في الآونة الأخيرة شاع استخدام فول الصويا بشكل ملحوظ في العديد من الوصفات العالمية، كما ظهرت العديد من المنتجات المستخلصة منه كلبن الصويا وجبن التوفو وغيره، حتى أن البعض بدأ في استخدامه وتحضيره بالمنزل، وذلك لما له من قيمة غذائية عالية، فول الصويا من أغنى البقوليات بالبروتين، حتى أن بعض أخصائي التغذية ينصح النباتين بتناوله لإمداد الجسم بحاجته من البروتين وتعويض عدم تناول اللحوم، لكن على الجانب الآخر، ظهرت بعض التحذيرات من الإفراط في تناوله، وقالوا أنه يؤثر سلباً على غدد الجسم وهرموناته، فما صحة هذا الادعاء وما هي فوائد فول الصويا؟
لماذا ينصح خبراء التغذية بتناول فول الصويا وما فوائده؟
ما هو فول الصويا
فول الصويا هو احد أغنى أنواع البقوليات بالأحماض الأمينية الثمانية والتي يحتاجها الجسم لصناعة البروتين، بالتالي يُعتبر أفضل المصادر النباتية للبروتين الكامل، بالإضافة لاحتوائه على العديد من العناصر الغذائية الأخرى كالكالسيوم، والألياف والدهون غير المشبعة والكربوهيدرات، ما يجعله وجبة غذائية متكاملة، ويُذكر أنه كان يُستخدم في الصين منذ ما يُقارب 5 آلاف سنة، فقد عرف الصينيون قيمته الغذائية العالية لذلك استخدموه كطعام كما استخلصوا من بذوره العديد من الأدوية.
فوائد فول الصويا للجسم
-
يخفض نسبة الكولسترول بالدم
يحتوي فول الصويا على كمية مرتفعة من الدهون غير المشبعة بالإضافة لمادة تسمى Lecithin والتي تساعد على تخفيض نسبة الكولسترول بالدم ومنع ترسبه على جدران الأوعية الدموية.
-
يساعد على تقوية العظام
يحتوي الصويا على نسبة عالي جداً من الكالسيوم، بل تُعتبر الأعلى بين جميع البقوليات المختلفة، لذلك يُنصح بتناوله لمن يُعاني من حساسية اللاكتوز، كما أنه مفيد للنساء خاصة من وصلن لسن اليأس، فهو يعوضهم عن نقص الكالسيوم الذي تفقده أجسامهن.
-
يحارب السرطان
رغم عدم إثبات ذلك بشكل قاطع بعد إلا أن عدد من نتائج تشير إلى أن فول الصويا له تأثير كبير في مكافحة العديد من السرطانات مثل سرطان الثدي والبروستاتا والقولون، يرجع ذلك لوجود مادة فايتوإستروجين وهي مادة شبيهة بهرمون الأستروجين وتُعرف باسم “الأستروجين النباتي”، يُستخلص منها مادة تُدعى آيزوفلافون وهي التي تُقاوم السرطان، لكن تُوجد هذه المادة في حبوب ولبن الصويا والأطعمة التي يدخل في تصنيعها حبوب الفول كاملة، أما الصوص والزيت فلا تحتوي عليها.
-
يحمي من أمراض القلب
نتيجة احتوائه على نسبة عالية من مضادات الأكسدة، بالإضافة لقدرة الفائقة على تقليل نسبة الكولسترول في الدم، واحتوائه على نسبة بسيطة جداً من الدهون، يُمكن القول أن فول الصويا هو الصديق الأول للجهاز الدوري، حيث يساهم في منع ترسب الكولسترول على جدران الشرايين، بالتالي يمنع تصلبها ويحمي من خطر حدوث الجلطات.
-
مفيد للنساء في سن اليأس
يزعم البعض أن مادة الأستروجين النباتي قادرة على تعويض نقص هرمون الأستروجين في جسد النساء بعد انقطاع فترة الطمث، والتقليل من الهبات الحرارة وتراكمات الدهون وغيرها من الأعراض المصاحبة لهذا السن، لكن لم يتم إثبات ذلك حتى الآن.
-
يساعد على خفض الوزن
يحتوي فول الصويا على كمية مرتفعة جداً من الألياف التي تساعد على شعور الإنسان بالشبع أسرع ولمدة أطول، بالتالي يقل استهلاكه للأطعمة، بالإضافة لكونه غني بالفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الجسم أي أن استهلاكه آمن تماماً ولا يسبب أي أضرار كالتي تنتج عن نقص المعادن الضرورية أثناء الحميات الغذائية.
-
يحافظ على نضارة البشرة والشعر
نتيجة لاحتوائه على كميات كبيرة من مضادات الأكسدة بالإضافة للأستروجين النباتي، فإنه يساهم في حماية الجسم من الشوارد الحرة وبالتالي يساعد على منع وتقليل التلف الذي يُصيب الجلد فيحميه من الشيخوخة المبكرة، كما يُحافظ على نضارة الشعر ويحميه من التساقط والتكسر الناتج عن نقص الفيتامينات والمعادن.
-
يساهم في علاج ضغط الدم
أجريت بعض الأبحاث على مرضى ضغط الدم المرتفع، فتم إعطاء بعض المرضى كمية من حليب الصويا يومياً، والبعض الآخر كمية من حليب الأبقار لمدة ثلاثة أشهر، وبعد انتهاء المدة وقياس مستوى ضغط الدم وُجد تحسن ملحوظ لدى من تناولوا حليب الصويا، ربما يرجع ذلك لخلوه التام من الكوليسترول بالإضافة لقلة الدهون المشبعة، بالتالي يُساعد على تنشيط الدورة الدموية وتقليل المخاطر التي تحدث نتيجة ارتفاع الكولسترول منها الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
-
مفيد لمرضى السكر
يحتوي فول الصويا على كمية مرتفعة من الألياف القابلة للذوبان، والتي تساهم في تنظيم نسبة السكر في الدم وتنقية الكلي، بالتالي يُعتبر من الأغذية المفيدة لمرضى السكري.
أضرار فول الصويا
رغم فوائده الكثيرة، إلا أن أغلبنا قد وصله تحذير بشكل أو بآخر من تناول هذا النوع من البقول، بحجة انه يؤثر على كمية الهرمونات الأنثوية الموجودة في الجسم، وأنه يساعد على تقليل الخصوبة في الرجال، وإصابته بسرطان البروستاتا، كما يؤدي للإصابة بسرطانات الثدي والرحم عند النساء، لكن كل هذه التحذيرات لم تأتي من مصدر موثوق به، بل كانت عبارة عن منشورات عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو البريد الالكتروني ..إلخ، فما مدى صحتها؟
-
الأستروجين النباتي
كما ذكرنا سابقاً، الأستروجين النباتي مادة شبيهة بهرمون الأستروجين الأنثوي، ولها فوائد كثيرة وتحمي الجسم من أمراض عديدة كما أنها تعتبر من مضادات الأكسدة، وأخيراً بعد العديد من الأبحاث والتجارب العلمية وُجد أن تركيبها يُشابه فقط الأستروجين وبالتالي لا تؤثر على نسبة الهرمونات بالجسم، سواء عند الرجل أو المرآة، وأبسط الدلائل على هذا الأمر، أن الأستروجين النباتي يتواجد في العديد من الأطعمة الأخرى منها نبات الحلبة، لذلك لو كان فول الصويا يسبب السرطانات والعقم بالفعل، لكان الأولى أن نلوم باقي النباتات أيضاً، لكن هذا لا ينفي أن الإكثار من تناوله قد يؤدي للعديد من المضاعفات خاصة على المرآة الحامل والمرضع، كما لا يجب إعطائه للأطفال دون استشارة الطبيب أولاً.