أو الأزمات القلبية، علاوة على أن ارتفاع معدلات الكوليسترول والدهون بالدم قد تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.
والخلاصة إن اللحوم الحمراء مصدر غذائي جيد، ولكن للحصول على فوائده هذه لابد من الحرص على أن يكون تناوله بكميات معتدلة، مع الحرص على تقليل حصة الفرد الأسبوعية منه، وتعويضها بأي مصدر بروتين آخر، ويقول الأطباء أن اللحوم البيضاء مثل لحم الدجاج أو الأرانب بديل مثالي، يمد الفرد بالعناصر الغذائية اللازمة له، وكذا يمنعه من السقوط في شرك الإفراط باللحوم الحمراء، وبالتالي يقيه من التعرض للمخاطر المحتملة لذلك والتي سبق ذكرها.