الأزمات القلبية باتت كابوس يهدد حياة ملايين من البشر، قد تستيقظ صباحاً لتسمع أن “فلان” قد توفي نتيجة أزمة قلبية حادة، قد يكون فلان هذا شاب في العشرينيات أو كهل في أواخر العمر، فهذه الحالة لا تفرق بين كبير وصغير بل تحدث في أي وقت ولأي شخص، يظن الغالبية العظمى من الناس أن الأزمات القلبية تحدث بشكل مفاجئ لا يُمكن تلافيه أو فعل شيء للحد من خطورته، لكن هذا الاعتقاد خاطئ تماماً، فالأزمات القلبية تأتي بإشارات مبهمة قد تمتد لأسابيع قبل أن تصل لذروتها، معرفة هذه الأعراض والانتباه إليها يُساهم بشكل كبير في إنقاذ حياة المرضى وتقليل الضرر القلبي الناتج عن الإصابة، في هذا المقال سنتعرف أكثر على الأزمات القلبية وأعراضها وأسبابها.
لماذا تحصد الأزمات القلبية حياة الملايين وما أسبابها؟
ما هي الأزمات القلبية
بداية يجب أن نوضح أن الأزمات القلبية لا تعتبر مرض، إنما هي أحد الأعراض التي تتسبب بها عدة أمراض أخرى، فهي عبارة عن تناقص في كمية الدم الواصل لعضلة القلب ما يؤدي لتلف شديد أو موت بأحد أجزائها، وإذا لم يحصل المريض على العناية الطبية اللازمة بشكل فوري قد يصل الأمر لحدوث سكتة قلبية تؤدي للوفاة، فالأزمات القلبية لا تحدث مرة واحدة ثم تختفي، بل تستمر لمدة أربع إلى ست ساعات يجب أن يتم مراقبة المريض خلالها عن كثب، لأن كل ثانية تمر دون وصول الدم لعضلة القلب تؤدي لموت مزيد من الأنسجة والخلايا.
أسباب الأزمات القلبية
السبب الرئيسي لحدوث الأزمات القلبية هو وجود علة في الشريان التاجي تعوق وصول الدم للقلب، قد يكون ذلك بسبب حدوث جلطة دموية أو ترسب الكوليسترول على جدار الشريان ما أدى لتصلبه وانسداده مع الوقت، في بعض الأحيان يكون السبب هو تشنج الشريان التاج ما يؤدي لمنع الدم من المرور، لكن هذه الحالة تعتبر نادرة الحدوث، أما في حالات أخرى قد يكون سببها تعاطي بعض المخدرات القوية كالكوكايين.
أمراض تؤدي للإصابة بالأزمات القلبية
كما ذكرنا سابقاً، الأزمات القلبية تحدث نتيجة الإصابة بأمراض مزمنة أخرى مع إهمال الإنسان في علاجها وإتباع إرشادات الأطباء، من أهم هذه الأمراض ما يلي:
-
ارتفاع ضغط الدم
ارتفاع نسبة السوائل الموجودة بالشرايين والأوعية الدموية قد يؤدي لتدميرها مع الوقت إذا لم يُلقي له المريض بالاً، فرغم أن ضغط الدم غالباً يعود لأسباب وراثية إلا أن إتباع أنظمة غذائية خاطئة يؤدي لتفاقم الحالة، فالإكثار من تناول الأطعمة التي تحتوي على الأملاح مثلاً يرفع نسبة الصوديوم بالجسم بالتالي يؤدي لاحتباس السوائل ومن ثم يرتفع ضغط الدم.
-
زيادة نسبة الكوليسترول
تناول الأطعمة التي تحتوي على نسب عالية من الدهون السيئة يؤدي لرفع نسبة الكوليسترول بالدم، بالتالي يتراكم على جدران الأوعية والشرايين مسبباً تصلبها، كما تتكون الكتل الدهنية في مجرى الدم فتؤدى لانسداده بالتالي تمنع وصول الدم لعضلة القلب.
-
الإفراط في التدخين
التدخين سواء السلبي أو المباشر يؤدي لتدمير الشرايين بسبب المواد المسرطنة التي تدخل للجسم فتزيد من نسبة الشوارد الحرة به، بالتالي تعمل على أكسدة الكوليسترول ورفع نسبته في الدم ما يؤدي لتصلب الشرايين والإصابة بأمراض القلب.
-
زيادة الوزن
الزيادة المفرطة في الوزن عادة ما يترافق معها العديد من الأمراض مثل مرض السكر وضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول، كما تقل حركة الإنسان كلما ازداد وزنه، بالتالي يُصبح أكثر عرضة لأمراض القلب.
-
داء السكري
داء السكري يؤدي لخلل كبير في كافة عمليات الجسم بسبب عدم حصول الخلايا على ما تحتاجه من طاقة وغذاء خاصة في النوع الثاني، كما أنه يرفع مع معدل الكولسترول في الدم وترسبه على جدران الشرايين.
-
التوتر والضغط العصبي
الإنسان الذي يعيش حياة مليئة بالتوتر والضغط العصبي يُصبح أكثر عرضة لأمراض القلب، وذلك بسبب تعرضه المستمر لارتفاع ضغط الدم أكثر من غيره.
أعراض الأزمة القلبية
تبدأ أعراض الأزمة القلبية عادة قبل أيام أو ربما أسابيع من وصول المريض لمرحلة خطرة، لكن يؤدي تجاهل هذه الآلام إلى تفاقم الحالة وتضرر القلب بشكل دائم، لذلك يجب أن تتوجه لزيارة الطبيب فوراً لإجراء الفحوصات اللازمة عند شعورك بأي من الأعراض التالية، خاصة إذا كنت مصاب بأي مرض آخر قد يتسبب في حدوث أزمة قلبية:
- شعور بألم وضغط شديد في منطقة الصدر.
- امتداد الألم لمناطق أخرى مثل المعدة والظهر والفك والأسنان.
- ألم شديد في الكتف الأيسر.
- حدوث نوبات متكررة من الآلام السابقة.
- الشعور بصداع وارتباك وعدم اتزان دون سبب واضح.
- قصر النفس وعدم القدرة على التنفس بشكل سليم دون القيام بأي مجهود.
- عرق غزير مصحوب بغثيان وقيء.
- إغماء مفاجئ.
الإسعافات الأولية لمثل هذه الحالة
في حال شعرت بواحد من هذه الأعراض أو تزايد الألم عليك لدرجة لا تحتمل فأفضل ما عليك فعله هو إتباع الخطوات التالية:
- الاتصال بالطبيب فوراً.
- الجلوس مستنداً للحائط مع رفع قدميك في مستوى جسدك
- مضغ حبة من الأسبرين لا ابتلاعها بالماء، فالأسبرين يحتوي على مواد تزيد من سيولة الدم بالتالي تساعد على تدفقه ووصوله للقلب.
- لا تتناول المياه أبداً أو تحاول التحرك للمشفى وحدك دون مساعدة، فأي حركة تمثل خطورة شديدة على صحتك.