تناول اللبن إذا جعله الإنسان واحدة من عاداته اليومية، فإنه بذلك يكون قد أهدى لصحته أفضل هدية، فلن نبالغ إذا قلنا أن اللبن أو الحليب هو الغذاء الأفضل للإنسان على الإطلاق، فإن كان الهدف الأساسي من تناول الأغذية المختلفة، هو الحصول على مختلف العناصر الغذائية اللازمة لصحة البدن، مثل الفيتامينات والمعادن وغيرها.. فإن تناول اللبن يضمن للإنسان إمداده بنسبة كبيرة من هذه العناصر..
فوائد تناول اللبن ومصادره ومدى الاحتياج إليه :
لا يمل الأطباء من النصح بضرورة تناول اللبن بقدر كافي، وذلك يرجع إلى ثقتهم بأنه المصدر الغذائي الأفضل، وتلك الثقة لم تأت من فراغ بل هي مستندة إلى نتائج بحثية موثقة.. فما المصادر التي يمكن عن طريقها الحصول على اللبن؟، وأي تلك المصادر هو الأفضل؟، وترى من هم الأكثر احتياجاً إلى تناوله؟، والسؤال البديهي ما هي الفوائد الصحية التي تتحقق من تناول اللبن ؟.. إليك الإجابة كما وردت بتقارير كبرى المراكز الصحية والبحثية.
ما هي مصادر اللبن ؟ وأيهم أفضل ؟
الحصول على اللبن الحليب يمكن أن يتم من خلال أكثر من مصدر، فعلى الرغم أن لبن الأبقار هو الأكثر استهلاكاً وانتشاراً، إلا أنه يمكن الحصول عليه أيضاً من الأغنام والماعز والجاموس والجمال، أي كل الحيوانات التي أحلت الشريعة الإسلامية تناول لحمها، لكن السؤال: هل اختلاف مصدر اللبن يصنع فرقاً؟. تناول اللبن سينعكس على الصحة العامة للإنسان بشكل إيجابي، وهذا بغض النظر عن المصدر الذي يتم من خلاله الحصول عليه. فأن المكونات الأساسية للبن تتشابه إلى حد كبير، أما الاختلاف فهو في نسب العناصر الغذائية المتوفرة به، وذلك الاختلاف يكون بنسبة غاية في الضآلة ولا تكاد تذكر، مما يعني أن الفوائد التي تتحقق من تناول اللبن ستحقق أيا كان نوعه أو مصدره.
من هم الأكثر احتياجاً إلى تناول اللبن ؟
الدراسات والأبحاث لم تتوصل فقط لفوائد تناول اللبن ،بل أن من خلالها أيضاً أمكن التعرف على الفئات الأكثر احتياجاً إليه، ووفقاً لنتائج تلك الأبحاث التي أُعلِنت رسمياً، وقد ضمت قائمة الأكثر احتياجاً إلى تناول اللبن كل من:
- الأطفال وحديثو الولادة : الأطفال خلال الطفول بمراحلها المختلفة، هم في حاجة دائمة إلى تناول اللبن بكميات مناسبة، وذلك لأنه المصدر الغذائي الأساسي الذي يعتمد عليه نموهم، وبالطبع يكون اعتمادهم في البداية على لبن الأم وحده، لكن في المراحل التالية يكون الاعتماد على اللبن العادي.
- كبار السن : تناول اللبن في المراحل العمرية المتقدمة بالغ الضرورة، فخلال هذه المراحل تطرأ تغيرات عديدة على صحة الجلد والكلى، وبالتالي فأن قدرة الجسم على تخليق فيتامين د تنخفض، لذا يتم الحصول عليه وعلى غيره من العناصر، من خلال تناول اللبن بكميات أكبر من مما يتناوله الشباب.
- الكسور : في حالة إصابة شخص ما بكسر بالعظام، فيجب عليه تناول اللبن بكميات أكبر من المعتاد، وذلك لأن جسمه يكون في أمس الحاجة إلى عنصر الكالسيوم، والذي من المعلوم أنه يتوفر بنسب هائلة في اللبن.
- المرأة الحامل والمرضع : المرأة خلال مرحلتي الحمل والرضاعة، يجب أن يتم اتباع نظام غذائي محدد ومتنوع المصادر،تضمن إمدادها بمختلف أنواع العناصر الغذائية اللازمة لها، وقد أثبت العلم أن تناول اللبن يمدها بنسبة كبيرة من هذه العناصر، الأمر الذي يجعل تناوله بالنسبة للحامل والمرضعة ليس اختياراً.
- الرياضيون : ممارسة الرياضة والنظام الغذائي بينهما ارتباط وثيق، فرغم أن التمارين الرياضية تعود على الإنسان بعظيم الفوائد، لذا يجب تعويضه دورياً بالعناصر التي يفقدها خلال التمرين، والوسيلة الأمثل لتحقيق ذلك الهدف هي تناول اللبن .
فوائد تناول اللبن الصحية :
الدراسات العلمية التي تناولت فوائد تناول اللبن وأثرها الصحي، بالغة التعدد ونتائجها جميعها جاءت إيجابية، ولا تزال -إلى يومنا هذا- تعقد حوله أباحث جديدة، وكل دراسة جديدة تتوصل إلى فوائد جديدة، تتحقق للإنسان بانتظامه في تناول القدر المناسب من ذلك المشروب السحري، ومن الفوائد التي توصل العلماء إليها ما يلي:
صحة العظام :
السبب الأول الذي يجعل تناول اللبن أشبه ما يكون بالفرض، هو أنه بالغ الضرورة بالنسبة للعظام، إذ أنه المسئول الأول عن الحفاظ عليها ومنحها القوة، تلك الفائدة لا يقتصر تحقيقها على مرحلة عمرية محددة، فـ تناول اللبن بالنسبة للطفل بالغ الأهمية كي تنمو عظامه وتتكون، وفي مرحلة الشباب فأن تناول اللبن يمنح الكالسيوم اللازم لحماية النسيج العظمي وتقويته، وفي شيخوخته فأنه يحميه من آثار الشيخوخة الجسدية، فيحميه تناول اللبن من التعرض لآلام المفاصل أو هشاشة العظام.
ضبط ضغط الدم :
يساهم تناول اللبن في الحفاظ على معدلات ضغط الدم بالجسم، ويرجع العلماء ذلك إلى ارتفاع نسبة البوتاسيم التي يتضمنها اللبن، ومن ثم يعد تناول اللبن من العوامل المساعدة على الوقاية من ارتفاع ضغط الدم، وبالتالي يحمي الإنسان من التعرض إلى مضاعفاته الخطرة، المتمثلة في الأزمات القلبية أو أمراض القلب والشرايين وغيرهما..
إنقاص الوزن :
وجدت الأبحاث أن تناول اللبن له أثر إيجابي على عملية التخسيس، وإحدى الدراسات الألمانية المقارنة التي أجريت على أكثر من 100 متطوعة، وجدت أن النساء اللاتي اتبعن أنظمة غذائية خالية من اللبن، اتسم إنقاص الوزن لديهن بشيء من البطء، مقارنة بمن حرصوا على تناول اللبن مع حميتهم الغذائية، ولكن بالطبع ينصح الأطباء بتناول اللبن خالي الدسم، وذلك لأنه نوع اللبن الأقل من حيث السعرات الحرارية، بينما في ذات الوقت يحتوي على ذات العناصر، وقيمته الغذائية تقارب ذات القيمة الغذائية لكامل الدسم.
تقوية النظر :
منذ قديم الأزل يُنصح بتناول الجزر لتقوية النظر، وبسؤالنا عن السبب نجد أن الجزر يحقق تلك الفائدة، كونه أحد أغنى الأغذية بفيتامين أ، لكنه ليس الغذاء الوحيد الذي يحقق ذلك الهدف، فهو يحتوي أيضاً على فيتامين أ وفيتامين ب بنسب مرتفعة، مما يعني أن تناول اللبن يحمي العين من العديد من الأمراض، كما يساهم في الحفاظ على قوة الرؤية وحِدة البصر.
مقوي للمناعة :
مناعة الإنسان تقويتها لا تعتمد فقط على تحفيز الجهاز المناعة مباشرة، إنما يمكن تحقيق ذلك من خلال الحد من الضغوط الواقعة عليه، ومن ثم يمكن اعتبار تناول اللبن من العوامل المساعدة على تحفيز مناعة الإنسان، كونه يساهم في تحسين الصحة العامة للإنسان، الأمر الذي يحد من الضغوط الواقعة على مناعته، فتبيقى بذلك نشطة ومتحفزة دوماً لمواجهة الفيروسات.
صحة الجلد :
بطرح سؤال : لماذا يُغطي الجلد أجسادنا وما اهميته لصحة الجسم ؟، نجد أن هناك أسباب عديدة وجميعها على درجة من الأهمية، ليصبح السؤال: كيف يمكن الحفاظ على صحة الجلد وحمايته، ومن بين الطرق التي يمكن بها تحقيق ذلك، الالتزام بـ تناول اللبن بصفة منتظمة وبكميات مناسبة، فاللبن يحمي من تشقق الجلد ويحفظ نضارته، كذلك هو بمثابة وسيلة تجميلية كونه يحافظ على نعومة البشرة ونعومتها، ويقضي على الجذور الحرة ذات التأثيرات السلبية العديدة على الجلد، وكذا يمنع ظهور التجاعيد ويؤخر التعرض لمظاهر الشيخوخة.