الجز على الأسنان وعلمياً يعرف بمصطلح صرير الأسنان، هو حالة شائعة يعاني منها العديد من البشر، يقصد بها انقباض الفكين وضغط كل منهما على الآخر، والسؤالين الأهم هنا هما: ما الأسباب التي تؤدي للتعرض إلى الجز على الأسنان ؟والثاني هو لماذا ينصح الأطباء بالتوجه إلى الطبيب المختص إذا لوحظ تكرره، وما المخاطر الصحية التي قد تنتج عن التعرض له؟!
الجز على الأسنان .. الأسباب والمخاطر :
الأطفال حتى عادة ما يعانوا من الجز على الأسنان لفترة ما، ولكن إن دام هذا الأمر لفترات طويلة، فحينها يكون قد تحول من ظاهرة طبيعية عابرة إلى ظاهرة مرضية، في بعض الأحيان يمكن أن يتم وصفها بالخطيرة، فما أسبابها وما النتائج السلبية التي قد تنتج عنها.
أولاً : أسباب الجز على الأسنان :
الأسباب التي قد تؤدي إلى تحول الجز على الأسنان من هذا إلى ذاك، أوجهزها العلماء في النقاط التالية.
المشاعر السلبية :
أولى العوامل المسببة لظاهرة الجز على الأسنان هو تنامي المشاعر السلبية لدى الفرد، ووفقاً للدراسات فإن هذا العامل هو المسئول الأول والأوحد عن 70% من حالات الجز على الأسنان، فعند تعرض الإنسان إلى ضغوط نفسية أو عصبية، مثل إجهاد العمل أو المشكلات الأسرية وما إلى ذلك، فإنه لا شعورياً يقوم بعملية جز الأسنان، ولا يقتصر الأمر على ساعات الاستيقاظ بل يمكن أن يتم أثناء النوم.
الأرق واضطرابات النوم :
لم يتمكن العلماء بعد من التوصل إلى سر العلاقة بين اضطراب النوم والأرق وبين الجز على الأسنان ،ولكن الأمر الوحيد المثبت هو أن هذا يؤدي إلى ذلك، فقد وجد أن الأشخاص الذي يتسم نومهم بالاضطرابات والتقطع، كانوا أكثر عرضة للجز على أسنانهم في فترات نومهم، كذلك من يعانوا من الهلوسة خلال النوم ليسوا أفضل حالاً، إذ وجدت الدراسات أن هؤلاء أيضاً يكونوا معرضون إلى الجز على الأسنان خلال النوم، مثل من يعرف عنهم كثرة ترديدهم لبعض الكلمات أثناء النوم، أو هؤلاء ممن يكون نومهم مضطرباً حركياً، أي يكثرون من التقلب وتحريك الأطراف خلال ساعات النوم.
العقاقير العلاجية :
الجز على الأسنان ليس مشلكة صحية مستقلة بذاتها، بل إنه في كثير الأحيان قد يكون أثراً جانبياً لبعض أنماط العلاج، وخاصة الأدوية التي تعالج المشكلات المتعلقة بالصحة العقلية أو النفسية، مثل العقاقير المضادة للذهان أو مضادات الاكتئاب، خاصة عقار الفلوكستين الذي يقوم بثبيط عملية امتصاص السيروتونين، مما يدفع المريض لا شعورياً إلى الجز على الأسنان نائماً ومستيقظاً.
ثانياً : لماذا يمثل خطورة ؟
الجز على الأسنان في المطلق لا يمثل مشكلة صحية، بل هو مجرد مشكلة عرضية من المتوقع زوالها بعد فترة وجيزة، أما إذا دام جز الشخص على أسنانه فحينها تتم معاملته باعتباره مشكلة مهددة للصحة العامة، وذلك لما قد ينتج عن تكرار عملية الجز والضغط على الأسنان من أضرار، منها الآتي:
الصداع وتلف الأعصاب :
الضغط أو الجز على الأسنان بشكل متكرر ولفترات طويلة، يؤدي بالضرورة إلى إصابة الإنسان بنوبة متكررة من صداع الرأس، وهي قد تكون مجرد عرض وقتي، ولكن إن كانت عملية الجز مزمنة ومتسمة بالتكرر فإن هذا سيزيد من معدلات التعرض للصداع، الأمر الذي يجعل تلف الأعصاب من المخاطر المحتملة.
التواء وفقدان الأسنان :
الضغط على الأسنان بصفة مستمرة بالتأكيد يؤدي إلى إضعافها، ومن ثم يصبح من المحتمل أن تتعرض للالتواء أو التكسير الجزئي، بل والأدهى إنه قد يؤدي في مرحلة ما إلى أن تتساقط الأسنان بشكل كامل، هذا بجانب إن كسر السن قد يؤدي إلى تضرر الأعصاب، الأمر الذي يُعرض المريض لآلام الأسنان المُبرحة.