يمكن وصف النقرس بأنه لعنة الأغنياء، فهو قادر على حرمان المريض من التمتع بحياته وحتى النوم والمشي بشكل سليم، وذلك لصعوبة وشدة أعراضه، قد يستيقظ المريض ليلاً من شدة الألم عند تعرضه لنوبة من نوبات مرض النقرس، لكن ترى ما أسباب هذا المرض؟ لماذا سُمي بداء الملوك؟ وهل هو قاصر على الأغنياء فقط؟ وكيف يُمكن الوقاية منه؟
لماذا سُمي النقرس بداء الملوك وكيف يمكن الوقاية منه؟
ما هو مرض النقرس
النقرس هو ارتفاع حاد في نسبة حمض اليوريك في الدم فيبدأ في الترسب على أنسجة وعضلات المفاصل ما يؤدي لحدوث التهابات وتورمات شديدة بها، يُعتبر مشط القدم أكثر الأماكن عرضة للإصابة بهذه الحالة حيث تبدأ الأعراض في الظهور عليه ومن ثم الانتشار لباقي أجزاء الجسم.
الأعراض
عادة ما تظهر أعراض هذا المرض بشكل مفاجئ يتسم بالحدة، وتشمل ما يلي:
-
آلام شديدة بالمفاصل
كما ذكرنا سابقاً يبدأ المرض عادة من إبهام القدم، وعادة ما تحدث نوبات الألم في الليل بسبب انخفاض حرارة الجسم، فيستيقظ المريض من نومه بسبب الآلام المبرحة التي تغزو إصبع قدمه، وقد يمتد الألم لأماكن أخرى كمفصل الركبة أو الكاحل أو أصابع اليدين.. إلخ.
-
تورم واحمرار
يصاحب هذه الآلام المبرحة تورم شديد واحمرار بمكان الإصابة، كما يُصبح شديد الحساسية ولا يتحمل أي شيء مُلامس لسطحه.
-
ظهور نتوءات صلبة
مع استمرار الحالة قد تتسبب الترسبات الحمضية على المفاصل في ظهور نتوء صلب غير مؤلم في مكان الإصابة، كما يُمكن أن تتأثر الكلى على المدى الطويل بسبب ارتفاع نسبة حمض البول في الدم.
أسباب الإصابة بمرض النقرس
-
إتباع أسلوب حياة غير صحي
حمض اليوريك يتم إنتاجه في الجسم كمرحلة من مراحل تحليل مادة البورين، هذه المادة تُجد في الجسم بشكل طبيعي ولكن بنسب ضئيلة، كما تتواجد بكثرة في عدة أطعمة مثل اللحوم والأطعمة البحرية خاصة سمك الأنشوقة والرنجة بالإضافة لأنواع معينة من النباتات مثل الفاصولياء الفطر والسبانخ وغيرها، تناول هذه الأطعمة بكثرة يزيد من نسبة مادة البورين في الجسم ومن ثم حمض اليوريك، لهذا السبب سُمي المرض بداء الملوك، لأنه لا يظهر إلا عند تناول هذه الأطعمة بشكل مُبالغ فيه ونهم شديد باستمرار وهو أمر ليس بمقدور الفقراء.
-
تناول المشروبات الكحولية
تناول المشروبات التي تحتوي على الكحول يُقلل من قدرة الجسم على التخلص من حمض اليوريك بشكل طبيعي بالتالي ترتفع نسبته في الدم وتبدأ البلورات في التكون والترسب على أنسجة المفاصل.
-
بعض الأمراض المزمنة
ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري وارتفاع نسبة كولسترول الدم وتصلب الشرايين، كل هذه الأمراض قد تؤدي لزيادة نسبة حمض اليوريك وبالتالي تؤدي للإصابة بمرض النقرس.
-
جينات وراثية
ترتفع احتمالية الإصابة بمرض النقرس في حال إصابة أحد أفراد عائلته إما بواحد من الأمراض المزمنة مثل السكري أو قصور وظائف الكلي أو الإصابة بالنقرس نفسه.
-
بعض الأدوية الكيميائية
بعض الأدوية الطبية كالتي تحتوي على مادة الثيازيد كأدوية ضغط الدم، أو الإسبرين وأدوية تثبيط المناعة قد ترفع من احتمالية الإصابة.
-
سن ونوع المريض
ينتشر النقرس بين الرجال في سن مبكرة أكثر من النساء، أما النساء فترتفع نسبة إصابتهن بعد الوصول لسن اليأس.
مضاعفات مرض النقرس
عدم الخضوع للعلاج الفوري قد يؤدي لحدوث نوبات أكثر شدة كما يمكن أن يتسبب في انتشار المرض في باقي أجزاء الجسم، بالإضافة للتأثير على الجهاز البولي خاصة الكلى.
الوقاية من مرض النقرس
يمكن أن يقي الإنسان نفسه من هذا المرض بتحسين أسلوب حياته وإتباع عادات صحية كما يلي:
- تقليل الأطعمة التي تحتوي على مادة البورين وذلك لتجنب لرتفاع نسبة حمض اليوريك في الدم وتكون البلورات وترسبها على المفاصل.
- الامتناع تماماً عن تناول المشروبات الكحولية.
- تناول منتجات الألبان بكثرة، فقد ثبت أنها تمنع ارتفاع نسبة البول في الدم.
- تناول النشويات المعقدة مثل الخبز والأرز والمعكرونة، لكن يجب الانتباه للوزن الجسم والحفاظ عليه.
- تناول القهوة بشكل مستمر، فقد وجد الباحثون أن تنال القهوة يُساعد على تخفيض نسبة اليوريك في الدم، الجدير بالذكر أن الأمر لا يعود لوجود الكافيين فقد أعطت القهوة الخالية من الكافيين نفس التأثير.