صفات الأسد هي ما أهلته ليستحق أن يحمل مجموعة الألقاب التي مُنحت له، مثل الأسد ملك الغابة أو سيد الوحوش وغيرها من الألقاب، والتي جميعها تشير إلى قوة الأسد ومكانته الفريدة ضمن الكائنات المفترسة بل وعالم الحيوان بصفة عامة، ولكن قوة الأسد ليست السبب الوحيد أو الرئيسي الذي دفعه لتقلد منصب الملك، فالقيادة دائماً ما تقترن بالحكمة ولا تعتمد على القوة والبطش، ومن صفات الأسد وخصاله ما هو أكثر نبلاً ورقياً من قوته العضلية، وتعد هذه الصفات هي سبب اكتساب الأسد لسلطانه، وتنصيبه ملكاً على سائر الحيوانات حتى من يفوقه منهم قوة وشراسة..
صفات الأسد النبيلة وقوته :
عند تأمل الأسد فأن أول ما يجذب النظر هو قوته الجسدية الهائلة، فقد منح الأسد تشكيل جسماني محكم التصميم يتجلى فيه إبداع الخالق عز وعلا، فنجد أن جسد الأسد هو عبارة عن كتلة عضلية مترابطة الأنسجة خارقة للعادة، أصابع أقدامه الأمامية المعكوفة ضربة واحدة منها كفيلة بتهشيم عظام الخصوم، وتقدير العلماء أن ضربة قبضة الأسد قادرة على إسقاط جسماً يزن أكثر من 55 كجم، بجانب أن شعيراتها تخفي مخالب باترة تشق لحوم الفرائس بمجرد لمسها، وبالطبع أساس قوته يتمثل في فكه الذي يحتوي على أنياب حادة قوية، لكن هذه القوة المفرطة الجبار ليست سبب تنصيب الأسد ملكاً على عالم الحيوان، فهو يتشارك هذه الصفات مع عدد غير قليل من الحيوانات الأخرى، منها ما يفوقه قوة وعنفاً مثل الأفيال ومنها ما هو أسرع مثل الفهود، وحتى ضخامة الأسود هناك من يتعداها من الحيوانات مثل بعض فصائل النمور، إنما صفات الأسد التي تميزه عن كل هؤلاء هي صفاته النبيلة الراقية، التي أهلته ليتربع على عرش الغابة منذ قديم الأزل وحتى اليوم وربما سيظل للأبد.
الجسارة :
الجسارة من صفات الأسد الأصيلة والتي تثبت أحقيته بالتربع على عرش الغابة، فبالحديث عن قوة الحيوانات المفترسة المختلفة سنكتشف أن الأسد ليس الأقوى، رغم ما يمكله من مخالب حادة وأنياب فتاكة وعضلات فولاذية، فـ صفات الأسد ليست من بينها تميزه بالقوة المطلقة، فهو ليس أقوى الحيوانات لكن المؤكد أنه أشجعهم وأكثرهم جسارة؛ حيث أن الأسد يأبى ويربأ عن الانسحاب من أي معاركة في مواجهة أي كائن، أيا كان حجم خصمه وأيا كانت مدى قوته، حتى إن كان الأسد متيقناً من أن هلاكه هو النتيجة المحتومة لذلك الصراع، فإنه يتمادى فيه بجسارة وشجاعة ويكمله إلى نهايته، حيث أن الموت داخل ميدان المعركة في نظر الأسود هو أمر أفضل من الهروب.
الرحمة :
من صفات الأسد التي يصعب التصديق أو الاقتناع بها هي صفة الرحمة، ولكن هذه هي الحقيقة التي توصل إليها علماء الأحياء ومستكشفي عالم الحيوان، ووجدوا أن ذلك الكائن الضخم القاذف للرعب بالقلوب، يملك من الرحمة ما يميزه على غيره من الضواري الأخرى، فصحيح أن الأسد من الحيوانات المفترسة إلا أنه في ذات الوقت لا يمكن وسمه بالمتوحش، إذ أن من صفات الأسد النبيلة أنه لا يعذب فريسته قبل أن يجهز عليها، وهذا بعكس ما يفعله الأنواع الأخرى من المفترسات مثل الفهود والنمور، كما أن الأسد لا يعد من الحيوانات المسعورة الهاوية لسفك الدماء، أي أنه لا يقوم بمهاجمة فرائسه إلا حين يشعر بالجوع.
العفيف :
من صفات الأسد المبهرة التي ارتقت به فوق عرش الغابة، هو كونه أحد الحيوانات العفيفة المترفعة عن الجيفات، حيث وجد العلماء أن الأسود لا تأكل لحوم الميتة والحيوانات النافقة، وإن صادفتها فإنها ترفع رأسها في شموخ وتمضي في طريقها بعيداً عنها، والأسود تفضل الموت بالتضور جوعاً على أن تأكل لحوم الميتة، وأغلب الظن أن ذلك كان السبب في انقراض أسلاف الأسود في العصر الجليدي، حيث يرجح العلماء أن تغيرات الطقس أدت إلى هلاك الحيوانات التي يتغذى عليها الأسود، ولأنها لا تلتهم لحوم الميتة أدى ذلك إلى موتها وانقراضها جوعاً، ولهذا يكتسب الأسد دون منازع لقب المفترس الأسمى.
الهيبة الظاهرية :
المهابة الظاهرية والمظهر الوقور من الصفات الأصيلة لأي قائد أو ملك، والهيبة تتجلي في المظهر الشكلي للأسود، وتعد واحدة من أهم صفات الأسد الجسمانية تميزه عن سائر الحيوانات، فذكر الأسد يتميز بالقوام المشدود البارز العضلات، والأنياب البارزة والمخالب الحادة تمنحه مظهراً قوياً يقذف الخوف في نفوس خصومه، وهذا كله لا يخل بملامحه الوسيمة حيث الأسد له يملك ملامح جذابة وعيون متألقة بالبريق، وتزيد من مهابته الشعيرات الكثيفة التي تحيط برأسه وعنقه، ومن ثم فأن صفات الأسد تؤهله ليكون ملك الغابة جوهرياً وظاهرياً.
الالتزام الأسري :
الالتزام الأسري هي من الصفات النبيلة التي تميز أفراد الجنس البشري عن بعضهم بعضاً، وهذا الالتزام تجاه أفراد العائلة من صفات الأسد المميزة له، وهو ما يمنحه شيء من الرقي والسمو يتفوق بهما على أقرانه من المفترسين، فهو يعلم أن دوره كرب للأسرة يقتضي توفير الحماية لأنثاه وأشباله، ويقحم نفسه بأي صراع قد يودي بحياته في سبيل تحقيق الأمن لهم.
الالتزام العشائري :
من صفات الأسد أنه يعيش في عشائر وجماعات، ويتصف مجتمع الأسود بالانضباط والقيام على أسس من الالتزام والاحترام المتبادل، فتعامل أفراد عشيرة الأسود يتسم بالرقي والتعاون، فنجد ذكور الأسود في مواسم التزاوج بعكس أنواع أخرى من الحيوانات، لا يتصارعون معاً من أجل الفوز بإحدى الإناث، بل والأكثر من ذلك أن التزاوج في إطار العشيرة الواحدة يكون معلن، فلا تجد ذكراً يتعرض لأنثى تزاوجت مع ذكر أخر، وهذه الصفة تعد من أرقى وأنبل صفات الأسود ،كما أن دور الأسد في الحماية لا يقتصر على أسرته فحسب، بل يمتد ليشمل توفير الحماية والأمن للعشيرة ككل.
التربية :
في عالم الحيوان نادراً ما نجد حيواناً يولي تربية وتنشأة الصغار هذا الاهتمام الجم الذي يوليه الأسود، فمن صفات الأسد الأصيلة علاقته الطبية والوطيدة بصغاره، واهتمامه البالغ بتوفير الرعاية اللازمة للأشبال وتربيتهم وتنشأتهم بشكل سليم، والأمر لدى الأسود لا يقتصر فقط على توفير الطعام للصغار فحسب، بل أن من صفات الأسد الشبيهة بالإنسان هي اهتمامه بالتقويم السلوكي لصغاره، ولاحظ العلماء ذلك في تغير أسلوب الأسود التربوي وفقاً لمرحلة الأشبال العمرية، فعند ولادة الأشبال وطوال فترة إرضاعهم يحوطهم الأسد وأنثاه بالعطف والحنان، ويتم احتواء الأشبال وتوفير لهم الرعاية اللازمة والكاملة، أما خلال المرحلة التالية لذلك يصبح تعامل الأسد معهم فيه شيء من القسوة، وذلك بهدف تقويتهم وتحميلهم للمسئولية وتشجيعهم على الاعتماد على أنفسهم، ويتم اصطحابهم في رحلات صيد الفرائس لتدريبهم على كيفية الاصطياد.
تقدير الشريك :
من صفات الأسد التي جعلت منه ملكاً للغابة هو تقديره للملكة، فالعلاقة بين ذكور الأسود وإناثها تعد واحدة من العلاقات المتفردة في عالم الحيوان، إذ أن علاقتهما تتسم بكونها علاقة تكاملية توافقية، حيث كل فرد منهما له دور محدد يؤديه من أجل الصالح العام للأسرة، فإناث الأسود هي المسئولة عن صيد الفرائس وتوفير الطعام للأسرة، وهذا الأمر يميز مجتمع الأسود عن غيره حيث أن الشائع أن توكل مهمة الصيد إلى ذكور الحيوان، أما الذكر فهو المسئول عن توفير البيئة الآمنة لأفراد الأسرة، وحمايتهم من كل تهديد قد يتم تعرضهم له.